“أد الأمانة لمن ائتمنك ولا تخن من خانك”، هذا شعارنا في هذه الحياة فلا بد من إرجاع أي شيء لصاحبه إذا كان ضائعاً او حدث خطأ، فعندما يقدم أحد على فعل الخير ورد الأمانة فهو لا ينتظر الشكر والأجر إلا من الله سبحانه وتعالى ولو كان عكس ذلك لما أرجع المبلغ بالأساس.
تخيل لو أنك وضعت كرت البنك في الصراف الآلي فوجدت مبلغاً ضخماً مع أنك عامل بسيط هل سترجعه فكر قليلاً فهو مبلغ أنت بحاجة إليه، وسيقلب حياتك رأساً على عقب وستتخلى عن عملك الذي لا يسد الرمق وستفتح عملاً كبيراً يعود عليك بالربح والراحة والحياة السعيدة.
تحدثت وسائل الإعلام التركية عن أمانة رجل تركي يعمل براتب الحد الأدنى من الأجور، عندما فوجئ بوصول مبلغ مليون ليرة تركية إلى حسابه البنكي من حساب مجهول لا يعرفه.
وقالت صحيفة هبرلار التركية في خبر لها ، تفاجأ المواطن اردتنش كايا ويبلغ من العمر 40 عاماَ ومتزوج وأب لطفل، بوجود 1 مليون ليرة تركية في حسابه البنكي حولت له من حساب لا يعرف صاحبه عن طريق الخطأ.
حيث ذهب المواطن كايا للبنك وتحدث معهم عن الأمر بعد وصول المبلغ إليه بساعة واحدة، وتواصل البنك مع صاحب الأموال واستعاد أمواله، وبحسب ما أفاده المواطن بأنه كان يتوقع تقديم الشكر له من صاحب الأموال ولكن الأخير لم يفعل وكأن شيئاَ لم يحدث وحتى أنه لم ينظر في وجهه.
هذا التصرف السيء من صاحب المبلغ يجعل الكثيرين ينقلبوا عن فعل الخير وخصوصاَ أنه لم ينظر حتى في وجه الرجل الذي ارجع المبلغ.
عندما يموت شخص ويذهب الناس للصلاة عليه يقوم الإمام بسؤال الناس: من له عليه دين فإما يسامحه أو يطلبه وغالباً يتم عدم الرد احتراماً للموقف الذي يكون فيه أهل المتوفى،
ثم ينتظر صاحب الحق حتى انتهاء العزاء ويذهب ليطالب بحقه إذا كان غير مسامح للمتوفى وهذه سنة يتبعها جميع المسلمون في كل ارجاء العالم.
ولكن قصتنا في هذه المقالة خالفت ما تعودنا عليه من تمهل في مطالبة الحق من المتوفى فقد قام هذا الرجل بطلب حقه الذي ادعى أنه صاحبه أمام جميع الناس الذين حضروا.
حيث وفي جنازة أحد الأشخاص بإسطنبول طلب الإمام من الحاضرين مسامحة المتوفى ليرد أحدهم “لن اسامحه وليكن حقي حرام عليه”، مدعياً أن المتوفى سبق وأن أخذ منه قبل سبع سنوات 11500 دولار كدفعة أولى مقابل بيعه الأرض ولكنه تراجع عن البيع لاحقاً ولم يعيد له أمواله…
تنازل المواطن طويرش بن سفاح الشمري من سكان المملكة العربية السعودية محافظة رفحاء عن مبلغ مالي له في ذمة مقيم مصري، هذا المواطن كان يعمل لديه محاسباً وتوفي في مرض السرطان قبل أيام وأوضح الشمري ان المقيم المصري كان يعمل في مكتب استقبال يملكه.
وفي ذات يوم مر المصري بضائقة مالية وقرر ان يستدين من صاحب عمله مبلغاً قدره 75 ألف ريال ووعد بردها بعد أن تتحسن أحواله وتنجلي الضائقة المالية التي يمر بها،
واستكمل: بعدها بفترة وجيزة أصيب المصري بمرض جعله يذهب إلى بلده مصر للعلاج اللازم هناك لكن المرض كان أقوى منه وعجز الدواء من إصلاح ما أفسد الدهر حتى أودع روحه لله متوفياً بين اهله وأقاربه ومحبيه.
وأشار السعودي انه تلقى النبأ الحزين في وفاة المقيم المصري بوساطة ذويه مؤكداً في تلك اللحظات لم يتردد بمسامحته بالمبلغ كاملاً والذي استلفه منه وإبراء ذمته.
اتصل السعودي بأهل المتوفي وأبلغهم بمسامحته وعزاهم وواساهم بفقيدهم طالباً الأجر والعوض من الله سبحانه وتعالى وكان مسروراً بما فعله لوجه الله.
المصدر : مواقع منوعة
تساعدك أداة محول العملات على تحويل قيمة أي عملة إلى أي عملة أخرى.