مع كثر الأزمات المالية التي تعصف بالعالم سيكون من الصعب الحفاظ على الأموال حيث يتعرض أغلبية الناس للخسارة من جراء تدهور العملات وارتفاع الأسعار، إلا أنه بعض الناس يتمكن من التغلب على الأزمة وجعلها لصالحه، أي بدل من خسارته لأمواله يحافظ عليها بل ويستثمرها ويحقق أرباح بالأوقات العادية لا يتمكن من تحقيقها.
في أوقات الأزمات المالية ينقسم أصحاب المصالح التجارية والأموال إلى 3 أصناف: الخاسرون – المحافظون على أموالهم – والرابحون. وبينما نرى أكثر الناس في القسمين الأول والثاني، إلا أنه ليس من المستحيل تحقيق الربح خلال أزمة اقتصادية كما يتصور البعض،
بل إن أغلب أثرياء العالم يدّعون بأن المحطة الفارقة في حياتهم كانت عندما نجحوا في الاستثمار والثبات بينما تعيش الأسواق في حالة ذعر وتخبط.
سواءً كنت تاجراً صغيراً أو رجل أعمال على نطاق واسع، أو موظفاً يحصل على راتب شهري ويسعى للادخار وتطوير أفقه لتحقيق الاستقلال المالي، فإن الاستراتيجية البسيطة المشروحة أدناه ستفيدك عند هبوب رياح أي أزمة مالية، وحتى في أوقات الرخاء.
غالباً ما يسأل البعض بسذاجة: "هل نشتري الذهب، هل نشتري الدولار، أم أنه من الأفضل شراء بعض الأسهم أو العملات الرقمية؟" وما يهرع الناس إلى فعله عندما تجيبهم على هذا السؤال هو شراء أحد هذه الأصول المالية بجميع أو أغلب ما يمتلكون من أموال، وهذه الخطوة تعبّر عن جهل شديد في مفهوم الإدارة المالية.
لا ينصح الخبراء إطلاقاً أي أحد أن يضع أمواله جميعها في مكان واحد، فحتى لو أخبرك أغنى رجل في العالم وأكثر خبير مخضرم تعرفه، أن الأصل المالي "س" سيرتفع وسيكون المستقبل له، لا تفكر إطلاقاً أن تضع كل البيض الذي تمتلكه في سلة واحدة فإذا سقطت كُسر وخسرته.
على العموم، فإن ذوي الاختصاص في شؤون الإدارة المالية يرشدوننا إلى توزيع المال على 3 أصول:
أصل ادخاري كالذهب.
أصل كاش قوي كالدولار.
أصل استثماري، كالسلع والأسهم والعملات الرقمية وغيرها.
لكن هذا التوزيع لا يكون دائمًا بالتساوي (أي أن نصيب كل واحد منهم ليس 1/3)، بل يكون بحسب الظروف الراهنة، ويمكن اختصار الأمر مجدداً كما يلي:
في أوقات القلق والحروب اجعل أغلب أموالك من الذهب.
في أوقات التشديد النقدي والركود اجعل أغلب أموالك من الدولار.
في أوقات الرخاء وتوافر السيولة وانتعاش الأعمال اجعل أغلب أموالك في أصول استثمارية آمنة وقوية.
إذا كنت موظفاً، فيجب أن تعلم أنه حان الوقت لتوسيع آفاقك والبحث عن عمل آخر يؤمن لك الدعم المالي اللازم... لا يشترط أن يكون مصدر دخلك الإضافي هو عمل بدوام كامل، ولا نطلب منك العمل لـ 24 ساعة في اليوم حتى تؤمن ما يكفيك.
بل نرغب بلفت نظرك إلى أن العالم بات يعمل بطريقة مختلفة عن الماضي. فعلى سبيل المثال، ظهرت العديد من الوسائل لتحقيق المال عن بعد أو عبر الإنترنت بما يسمى الأعمال الحرة (الفريلانس).
لن تجد هنا وصفة سحرية جاهزة لذلك، لكنك لو بحثت واجتهدت ستحصل على عمل إضافي يدعمك ماديًا خلال هذه الفترة العصيبة، وإذا لم توفق في هذا الطريق حاول تعلم مهارات جديدة مطلوبة في سوق العمل خلال أوقات فراغك، واعمل بها.
أما إذا كنت تاجرًا أو صاحب عمل، فننصحك بالتوقف عن انتظار العملاء التقليديين فقط، وابحث عن شريحة جديدة مستهدفة، مستخدمًا بذلك وسائل التواصل الاجتماعي والتسويق الرقمي بالدرجة الأولى؛ وشبكة معارفك وعلاقاتك الاجتماعية ثانيًا.
بهذه الطريقة قد تتمكن مع انتعاش الأسواق مجددًا أن تحول خسائرك إلى أرباح تفوق بكثير ما كنت تجنيه في الوقت العادي.
إن أوقات الأزمات والركود هي اختبار صعب يجتازه الذين يثبتون أنفسهم في الأسواق فقط، وما يحدث في هذه الفترة أن العديد من المنافسين في مجالك سيتراجعون ويصبح تهديدهم أقل، بينما سيتقدم بعض الأقوياء ويحاولون افتراس كافة الأسماك الصغيرة التي لا تقوى على السباحة في هذا التيار.
في هذه الفترة سيكون أمامك خيارين، إما أن تبرهن على قوتك وثباتك لكي تسطع أكثر في الأسواق بعد انقضاء الأزمة، أو تجعل من نفسك فريسة للحيتان الكبار الذين يخوضون اللعبة بنفسٍ طويل.
المطلوب منك لتحقيق ذلك ألا تجزع، وأن تبقى يقظاً مهما كلف الأمر، الخسارة أمر معقول ويمكن التعامل معه، لكن التحدي الأكبر يكمن في الثبات والحفاظ على معايير عملك وخدماتك كصاحب شركة أو تاجر حتى لو تعرضت للخسارة.
يقول "عمرو الألفي" رئيس قسم البحوث بشركة برايم لتداول الأوراق المالية: "لقد حان الوقت لاتجاه الأسر نحو ترشيد استهلاكها، وإن كان هناك صعوبة في ضبط استهلاك الغذاء فعليهم اللجوء إلى الأنواع البديلة ذات السعر الأقل".
يمكن أن تعيش عائلتان بنفس عدد الأفراد، وبمستوى المعيشة ذاته، لكن إحداهما تصرف أكثر بشكل واضح من الأخرى. الفرق يكمن هنا في العادات الشرائية...!
خصوصاً في أوقات التضخم، من الحكمة أن تفهم كيف ولماذا وكم تشتري من الحاجات الأساسية لمنزلك وعائلتك. قد يعتاد البعض منا على التسوق يومياً لشراء السلع أولاً بأول، بينما يفضل الآخر شراء السلع بكميات أكبر وبعدد مرات تسوق أقل.
عموماً، ننصحك بتخفيض عدد مرات التسوق وزيادة الكمية المشتراة. فإذا كنت معتاداً على شراء حاجاتك يومياً، ننصحك بالتسوق أسبوعياً، أو حتى مرتين في الشهر. لأن كل رحلة جديدة للتسوق في هذه الحالة ستكون استنزاف آخر لقدراتك الشرائية، بالإضافة إلى كون أغلب المنتجات تباع بسعر أرخص بكثير حين تكون بالجملة.
قبل شراء أي شيء فكر كيف ستستخدمه في المستقبل وإلى أي وقت ستستمر باستخدامه، وإذا وجدت أنك لا تحتاج الشيء الذي تشتريه فاعتد أن تعدل عن قرارك الشرائي.
المصدر: الليرة اليوم
تساعدك أداة محول العملات على تحويل قيمة أي عملة إلى أي عملة أخرى.