بجانب كونهم جميعا فنانين عالميين، كان هناك عامل إضافي آخر جمع بين كل من “فان هالين” و برنس” وفرقة “كوين” الشهيرة.
هذا العامل الأبرز الذي جمع بين ما قدموه من أغانٍ ناجحة أثرت تاريخ الموسيقى، أن عملية المزج الموسيقي في غالبية أغنياتهم تمت على يد الرائد في مجال المزج الموسيقي، مهندس الصوت والمخترع الأمريكي توماس أوبرهايم.
في عالم صناعة الموسيقى يعتبر توماس إلروي أوبرهايم، المعروف باسم توم أوبرهايم ، مهندس صوت أمريكي ومهندس إلكترونيات اشتهر بتصميم معالجات التأثيرات وأجهزة المزج التناظرية وأجهزة التسلسل وآلات الطبول.
لقد كان مؤسسا لأربع شركات للإلكترونيات الصوتية، وأبرزها شركة أوبرهايم للإلكترونيات، وكان أيضًا أحد المساهمين الرئيسيين في تطوير وتبني معيار MIDI، الواجهة الرقمية للآلات الموسيقية.
دخل أوبرهايم لعالم الموسيقى بالصدفة، ومنذ نشأته في حي مانهاتن بولاية كانساس الأمريكية، كان يعشق قضاء الوقت بجانب متجر أجهزة الراديو في بلدته.
وبدأ حياته المهنية منذ سن صغيرة بعمله لتنظيف أرضية متجر أجهزة الراديو الذي كانت هوايته البقاء بالقرب منه، وظهر في ذلك الوقت ولعه بالإلكترونيات الصوتية، ما دفعه لاحقا للالتحاق بجامعة ولاية كنساس، قبل أن ينتقل لجامعة UCLA حيث قام بالدمج بين دراسة الفيزياء وحبه للموسيقى.
وكان يمكن ان تتغير حياة أوبرهايم بشكل كامل إذا ما الحق نفسه بالعمل في مجال الفضاء لموهبته الفطرية في الابتكار، حتى عرض عليه أحد الاصدقاء عقد للعمل في مجال تسجيل الموسيقى، وطلب منه تصميم آلة صوتية تصدر عنها اصوات طبيعية للمساهمة في تطوير عملية تسجيل الأغاني.
وكانت الأداة التي ابتكرها أوبرهايم، متخصصة في تعديل الإشارات ومعالجتها.
لم يمض وقت طويل بعد ذلك قبل أن يقر عالم الموسيقى باحتياجه لابتكارات أوبرهايم، وقام المخترع الأمريكي بتوريد ابتكاره لتعديل الإشارات الموسيقية لكافة أطياف العاملين بالموسيقى فاستفادت منه موسيقى الجاز، وأستديوهات التسجيل الموسيقية، والملحنين للأعمال السينمائية.
ولحقت بهذه الخطوة تأسيس أولى شركات أوبرهايم، وهي شركة Oberheim Electronics، وشهدت توسعا في فترة السعبينيات، قبل أن يقرر أوبرهايم ان يتوسع في ابتكار اجهزة المزج الموسيقي الإلكترونية التي رأى أن العالم كان في حاجة لها في ذلك الوقت.
وكانت أوائل أجهزة أوبرهايم للمزج الموسيقي الإلكتروني من أبرز علامات صناعة الموسيقى نهاية السبعينيات ومطلع الثمانينيات، وكانت في ذلك الوقت من أغلى الاجهزة بقيمة 4 آلاف دولار، ما يعادل حاليا 21 ألف دولار، وهي تكلفة مرتفعة للغاية مقارنة بقيمة الإنتاج الموسيقي في ذلك الوقت، ولكن إقبال صناع الموسيقى عليها صنع أسطورة أوبرهايم المعروفة الآن.
ساهم النجاح التسويقي لمنتجات أوبرهايم بما في ذلك البيانو الإلكتروني OB-8 في توسع شركته، وارتفاع عدد موظفيها، وكانت تحقق الشركة ربح سنوي من 8 أرقام على الأقل.
ولحق بذلك عقد كامل من النجاحات استحوذت عليه أجهزة أوبرهايم في الثمانينيات، كانت خلاله شركاته المورد الرئيسي لأحد أجهزة المزج الموسيقي في العالم.
وفاجأ أوبرهايم الجميع بعودته من جديد لطرح أجهزة حديثة من تطويره وهو في عمر الـ 83، ووفق ما ذكرته مجلة فوربس “عن مليادرير الموسيقى”، ويقدم الآن مجموعة أجهزة موسيقية تتاح للبيع عبر متاجر إلكترونية بداية من مايو 2022، بما في ذلك متجر MI للإلكترونيات، وموقعه الرسمي.
على قارعة الطريق في شوارع واشنطن وقف الشاب المبتسم جون ماريوت ليبيع عصير الليمون للمارة، قبل أن يراوده حلم تأسيس فندق بمواصفات عالمية.
هكذا يفكر رواد الأعمال دائما، فمن كان يصدق أن الفتى جون ماريوت الذي يبيع عصير الليمون في ساحة واشنطن سيتحول إلى مالك أكبر سلسلة فنادق في العالم؟
تقريبا كل من رآه في ساحة الكابيتال هيل بالعاصمة واشنطن، أثنى عليه ثناء كبيراً.
فقد كان المراهق الشاب جون ماريوت يقف في هذه المنطقة يبيع عصير الليمون البارد لرواد المنطقة، واشتهر عنه ابتسامته الكبيرة وذوقه في التعامل مع الناس.
بقى جون فترة طويلة يقدم خدمة العصائر الباردة خصوصا الليمون، لحشود الناس الذين يعيشون ويأتون للعاصمة واشنطن.
مع عمله الدؤوب ، لاحظ جون دائما شكاوى الناس حول الغرف في الفنادق المحيطة، وأنها فنادق سيئة المستوى تقدم خدمة رديئة ومستوى طعام أكثر رداءة للزبائن.
ورغم أنه مجرد بائع ليمون، إلا أن هذه الأفكار لطالما داعبت عقله وهو يصنع عصير ليمونه الطازج، بأنه يتمنى أن يملك ما يكفي لبدء “شيء ما” عظيم يستغل حاجة الناس الشديدة لفنادق نظيفة وعالية الخدمة، وفق منصة أرآب فوندر.
بعد عدة سنوات من التميز في تقديم عصير الليمون البارد في ساحة واشنطن، تحصل جون على مال جيد يكفي لافتتاح مطعم صغير يقدم فيه الطعام الساخن.
كان الطعام يقدم طازجا، وشهيا وساخنا، وفي نفس الوقت يقدم بمودة ودفء جون المعتاد، الذي استعان بموظفين وجه إليهم تعليمات أساسية أولها ضرورة الابتسام واللطف الدائم مع الزبون.
وكان من الطبيعي أن ينجح مطعم كهذا بهذه الكفاءة وهذا الأسلوب القيادي الذي يسخر كل شيء لإرضاء العميل.
فافتتح مطعم ثان، ثم مطعم ثال، وبمرور الوقت افتتح جون عددا من المطاعم في شرق أمريكا.
وبدأ صيت جون ماريوت ينتشر كواحد من كبار الطهاة في أمريكا ، وبدأت مطاعمه تأخذ اهتماما كبيرا بسبب النظافة والطعام الشهي وخدمة العملاء الممتازة.
بعد نجاح سلسلة مطاعمه، راود جون حلمه القديم. وهو افتتاح فندق كبير.
جاءته الفرصة الأخيرة ليقدم النموذج الذي سعى لإنجازه يوما، بأن يوفر فندقا نظيفا، يوفر خدمة مميزة، رائحته عطرة على الدوام، طعامه شهي وجذاب.
باختصار حلم ماريوت هو تحقيق كل ما يتمناه أي شخص نزيل أو عابر في المدينة، يشعر بالراحة والهدوء والأمان في هذا الفندق، غير الفنادق الأخرى حينذاك التي كان الجميع يشكو منه.
وقرر جون أن يطبّق خلطته السرية في افتتاح فندقه الأول، ولكن بشكل مختلف قليلا هذه المرة.
افتتح جون ماريوت فندقا صغيرا، وأطلق خدمته بشكل تجريبي لمدة 3 أشهر، دعا فيه أقاربه وأصدقاءه وجيرانه للمبيع في فندقه مقابل مبلغ زهيد ولكن بشرط : لن يخرج أحد من الفندق إلا بعد أن يملأ دفترا كبيرا وضعه في الغرف، يملأه بكل الملاحظات والانتقادات والإيجابيات والسلبيات التي واجهها أثناء فترة اقامته، أي شيء أثار إعجابه يكتبه، وأي شيء أثار ضيقه وانتقاده يكتبه أيضا.
بعد 90 يوما جمع جون كافة الملاحظات ودرسها بدقة، ثم أعاد تصميم الفندق والخدمات والطعام وحتى الغرف وافتتح فندقه الجديد بعد تنفيذ كافة الاصلاحات التي ذكرها الجميع خلال فترة التجربة، وكانت النتيجة هو نجاح الفندق نجاحا باهرا.
كان اسم الفندق هو “ماريوت”، نسبة لصاحبه “جون ماريوت”، الفندق الذي نعرفه الآن جميعا، واحد من أشهر وأكثر الفنادق العالمية الفخمة انتشارا حول العالم.
بدأ جون ماريوت رحلته في تأسيس أول فنادق ماريوت من بائع عصير مبتسم ومجتهد يسعى لخدمة زبائنه.
ووصل به الأمر بعد افتتاح فنادقه هو أنه كان يرتدي ملابس موظفي الاستقبال في الفندق، ويعمل في بهوه باعتباره منهم، بل وقام بحمل الحقائب من الزبائن أحيانا وإيصالهم الى غرفهم دون أن يعرفوا أنه جون ماريوت مالك الفندق.
بعد سنوات من تأسيس ماريوت، وهو في الخامسة والثلاثين من عمره أخبره الأطباء بأن ليس أمامه وقتا طويلا لإدارة فنادقه لأنه تم تشخيصه بسرطان الغدد الليمفاوية.
توقع الاطباء أنه سيعيش عدة أشهر، ولكنه مات بالفعل لكن بعد خمسين عاما كاملة من تشخيصه بالمرض وهو في الخامسة والثمانين، استمر فيها على قيادة فنادقه التي تحولت إلى واحدة من أشهر فنادق العالم.
غادر ماريوت الحياة تاركا وراءه اسمه للابد كأشهر ما يكون في عالم الخدمات والفندقة. كلمة السر فيها الابتسامة في وجه العميل، وصناعة أفضل الخدمات، وتجربة كل شيء واخذ كل الآراء قبل التطبيق على نطاق واسع.
واثبتت هذه الأساليب كفاءته وحقق نجاحا لم يكن يتصوره أحد لصبي مراهق يقف في ساحة لبيع عصير الليمون.
المصدر: مواقع إلكترونية
تساعدك أداة محول العملات على تحويل قيمة أي عملة إلى أي عملة أخرى.