منها خمس مناجم لاستخراج الذهب وتلال من الزمرد والياقوت.. ماذا تعرف عن ثروات أرض الكنوز أفغانستان؟
منذ الصغر ونحن لانعرف عن أفغانستان إلا أنها مدينة فقيرة بالكاد يستطيع سكانها سد رمقهم, هذا ما نقله لنا الإعلام الموجه بغية تحقيق أهداف لمصالح دول عظمى.
ولكن هل يعقل ان أفغانستان لم ولن تشرق فيه الشمس وليس لها جزء نصيب من التألق دعونا في هذا المقال نتعرف إلى وجه أفغانستان المشرق والجميل..!
لم تكن أفغانستان تلك الدولة المحصورة بين الجبال والهضاب والصحاري الشاسعة والتربة القاحلة كما يتصوّر البعض، إذ تتمتّع بموقع سياحي مميز، رسمَ منها لوحةً فنية رائعة، وجعلها قِبلة للكثير من سائحي العالم، رغم التوتر الأمني والسياسي الذي تعاني منه منذ سنوات طويلة.
وتعدّ فترة السبعينيات تحديدًا العصر الذهبي للدولة الأفغانية سياحيًّا، حينما كانت نقطة جذب سياحي بين أوروبا وجنوب آسيا، لكن سرعان ما تأثّر الوضع بصورة كبيرة منذ الغزو السوفيتي عام 1979، إذ لم تنعم البلاد بمرحلة سلام حقيقية منذ ذلك الوقت وحتى اليوم.
ورغم التحذيرات الصادرة عن سفارات دول العالم بعدم خوض تجربة الزيارة المحفوفة بالمخاطر لأفغانستان، إلا أن البلاد لا تزال قِبلة للمئات من أبناء الجنسيات الأوروبية المختلفة، في ظلّ عدم وجود إحصاء رسمي لعدد السائحين.
لكن العديد من المؤشرات توثِّق هذا الحضور بين الحين والآخر، كنسبة الحجوزات على مواقع الحجز السياحي لبعض المنازل المعروضة من قبل مواطنين أفغان.
وتعدّ أفغانستان قبلة للحضارات المختلفة، أبرزها حضارة وادي السند (3300-1300 قبل الميلاد) التي تمتدّ جغرافيًّا من شمال غرب باكستان إلى شمال غرب الهند وشمال شرق أفغانستان، حيث عُثرَ على آثار تلك الحضارة على نهر أوكسوس في ل شمال أفغانستان.
وتعدّ مدينة باميان الواقعة في وسط البلاد، ملتقى ثقافات العالم المختلفة.
كذلك هناك “المتحف الوطني”، أحد أبرز الكيانات الأثرية في آسيا الوسطى، يعود إلى آلاف السنين، ويضمّ بين جنباته أكثر من 100 ألف قطعة أثرية، لكنها تعرّضت للنهب خلال الحرب الأهلية عام 1992، إلا أن جهود اليونسكو وبعض المنظّمات الثقافية العالمية نجحت في استعادة قرابة 8000 قطعة خلال السنوات الماضية.
المدن الرئيسية الأفغانية هي الأخرى تعدّ حضارات متنقّلة، فالعاصمة كابل على سبيل المثال تعود نشأتها لأكثر من 3500 عام، وتضمّ العديد من المواقع الجاذبة للسياحة مثل مسجد عبد الرحمن وحدائق بابور، بجانب المتحف الوطني والمتنزّه التاريخي.
كذلك الوضع في مدينة بلخ (شمال) المعروفة باسم “أم المدن”، كونها واحدة من أقدم مدن العالم، وتقع على مفترق طُرُق بين شرق آسيا والشرق الأوسط، هذا بجانب قندهار.
تلك المدينة التي أسّسها الإسكندر الأكبر عام 329 قبل الميلاد، وهي واحدة من أقدم المجتمعات البشرية المعروفة، ذات ثراء ثقافي غير مسبوق.
وتعدّ مدينة باميان الواقعة في وسط البلاد، ملتقى ثقافات العالم المختلفة، حيث اكتشف علماء الآثار أنها مزيج من التأثير التركي واليوناني والفارسي والهندي والصيني، وقد اشتهرت بتماثيل بوذا العملاقة التي تمّ تدميرها عام 2001، وأخيرًا مدينة جلال آباد (شرق) عروس أفغانستان الخضراء التي تعانق المياه والأشجار من كل جانب، وفيها الكثير من فنون العمارة الحديثة.
سؤال طرحناه على 10 أشخاص من حاملي الشهادات التعليمية المتوسطة والجامعية، دارت معظم الإجابات في فلك البلد الفقير الذي لا يملك مقومات الحياة، والذي يعاني من تردٍّ ثقافي وفكري ومجتمعي، البلد الذي سقط في مستنقع الحروب والاستعمار، ففَقَدَ أبجديات التعايش الطبيعي.
تلك البقعة من الأرض التي تكسوها الجغرافيا الوعرة التي شكّلت إنسانًا قاسيًّا لم يدخل قلبه يومًا حبًّا، ولم تطرَب آذانه لأبيات شعر أو سيفمونية.
الجزء الأكبر من الصورة الذهنية عن أفغانستان تكوّن من التناول الإعلامي الموجَّه، الذي ركّز على الجانب المظلم لتاريخ هذا البلد، إذ أودى به موقعه الجيو سياسي إلى براثن الحـ.ـروب والأزمات، حتى طُمست هويته ليستبدلها بهوية أخرى أكثر دموية.
لكن على الجانب المعاكس، هناك صورة أخرى مغايرة تمامًا، بعيدًا عن أصوات الرصـ.ـاص والدماء المتناثرة على جنبات الشوارع والطرقات، صورة أكثر إشراقًا ونضجًا وموضوعية، تبعث على الأمل والتفاؤل بأن أزمة هذا البلد في إدارته وليست في طبيعته، إذ يمتلك كاريزما تاريخية وبشرية تؤهّله لأن يكون في مكان آخر غير ذلك القابع فيه منذ عقود.
في هذه الإطلالة، نطوف بين خيوط تلك الصورة الأخرى ومعالمها، نستطلعُ فيها ملامح الوجه الآخر للأفغان، هذا الشعب الذي حوّل بلاده إلى مقبرة للغزاة رغم الانقسامات التي فتّتت أواصره وشتّتت شمله وأطاحت بحلم الوحدة طيلة الأعوام الماضية، فجعلته قصعة مستباحة للأطماع الخارجية والأجندات الإقليمية.
بداية الحديث عن أن أفغانستان دولة فقيرة حديث يفتقد للموضوعية ويجافي الحقيقية شكلًا ومضمونًا، رغم أن الصورة المصدّرة للعالم هي أن هناك قرابة 90% من الشعب الأفغاني يعيشُ على أقل من 2 دولار يوميًّا، وتعتمدُ بشكل أساسي على المساعدات الخارجية، لكن الصورة هنا مجتزأة.
ففي الجانب الآخر من تلك الصورة، نرى أن أفغانستان تعدّ من أغنى بلدان العالم في ثرواتها المعدنية، إن لم تكن الأغنى على الإطلاق.
حيث تشير التقديرات الخاصة بوزارة المناجم الأفغانية إلى أن قيمة الثروة المعدنية التي تحتضنها البلاد تحت ترابها تقدَّر بنحو تريليون دولار، وهناك تقديرات تذهب إلى أن القيمة تصلُ إلى 3 تريليونات دولار.
ومن أكثر المعادن النفيسة التي تتميّز بها أفغانستان هي الليثيوم، ذلك الكنز الاستراتيجي المتوقّع له أن ينافس الذهب في قيمته، كونه أحد أبرز المكوّنات الأساسية لإنتاج الطاقة مستقبلًا.
فيما تتوقع وكالة الطاقة الدولية أن يرتفع الطلب العالمي على هذا المعدن 40 ضعفًا فوق مستويات عام 2020 بحلول عام 2040.
الكنز الاستراتيجي للبلاد لا يتوقف عند الليثيوم فقط، فالتربة الأفغانية وجذور الجبال الضاربة في عمق الأرض تحتوي على العديد من المعادن الأخرى، مثل البوكسيت والنحاس والحديد.
فيما تذهب التقديرات إلى أن أفغانستان تمتلكُ ثروات من الأتربة النادرة تقدَّر بنحو 1.4 مليون طن.
هذا بجانب امتلاكها 5 مناجم للذهب و400 نوع من الرخام واحتياطيات من البيريليوم تقدَّر بقيمة 88 مليار دولار، فضلًا عن تميُّزها بالأحجار الكريمة النفيسة، مثل اللازورد والزمرد والياقوت والتورمالين.
المصدر: هاشتاغ 24
تساعدك أداة محول العملات على تحويل قيمة أي عملة إلى أي عملة أخرى.