ارتفاع كبير بسعر خام الحديد ليتجاوز 50 في المئة خلال ثلاث أسابيع
أخبار اقتصاديةلوحظ خلال الفترة الأخيرة حدوث تحول كبير في أداء "خام الحديد" الذي يمثل واحدة من أقوى السلع تأثيراً في الأسواق؛ وهذا ما أثار مخاوف المراقبين والمحللين في جميع أنحاء العالم.
وقد ارتفعت العقود الآجلة لخام الحديد بنسبة 50% خلال ثلاث أسابيع فقط، وبذلك تنضم للسلع الأكثر ربحية بدءاً من الألومنيوم إلى الطاقة.
تعثر خطوط الإمداد وارتفاع سعر خام الحديد
بتأثير مجموعة عوامل أهمها تعثر خطوط الإمداد وسياسات المناخ في ارتفاع مؤشر أسعار الحديد الخام إلى أعلى مستوى له على الإطلاق.
ويرجح الخبراء أن يؤدي ارتفاع أٍعار خام الحديد إلى تقليص الهوامش في مصانع الصلب غير القادرة على تمرير التكاليف المرتفعة لقطاعات المصب مثل العقارات والبناء التي تشهد نمو متباطئ.
وقد أدى الارتفاع الكبير في أسعار السلع الأساسية، وكذلك نقص الكهرباء الحاد والمكلف والمتزايد، إلى إثارة القلق بين المُصنعين بدءاً من شركات صناعة السيارات وصولاً للمتسوقين في المتاجر.
كما أنّه يضيق الآفاق أمام صانعي السياسات العالميين الذين يسعون لتحقيق التوازن ما بين سحب تدابير التحفيز العاجلة والمخاوف من ارتفاع الأسعار بقوة.
أزمة الطاقة العالمية وخام الحديد
لم تنفصل أزمة الطاقة العالمية التي يشهدها العالم الآن والتي تمتد من آسيا إلى أوروبا، والتي تسببت في إغلاق العديد من المصانع حول العالم، ورفع تكاليف الكهرباء والطاقة والتي تهدد بإعاقة الانتعاش العالمي من الوباء.
ويرجح الخبراء في "سيتي غروب إنك" أن يستمر النقص الحاد في الطاقة حتى الشتاء، وتعد الصين أكبر المتضررين، وقد يواجه الاقتصاد الصيني فترة قصيرة من الركود التضخمي في ظل التضخم الكبير في أسعار المنتجين، وبدوره ينتقل التأثير إلى سلاسل التوريد العالمية.
وقد ارتفع خام الحديد في نهاية شهر سبتمبر من العام الجاري بنسبة 16% نتيجة التوقعات بأن يستأنف بعض مُصنعي الصلب عملياتهم التشغيلية بعد تحقيق تخفيضات إنتاج أعمق من المتوقع.
تأثير سلاسل التوريد وخطوط الإمداد
يأتي الارتفاع الكبير في سعر الحديد الخام بنسبة 50% وكذلك ارتفاع تكاليف الطاقة في الوقت الذي يواجه فيه قطاع الشحن العالمي اضطرابات كبيرة في خطوط الإمداد.
وبحسب "سيتي غروب" فإنّ هناك المزيد من الاحتمالات حول الارتفاع في أسعار الوقود مع اقتراب فصل الشتاء حيث يزداد الطلب على الطاقة.
بينما قد تتوقف أسعار الصلب والمعادن عن الارتفاع نظراً لصدمة الطلب التي تلوح في الأفق تبعاً لترشيد استهلاك الطاقة في الدول الأوروبية والصين في العديد من القطاعات مثل البناء والتصنيع.