أزمة الطاقة في الصين تهدد القطاع الصناعي في العالم بأسره
أخبار اقتصاديةتمثل دولة الصين أحد رموز الاقتصاد العالمي وهي واحدة من أكبر الدول الصناعية في العالم، حيث تعتبر معظم المنتجات الصناعية الأكثر انتشاراً واستهلاكاً في العالم هي المنتجات الصناعة الصينية.
وتمد الصين مختلف بلدان العالم بالمنتجات الصناعية المختلفة والمتعددة.
أزمة الطاقة الخانقة في الصين
يبدو بأن الخارطة الصناعية الصينية تواجه اليوم أخطار وتحديات تتعلق بإمدادات الطاقة وتوقع أزمة قد تصيب هذه الإمدادات لتُعاني من نقص حاد وعدم قدرة رفد الدولة بمتطلباتها من الطاقة.
هذا ما قد يسبب كوارث في الصناعة الصينية حيث من الممكن أن تشهد تراجع كبير إذا لم يتم تدارك الأمور، ويستهلك القطاع الصناعي في الصين أكثر من 59 بالمئة من إجمالي الكهرباء التي تنتجها البلاد.
مؤشرات أزمة الطاقة في الصين وتأثيرها على الصناعة
تلوح في الأفق دلالات ومؤشرات حول وجود خطر وتحدي كبير يتعرض له القطاع الصناعي الأضخم في العالم وهو القطاع الصناعي الصيني.
إنّ هذه الأزمة الممكنة مصدرها الأزمة التي تتعرض لها الإمدادات الكهربائية والطاقة في جمهورية الصين مما قد يؤثر على الصناعة في مختلف بلدان العالم وفقاً لسلاسل الإمداد والتصدير الصينية.
أهم مُسببات أزمة الطاقة
لقد شهدت أسعار الفحم ارتفاعاً في الصين حيث وصل سعر الطن الواحد إلى 234 دولار أمريكي وذلك بسبب توقف العمل في مناجم الفحم الواقعة في إقليم شانشي الصيني نتيجة حدوث الفيضانات.
وفي المقابل تسعى الحكومة الصينية إلى زيادة الإنتاج ضمن إجراءات إضافية للحيال دون خفض شركات الكهرباء الصينية من إنتاجها، وذلك بسبب نقص إمدادات الوقود وحدوث انقطاعات في التيار الكهربائي في الشمال الصيني.
تضرر القطاع الصناعي الصيني وإجراءات الدولة
تشير التقارير والإحصائيات التي تجريها بعض شركات تحليل الأسواق إلى أنّ القطاع الصناعي في الصين قد تضرر نتيجة أزمة إمدادات الطاقة.
وإن القطاع الصناعي الضخم في الدولة الصينية يستهلك أكثر من 59 بالمئة من إجمالي الكهرباء المنتجة في البلاد، بالمقابل يستهلك القطاع الصناعي في الولايات المتحدة الأمريكية حوالي 25 بالمئة فقط على سبيل المقارنة.
وهذا الاستهلاك الضخم لقطاع الصناعة الصيني يعود إلى اعتماد البلاد على هذا القطاع بشكل كبير في وقت يتزامن مع عدم توازنه مع موارد الطاقة في الدولة الصينية.
وكانت تشكل أسعار الكهرباء المنخفضة في الدولة الصينية عنصر أساسي في عملية التنمية وكانت الدولة تشجع مستهلكي الطاقة بشكل كبير على زيادة هذا الاستهلاك من خلال أسعار الكهرباء الرخيصة التي تقدمها الحكومة الصينية في إطار تشجيع وتنمية القطاع الصناعي.
ختاماً، نظراً لاعتماد أكثر من ثلثي محطات التوليد الكهربائي في الصين على الفحم فمن المتوقع أن تزداد كلفة إنتاج الطاقة الكهربائية خلال الفترة القادمة، وهذا ما قد يؤثر على نفقات شركات الصناعة الأخرى التي تستلزم الكهرباء بشكل كبير.
وبالتالي فإنّ قطاع الصناعة الصيني الذي يعتبر الأضخم في العالم واقع تحت خطر وتهديد إمدادات الطاقة والأزمات المتعلقة بتوفر الوقود، وهذا ما سينعكس سلباً على القطاع الصناعي في الدولة الصينية.