استخراج الوقود من النباتات؟ نعم فعلها الباحثون.. إليك القصة
منوعاتوفقا لدراسة جديدة نشرت في (GCB Bioenergy)، فإنه يمكن تقليل الانبعاثات الناتجة عن قطاع الطيران بنسبة تبلغ 68%.
وذلك عن طريق التحوّل إلى وقود طيران مستدام “إس إيه إف” (SAF) مشتق من النباتات لاسيما محاصيل البذور الزيتية غير الصالحة للأكل.
وتمثل تلك المحاصيل مجموعة متنوعة من نبات الخردل، وقد أوضحت الدراسة أنه يمكن أن يكون ذلك الوقود أكثر فعالية من حيث التكلفة من الوقود البترولي.
ما القصة؟ تابعوا معنا.
سعر تنافسي
لا يعتبر وقود الطيران المستدام المصنع من السلجم الزورقي فكرة جديدة، حيث تم تطويره واختباره قبل بضع سنوات.
وتم إطلاق أول رحلة نفاثة قائمة على وقود حيوي خالص مشتق من براسيكا كاريناتا بنجاح في عام 2012، إلا أن التكلفة كانت أعلى بكثير من وقود الطائرات التقليدي.
وهنا لا بد من التوضيح بأن الباحثين لم يستهدفوا في دراستهم الجديدة فكرة إثبات أن الوقود المستدام قابل للتطبيق.
إذ إنها فكرة سبق طرحها، ولكنهم استهدفوا تقدير مدى فعالية الوقود المستدام من حيث التكلفة وخفض الانبعاثات.
ويبلغ سعر اللتر الواحد من وقود الطائرات التقليدي حاليا حوالي 0.50 دولار أميركي.
في حين يتراوح سعر اللتر من الوقود المستدام المنتج من نبات الخردل ما بين 0.85 دولار و1.28 دولار.
دعم حكومي
بيد أن الحكومات تقدم حوافز لتقليل الانبعاثات التي لم تكن موجودة في عام 2012.
مثل مبادرة الوقود المستدام للطيران التي طرحتها إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، وفيها يتم تقديم ائتمانات ضريبية للحد الأدنى من الانبعاثات بنسبة 50% مقارنة بوقود الطائرات التقليدي.
وأظهرت الدراسة أنه إذا تم أخذ جميع الاعتمادات الأميركية المتاحة بعين الاعتبار.
فإن تكلفة وقود الطيران المستدام المصنع من نبات الخردل ستتراوح بين 0.12 دولار و0.66 دولار للتر الواحد، وهو ما يعتبر سعرا تنافسيا بالمقارنة مع الوقود التقليدي.
وقد أكد الباحثون على أهمية الدعم المقدم من الحكومات لصالح الوقود المستدام.
حيث صرح دويفيدي بأنه “لا بد من استمرار توجهات السياسة الحالية في دعم تصنيع وتوزيع وقود الطيران المستدام. كما يمكن أن تساهم المبادرة التي أعلن عنها الرئيس بايدن في تغيير قواعد اللعبة لصالح دعم إنتاج الوقود المستدام من نبات الخردل”.
البصمة الكربونية
ووفق بيان صحفي نشر على موقع جامعة جورجيا (University of Georgia) يرى المختص بأبحاث الاستدامة الدكتور بونيت دويفيدي أنه “إذا تمكنا من تأمين إمدادات المواد الأولية وتوفير حوافز اقتصادية مناسبة لعمليات التوريد، فمن المحتمل أن ننتج وقود طيران مستداما ناتجا عن نبات الخردل الذي يزرع في جنوب الولايات المتحدة”.
وأضاف أن هذا الوقود المستدام “يمكن أن يساهم في تقليل البصمة الكربونية لقطاع الطيران مع خلق فرص اقتصادية وتحسين خدمات النظام البيئي عبر المنطقة الجنوبية”.
ووفقا لتقرير صدر عام 2019 عن معهد (the Environmental and Energy Study Institute)، فقد أنتجت صناعة الطيران ما يقرب من 2.4% من جميع انبعاثات ثاني أكسيد الكربون العالمية.
وقد زادت هذه الانبعاثات لتبلغ 3.5% من مجموع الانبعاثات العالمية.
تحديات وحلول
مثل غيره من الأطروحات الجديدة، يقابل وقود الطيران المستدام تحديات كثيرة منها القدرة على استبدال المحاصيل الغذائية المهمة، وتساؤلات حول ما إذا كان من الممكن زراعة محاصيل كافية لتصنيع كم كاف من الوقود، إضافة إلى مكان الزراعة وآلياتها ونوع المحصول ومدى فعاليته في تخفيض الانبعاثات.
بدورهم يرى الباحثون أنه يمكن زراعة السلجم الزورقي في الولايات الجنوبية الشرقية.
حيث تميل درجات الحرارة إلى أن تكون أكثر دفئا في أشهر الشتاء وهو خارج موسم إنتاج الغذاء، مما يعني أنها لن تنافس المحاصيل الأخرى بشكل مباشر.
كما أنه يمكن استخدام المخلفات الثانوية التي تنتج عن صناعة الوقود المستدام لإنتاج الأعلاف الحيوانية.
وقد سلطت الدراسة الضوء على مشكلة هامة تتمثل في افتقار الولايات المتحدة إلى البنية التحتية اللازمة لتحويل المحصول إلى وقود مستدام.
لذا يعكف الباحثون حاليا على دراسة جدوى بناء هذه المرافق، على أمل توجيه المزارعين والمستثمرين وصانعي السياسات لإصدار قرارات داعمة فيما يخص هذا الشأن.
ووفق تقرير موقع “ساينس ألرت” (Science Alret) فقد أوضح دويفيدي أن نتائج دراستهم ستوجه إلى ولاية جورجيا بشكل خاص.
وذلك “كونها تعد سادس أكبر مستهلك لوقود الطائرات التقليدي في البلاد، كما أنها تضم أكثر المطارات ازدحاما في العالم، وهي مقر لشركة الطيران العالمية الرائدة “دلتا” (Delta)”.
المصدر : ساينس ألرت + مواقع إلكترونية + الجزيرة