الشمس تشرق على بلدة نرويجية من مرايا عملاقة
منوعاتتقع بلدة (روكان) في النرويج، في وادٍ عميق تحيط به سلسلة جبال (غوستاتوبين) الهائلة.
لتحجب منحدرات ذلك الجبل شديدة الميلان ضوء الشمس عن البلدة.
تغرق البلدة في ظلام كامل لستة أشهر، وظلام جزئي في الفترة الممتدة من شهر أيلول إلى شهر آذار من كل عام.
لكن الأمر لم يعد كذلك، فقد وجد النرويجيين حلاً ذكياً لهذه لمشكلة الطبيعية التي يعانون منها.
مرايا الشمس العملاقة في روكان
منذ العام 2013 بدأ سكان هذه البلدة بالاستمتاع بالشمس تحت رقعة ضوء شمسية صغيرة في منتصف ساحة السوق.
إذ يأتي هذا الضوء من انعكاس أشعة الشمس على ثلاث مرايا ضخمة.
تدعى هذه المرايا بـ (الهليوستات) أو بالإنجليزية (Solspeil)، وهي عبارة عن جهاز يقوم بتتبع الأشعة الصادرة عن الشمس.
بحيث تعمل على تسليط الضوء المنعكس عنها وفق نقطة مركزية محددة، وتبلغ مساحة كل مرآة منها 17 متر مربع.
وقد تم رفعها لأعلى المنحدرات بواسطة طائرة مروحية (هيلوكوبتر) لتتمركز بعدها على سفح الجبل المحيط بالبلدة.
آلية التحكم بالمرايا الضخمة وتوجيهها
ترتفع هذه المرايا عن البلدة بجوالي 450 متر، بحيث تقوم بالتقاط الضوء وتعكسه على ساحة السوق في البلدة فتنير بذلك مساحة قدرها 600 متر مربع.
وتتحكم بهذه المرايا مجموعة من الحواسيب.
وهي مبرمجة بحيث تتبع حركة الشمس عبر السماء بمعدل درجة كل 10 ثوان لتبقي ساحة البلدة تحت أشعة الشمس حتى نهاية اليوم.
بدء تشغيل المرايا للمرة الأولى
في مشهد جميل تجمع سكان بلدة روكان النرويجية في عام العاشر من نوفمبر 2017 ليحتفلوا برفع الغطاء عن هذه المرايا لأول مرة.
مُستمتعين بالجلوس على المقاعد الخشبية تحت أشعة الشمس الدافئة.
وقد أصبحت الفكرة التي طال أمدها لأكثر من 100 عام واقعاً.
فبالإضافة لما لعبته من دور هام في تسليط أشعة الشمس على البلدة، مركزاً هاماً للسياحة الأجانب للاطلاع على مبدأ هذه الفكرة الفريدة من نوعها.
فكرة قديمة
وُضعت خطة تسليط أشعة الشمس على بلدة روكان منذ 100 عام تقريباً، وذلك من قبل مؤسس البلدة الرجل الصناعي والمهندس الكبير "سام أيد".
وفي فترات سابقة تم تشييد تلفريك خاص بالبلدة بحيث يقوم بنقل أهالي البلدة لأعلى الجبل.
بحيث يتمكنوا من الاستمتاع بأشعة الشمس، ولكن ذلك لم يكن الهدف الأكبر الذي يطمح إليه "سام".
وبسبب صعوبة تنفيذ فكرة المرايا الضخمة وتكلفتها الكبيرة، أجلت الفكرة لأمد طويل منذ بدايات القرن العشرين.
وفي العام 2005 أعيد إحياء الفكرة من قبل الفنان (مارتن أنديرسن) أحد مواطني بلدة روكان.
بعد سماعه بفكرة ملعب أريزونا الشهير والذي اعتمد فكرة المرايا الكبير لعكس الضوء على عشب الملعب المغطى بالكامل ليساعده على النمو.
وفي العام 2006 أنهت بلدة فيغانيلا الإيطالية مشروع مشابه لعكس الضوء على البلدة، وفي بيئة مشابهة جداً لبلدة روكان.
فشكل ذلك حافزاً لـ أنديرسن الذي عمد إلى إقناع مجلس البلدية ليعملوا على المشروع، وبالفعل كان ذلك.
فقد عمل مجلس البلدية على جمع المال الكافي لتجهيز المشروع الخاص بالبلدة، ومن ثم بدء العمل على تنفيذ المشروع.
لتشرق شمس بلدة روكان المحاطة بالجبال الشاهقة من جديد، مُستفيدين من التكنولوجيا المتطورة في إعادة الأمل لأهالي البلدة.