تضع رأسك على الوسادة وتستسلم للنوم وعالم الأحلام، ثم سرعان ما تشعر أنك سقطت من مكان مرتفع لتستيقظ فجأة مرعوباً وتعود إلى الواقع مخطوف الأنفاس مع ارتفاع شديد في دقات القلب.
لست وحدك الحالم بالسقوط حلماً شائعاً، ولعلم النفس تفسيرات منطقية.
يرى نحو ثلثي العالم تقريبا أحلاما متكررة، فكم مرة راودتك أحلام تسقط فيها من مكان مرتفع، أو تنسى أداء امتحاناتك، أو أنك تفقد أسنانك؟
نرى عادة الأحلام المتكررة في أوقات التوتر، ولكنها قد تراودنا أيضا فترة طويلة من الزمن.
وأحيانا تستمر مدى الحياة؛ إذ يشير علم الأحلام إلى أن الأحلام المتكررة تعكس وجود صراعات عالقة لم تُحَل في حياة الحالم.
الحلم بالسقوط من مكان مرتفع لا يقتصر عليك فقط، بل هو أحد الأحلام الشائعة جداً.
وهو شعور من خلال حركة عضلية لا إرادية تسمى رعشة النوم التي تحدث عندما يكون الجسم في المرحلة الانتقالية بين اليقظة والنوم الخفيف، والمعروفة باسم حالة hypnagogic.
عندما يدخل الجسم في حالة من الاسترخاء العميق استعداداً للنوم، يمكن للدماغ أن يسيء تفسير هذا الإحساس على أن الجسم يسقط.
وبالتالي في حالة خطر، فيستنفر مباشرة ويقود بردة فعل فجائية عصبية تعيد النائم إلى الواقع في أقل من لحظة..
لذا، فإن رعشة النوم تعيدك إلى وعيك الكامل.
وأحد التفسيرات المقترحة للعلاقة بين "السقوط" وتجربة رعشة النوم أن ردة الفعل اللاواعية هذه هي ما عززت فرص أسلاف البشر في البقاء على قيد الحياة.
لا يدعو اختبار هذا الشعور إلى القلق، ولكن يمكن أن يتفاقم بسبب استهلاك المنشطات وكذلك بسبب الإجهاد.
أما المعنى الدقيق للأحلام المتساقطة وأهميتها فيعتمدان على سياق الحلم وقضايا اليقظة التي يختبرها الحالم والعواطف التي ربما شعر بها عند الاستيقاظ.
بشكل عام، يميل تفسير الحلم بالسقوط من مكان مرتفع إلى الإشارة لفقدان السيطرة على موقف مهم.
تقول بيريوس: "تشير هذه الأحلام أيضاً إلى الخوف والرعب والقلق الناجم عن فقدان السيطرة على الأشياء المهمة".
قد يمثل الشعور بالسقوط شعوراً بالعجز، ولكن يمكن تفسير الحلم بشكل أكثر دقة إذا أخذت بعض الأدلة الأخرى في الاعتبار مثل المكان الذي تسقط منه ولماذا وكيف تشعر.
قد تستمر الكوابيس بسبب القلق أو اضطرابات النوم، وإذا كانت الأحلام تؤثر على صحتك الجسدية أو العقلية، فحان التحدث إلى مختص نفسي لمعالجة الأمر.
تقول الدكتورة كاثلين أوكونور، إن الحلم بالسقوط له أساس فسيولوجي.
وتشرح لموقع Huffpost عندما ينجرف الجسم إلى عمق أكبر في النوم ويبدأ الجهاز العصبي في الهدوء، ينخفض ضغط الدم ومعدل ضربات القلب.
وهذا التحول الفسيولوجي "للنوم" يؤدي إلى حلم السقوط، غالباً ما يستيقظ منه الحالم فجأة.
وتشير إلى أنه في أغلب الأحيان، فإن الحلم بالسقوط هو الطريقة الرمزية للعقل لتنبيه الحالم إلى موقف ما في حياة اليقظة.
حيث يشعر بأن الأمور خارجة عن سيطرته إلى حيث تسير الأمور حرفياً بسرعة إلى أسفل المنحدر.
وكأي حلم آخر، فإن فهم الظروف الحاصلة في حياة الإنسان الحالم هي ضرورية لمحاولة تفسير هذا الحلم، خصوصاً إذا ما تكرر.
وتنصح أوكونور: "إذا كانت أحلام السقوط تثير مشاعر الضعف والخوف، فعليك مواجهتها والعمل مع تلك الأحلام في حالة اليقظة للتعامل مع المخاوف المحيطة بالموقف حتى تتمكن من استعادة توازنك".
المصادر: عربي بوست + الجزيرة
تساعدك أداة محول العملات على تحويل قيمة أي عملة إلى أي عملة أخرى.