قد يبدو الميتافيرس وكأنه نسخة منقحة من الواقع الافتراضي، لكن البعض يعتقدون أنه قد يصبح مستقبل الإنترنت.
بل إن ثمة اعتقاداً بأن مقارنة الميتافيرس بالواقع الافتراضي، ربما ستشبه مقارنة الهواتف الذكية من الهواتف المحمولة الضخمة التي أُنتجت في ثمانينيات القرن الماضي.
فبدلاً من الجلوس أمام جهاز كمبيوتر، ربما كل ما ستحتاج إليه عند الاتصال بالميتافيرس هو نظارة أو جهاز يوضع على الرأس لكي تتمكن من دخول عالم افتراضي يربط بين مختلف أنواع البيئات الرقمية.
شيء مذهل، صحيح؟ إليك قصة الميتافيرس وما علاقة فيسبوك بها.
أعلنت شركة فيسبوك، اليوم أنها ستغير اسمها إلى "ميتا"، في وقت تواجه فيه الشركة انتقادات كثيرة على مجموعة من الأصعدة.
وقالت الشركة إن تغيير الاسم "سيجمع تطبيقاتها وتكنولوجياتها المختلفة تحت علامة تجارية جديدة واحدة".
وجاء الإعلان خلال حديث مارك زوكربيرغ، رئيس فيسبوك التنفيذي، في مؤتمر "كونيكت" السنوي الذي تقيمه الشركة في 28 أكتوبر.
وأوضح: "إن اسم فيسبوك لا يشمل بالكامل كل ما تفعله الشركة.. في الوقت الحالي، ترتبط علامتنا التجارية ارتباطا وثيقا بمنتج واحد".
تجمع كلمة “ميتافيرس” بين كلمة “ميتا ” وكلمة ” فيرس” من كلمة “Universe” والتي تعني العالم باللغة الإنجليزية.
وبالتالي الميتافيرس هو مصطلح لوصف العالم الرقمي، الذي يمكن أن يتفاعل معه الكثير من المستخدمين في بيئة ثلاثية الأبعاد.
حيث يعتبر العالم الإفتراضي هو مستقبل الإنترنت، مما يوجّه أنظار الشركات إلى الاستثمار في هذا المجال وتطويره، وظهرت هذه الفكرة من عالم ميتافيرس.
الميتافيرس هو واقع افتراضي رقمي، يساعد البشر في الانخراط بشكل تفاعلي.
فمثلًا إذا كنا اليوم نستطيع حضور اجتماع بالصوت والصورة، ففي الميتافيرس سنتمكن من حضوره بتقنية ثلاثية الأبعاد تظهر في حركات الوجه واليدين، كما يوجد في الواقع.
بل ستتمكن أيضًا من التّواجد في الأماكن التي تريدها باستخدام هذه التقنية.
وبناءً عليه فيمكننا تعريف الميتافيرس على أنه عالم جديد من الإنترنت يتم الوصول إليه باستخدام تقنيات الواقع الإفتراضي (VR) والواقع المعزز (AR).
والتي تعتبر ثورة حقيقية في التقنية إذ قد يتم استبدال الهواتف الذكية تمامًا في المستقبل بتلك التقنيات.
وهو ما يؤمن به مارك زوكيربيرغ تمامًا، عندما صرّح بذلك عند كشفه عن نظارات فيسبوك الجديدة بالتعاون مع راي بان.
ابتكر هذا المصطلح “الميتافيرس” الروائي الأمريكي نيل ستيفنسون في روايته “سنو كراش”.
ويعتبر عملًا مصنفًا من فئة الخيال العلمي، حيث يناقش فكرة لجوء البشر إلى العيش في العالم الافتراضي المجسّم.
أعلنت شركة فيسبوك الشهر الماضي أنها ستخصّص مبلغ 50 مليون دولار لمجال تطوير الميتافيرس.
وقالت إنها ستشترك مع مجموعات الحقوق المدنية والمنظمات غير الحكومية والحكومات والجامعات لتطوير منتجات تدعم الميتافيرس.
كما صرّح مارك زوكيربيرج أنه ينوي جعل شركته قائمة بالكامل على مجال الميتافيرس في غضون خمس سنوات،
بينما صرحت الشركة أننا قد نضطر إلى الانتظار حىت 15 عامًا لنتمكن من رؤية أول المنتجات المبنية على الميتافيرس.
وعلى الرغم من أن الأمر يبدو بعيدًا جدًّا عن تحقيقه، فمن يضمن أن يعيش خمسة عشر عامًا؛ إلا أنا فيسبوك تتخد الموضوع بجدية تمامًا.
حيث قامت بتعيين 10000 موظّف من دول أوروبية مختلفة لبناء الـ “ميتافيرس”.
وطبعًا لا يمكننا أن ننسى ذكر امتلاك فيسبوك لشركة Oculus والتي تعتبر المسيطرة في مجال نظارات الواقع الافتراضي والمعزّز وهو حجر الأساس لعوالم ميتافيرس.
وبالتالي فإن إطلاق التسمية الجديدة يعكس لنا الجهد الذي تبذله الشركة في مجال الميتافيرس، الذي تؤمن تمامًا بأنه سيكون مستقبل الإنترنت الحديث، الذي يتناغم فيه العالمان الافتراضي والحقيقي بشكل فريد.
تساعدك أداة محول العملات على تحويل قيمة أي عملة إلى أي عملة أخرى.