ساد الاعتقاد لفترة طويلة حول ماهية لُب كوكب الأرض الذي نعيش عليه، بأنّه مجرد كرة صلبة من الحديد، وما حولها عبارة عن محيط سائل.
إلّا أنّ المسألة تبدو مغايرة، وهي أكثر تعقيداً مما نتصور، فما الذي حدث؟ وما آخر الاكتشافات في هذا الصدد؟
لا تزال المعلومات التي تختص بباطن الأرض مخفيّة لم يتمكّن أحد من العلماء الجيولوجيين والفضائيين من التوصّل إليها.
على الرغم من استمرارهم في عمليات البحث والاستكشاف في الفضاء الخارجي.
إلى جانب ذلك فقد تم إرسال العديد من روّاد الفضاء إلى سطح القمر ليستمروا في عمليات التجوّل والبحث عن ماهية باطن الأرض ومكوناته، وهل هناك كائنات تعيش عليه أم لا.
يتراود في أذهان الجميع العديد من الأسئلة التي تتعلق بباطن الأرض وماذا يوجد بداخلها؟
فقد ذكرت بعض الأساطير والأقاويل أنّ هناك مجموعة من المخلوقات تعيش وتتعايش في باطن الأرض.
الأمر الذي دفع العديد من علماء الأرض والجيولوجيين من القيام بعدد من الأعمال والأبحاث لعل وعسى تُساعدهم في اكتشاف ما يحتوي عليه باطن الأرض.
ومن أهم تلك الأعمال: لجأ العلماء إلى حفر حفرة كبيرة جداً تصل إلى عمق”12″ كيلو متر تقريباً، حتى يتمكنوا من خلالها إلى الوصول إلى داخل نواة الأرض.
ولكنهم فشلوا في هذه العملية؛ وذلك نظراً لأنّ عمق تلك الحفرة لم يكن كافياً لذلك، كما أنّهم لم يتمكّنوا من زيادة الحفر بسبب درجات الحرارة العالية التي كانوا يتعرضون إليها كلما تعمقوا إلى الداخل.
وفقاً لصحيفة "ديلي ستار" البريطانية، فإنّ عالمي زلازل من اليابان والولايات المتحدة الأمريكية أشارا، مؤخراً إلى وجود طبقات من المعادن الصلبة والسائلة في جوف الأرض.
وقد أشار العلماء إلى وجود طبقات من المعادن ما بين الاثنين، أي (طبقات سائلة ثم صلبة ثم سائلة وهكذا).
ولا توجد أي قوة على وجه البسيطة حتى الآن بإمكانها الوصول لهذه الدرجة من العمق في باطن كوكب الأرض.
الباحث "روث بوتلر" من جامعة هاواي الأمريكية، وزميله "سيحي تسوبوب" من معهد اليابان لعلوم الأرض والتكنولوجيا، قاما بدراسة طريقة انتقال "موجات القص" التي تنجم عن الزلازل.
ليوضح الباحث الأمريكي أنّ الزلازل التي تحدث على الأرض تتيح للباحثين أن يقوموا بدراسة ما يوجد في باطن الأرض وما يحصل فيه من تفاعلات.
وبذلك وصلوا لحقيقة وجود طبقات متوالية من المعادن السائلة والصلبة، أو مواد ملتحمة من الحديد اللزج، وذلك في أعلى 240 كيلومتر من لب الأرض.
وقد سلطت الدراسة الضوء على ماهية تركيبة الأرض وتطورها، بالإضافة لسجلها الحراري.
ويعد لُب الأرض محرك للمجال المغناطيسي الذي يحمي الكوكب من التحول لصحراء مشعة كما هو الحال مع المريخ.
رأي الباحثين حول هذا الاكتشافأشار "روث بوتلر" إلى: "أهمية فهم الحدود الموجودة في باطن الأرض، ودوره في المساعدة على وضع نماذج توقع استباقية في المجال المغناطيسي، وبالتالي حماية الحياة على كوكب الأرض."
وقد علقّت الباحثة المختصة في علم الزلازل بجامعة بريستول "جيسيكا إرفين": "نحن نكتشف عالم جديد مخفي في لب كوكب الأرض."
ختاماً، وفي ظل هذه الاكتشافات المثيرة للتشويق، يبدو أنّ سلسلة الاكتشافات ستستمر لفترة أطول مما نتوقع، وبشكل خاص في ظل عجز الإنسان عن الوصول للُب الأرض.
تساعدك أداة محول العملات على تحويل قيمة أي عملة إلى أي عملة أخرى.