انتهت فترة التجهيز والاستعداد التي امتدت لشهور، فور وصول فريق من الباحثين والمنقبيّن الأثريين البريطانيين والألمان إلى العراق.
وذلك للبدء في مهمة كبيرة للتنقيب والكشف عن مدينة "خاراكس" ذات التاريخ العريق، فهل نرى "أهرامات العراق" قريباً؟
شُيّدت "خاراكس" على يد القائد العسكري الشهير الذي ذاع سيطه في أرجاء الأرض، "الإسكندر المقدوني".
عندما قام بغزو منطقة الشرق الأوسط في القرن الرابع قبل الميلاد.
لتصبح "خاراكس" واحدة من أهم المدن في المنطقة والعالم آنذاك، وأحد أهم الحواضر السكنيّة على مستوى العالم.
لكنّها لم تستمر كثيراً ولم تحظى بعمرٍ طويل، فقد تدمرت على يد القائد الساساني "أزدشير" في القرن الثالث بعد الميلاد.
تَذكر الكثير من الوثائق عبر التاريخ وجود المدينة التي بناها المقدوني، لكن لم يتمكن أحد حتى الآن من تحديد المكان الدقيق لها.
وتُشير المعلومات إلى أنّها تقع على ضفاف أحد نهري الفرات ودجلة، وبشكل أكثر تحديداً جنوبي العراق.
وعلى الرغم من التطور الكبير الذي شهده قطاع التنقيب عن الآثار المندثرة عبر التاريخ، مثل الأمواج الصوتيّة، ومنظومات الأشعة.
لكن الوضع السياسي والأمني المتدهور في العراق لم يسمح باستخدام مثل تلك التقنيات للكشف عن مدينة خاراكس العريقة.
وبشكل خاص في الفترة التي تلت انهيار نظام الحكم العراقي في عام 2003 ودخول القوات الأمريكية.
مُؤخراً تم تحديد موقع تقريبي للمدينة، وذلك في المنطقة الفاصلة ما بين مدينتي البصرة والقرنة في جنوب العراق.
بالقرب من حقل مجنون النفطي، وهو أحد أكبر حقول النفط العراقية.
إذ توصل الباحثين إلى هذا الاكتشاف مُنذ حوالي أربع سنوات، وبجهود بحثيّة مشتركة بين الجامات الأكاديمية العراقية واليونانية.
في هذا الشأن ذكر الباحث التاريخي "سرمد محمدواي" أنّه يخشَ من المبالغة التي تبديها الأوساط الثقافية والأثرية في العراق؛ بما يتعلق بالكشف عن مدينة خاراكس العريقة، والتي يتوقعون أن تحظى بشهرة أهرامات الجيزة.
وأردف قائلاً: "شهد الموقع مئات من عمليات التنقيب القاسية وغير العلمية، استخدمت فيها آليات حفر هندسية ثقيلة، بغية الحصول على بعض المواد الأثرية، الأمر الذي قد يكون قد أضر بسلامة ومعالم المدينة."
وتابع أيضاً: "لسوء حظ العراقيين فإنّ المدينة موجودة في منطقة أشغال وتلوث بيئي شديدة، حتى يمكن اعتبارها أكثر مناطق العراق خضوعاً للتبدلات الطبوغرافية والبيئية، التي ربما فتت المدينة."
لم يتم الكشف عن مدة المهمة التي ربما تستمر لسنوات أو ربما لعقود، وسيتم توفير شروط الأمان والاستمرارية لها.
بالإضافة للعمل على توفير السلامة الصحية والمعيشية في محيط المدينة.
حملت المدينة التاريخية اسم "خاراكس" أي الصحن الحجري، وقد استخدمها الإسكندر المقدوني كقاعدة عسكريّة؛ لإخضاع الممالك العراقية والسورية والساسانية القديمة.
وهي أيضاً بموقعها الهام، مثّلت ميناء نهري مرتبط بالبحر، استخدمه جيش الإسكندر لنقل الأساطيل من المناطق النهرية إلى البحر.
عدا عن كونها مدينة تجارية ضخمة، تنقل إليها البضائع من الهند والصين وباقي المناطق الآسيوية.
تساعدك أداة محول العملات على تحويل قيمة أي عملة إلى أي عملة أخرى.