ما قصة الحفرة السوداء الغامضة التي ظهرت على خرائط جوجل؟

منوعات
Aboud Alhamadi

يتضمن عالمنا الواسع الكثير من الأشياء الغامضة والألغاز التي لم يتم الكشف عن حقيقتها حتى الآن.

فقد نشرت صورة مؤخراً تظهر حفرة سوداء مخيفة في وسط المحيط الهادئ، دون الكشف عن أي تفاصيل.

الثقب الأسود

هذه الصورة التي تشبه ثقب أسود في عرض المحيط تم التقاطها بواسطة الأقمار الصناعية.

سرعان ما انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي لتصبح حديث الكثيرين، وبدأت الأفكار والآراء تتبادل حولها.

وقد بدأت القصة عندما كان أحد مستخدمي الإنترنت يتصفح خرائط جوجل لاستكشاف المحيط، ليصادف هذه البقعة المظلمة جداً غريبة الشكل دون معرفة ماهيتها.

فقام بمشاركة الصورة على موقع ريديت، وسأل مُستخدمي الشبكة حول معرفتهم فيها.

ذوو الخيال الواسع افترضوا أنّها بوابة لعالم آخر، بينما آخرون رأوا فيها مجرد تشويه لبعض المعالم في الصورة لأسباب مجهولة.

إذ أنّ شركة جوجل تقوم بطمس الكثير من المواقع وخاصة تلك التي تعود لمواقع عسكرية.

الحقيقة وراء الصورة

في حقيقة الأمر إنّ ما يظهر في الصورة ليست بوابة زمنية، وليست حفرة في وسط المحيط، وإنّما هي "فوستوك" وهي جزيرة مرجانية غير مأهولة في قلب المحيط الهادئ.

وتنتمي جزيرة فوستوك إلى جمهورية كيريباتي، ومن المحتمل أنّه بسبب كونها غير مأهولة بالسكان وبسبب بعدها، فإنّ الأقمار الصناعية قدمت صورة غير واضحة لها.

وكذلك فإنّ هذه الجزيرة هي منطقة مغطاة بالأشجار والنباتات الكثيفة، وبسبب لون الأشجار الداكن فإنّها تظهر أقرب ما يكون للسواد، كما تظهرها خرائط جوجل.

في حين أن خرائط جوجل تقدم صور بدقة عالية جداً وواضحة من الفضاء لمعالم الأرض، فقد تتفاجأ أنّه حتى الآن لا تزال هناك الكثير من المعالم الخفية.

فهناك العديد من المناطق المجهولة أيضاً بما فيها المباني الحكومية والقواعد العسكرية التي تقوم جوجل بتهميشها لأسباب أمنية.

ولكن في ظل التقدم التكنولوجي الهائل، والتقنيات التي تعمل عليها جوجل يومياً، يعتقد أنّه خلال السنوات القادمة سنتمكن من رؤية أي منطقة من أي مكان حول العالم بدقة ووضوح.

بل هناك بعض المناطق التي يمكنك رؤيتها الآن بشكل ثلاثي الأبعاد مثل مدينة باريس، وأماكن يمكنك رؤيتها من الداخل كالمناطق السياحية والتاريخية حول العالم.

سر ظهور قرية عراقية غارقة بالمياه بعد عقود من اختفائها

في شمال العراق، وبإقليم كوردستان تحديداً على بعد 2 كيلو متر من مدينة "دهوك" عاجت الملامح الأصلية لقرية قصر التل.

التي تعرف باسم كري هو"قسروكا"، وقد سبق وغمرت بالماء منذ ما يقارب 36 عام لتختفي منذ تلك الفترة. 

الانخفاض الكبير في معدل المياه

يعود السبب في ظهور هذه القرية من جديد لانخفاض معدل المياه بشكل كبير، وفق ما أوضحه المدير المسؤول عن السد "فرهاد طاهر".

وقد أكد طاهر أنّه منذ بداية شهر سبتمبر الماضي بدأ منسوب مياه السد بالانخفاض إثر موجة الجفاف الحالية.

وهو ما رفع الستار عن أحد الأبنية القديمة التي غُمرت بالمياه، ترافقاً مع انحسار المياه تدريجياً.

رجّح طاهر أنّ تصميم هذا البناء لا يمكن أن يعود لأحد المنازل، وإنّما هو أقرب ما يكون لمدرسة قديمة.

وأضاف طاهر أنّ تراجع منسوب المياه بلغ 7 أمتار مقارنة بذات الفترة من العام الماضي، وذلك نظراً للانخفاض الكبير في تساقط الأمطار.

وقد أوضح بأنّ هذا المُستوى لم يُشبق أن تم الوصول إليه منذ العام 1992 و1999 و2009.

كيف انغمرت القرية بالمياه؟

وهذا ما يدل على ازدياد موجة الحر والجفاف، وبشكل خاص بعد أن أصبح العراق خامس دولة في العال تأثراً بالتغيرات المناخية وفقاً لتصريحات وزارة البيئة العراقيّة.

أمّا المؤرخ "كارزان بامرني" فقد أشار إلى أنّ القرية كانت تضم ما يقارب 50 عائلة كردية يتبعون إلى عشيرة الدوسكي قبل أنّ يُهاجر سكانها نتيجة للظروف السياسية في ظل الحرب العراقية الكردية الثانية في العام 1974م.

ولكنّ الأهالي ما لبثوا أن عادوا مرة ثانية بعد أن حطت الحرب رحالها ومرت 7 سنوات على رحيلهم؛ ليبعدهم هذه المرة مشروع السد عن القرية.

فحصل الأهالي في تلك الفترة على تعويضات مالية من قبل الحكومة؛ لتساعدهم على بناء قرية جديدة في أرض مجاورة، ليطلقوا عليها الاسم ذاته مرة أخرى.

وبعدها بدأ بناء السد بسعة تفوق 52 مليون متر مكعب في العام 1988م.

وبذلك لم يبقَ من قرية قصر التل سوى بعض الأنقاض القديمة المتهالكة بفعل السنين وتأثير المياه.

ليلتقط معها الزوار صور تذكارية قبل أن تعود وتُغمر مرة أخرى في فصل الشتاء وتمحو معالم الحياة التي كانت عليها يوماً ما.

شارك المقال!