كثيرة هي الحيوانات الأسطورية التي تعتبر من نسج الخيال الشعبي كالتنين والعنقاء التي حيكت حولها الكثير من القصص الخيالية.
وبقيت كذلك لآلاف السنين عالقة في الأذهان مجرد خرافات يحلو الحديث عنها مع الصغار أو تبنى عليها سيناريوهات لأفلام الخيال.
بيد أن عروس البحر في الواقع حقيقة مزجت بخيال رواد البحر.
وهي ليست كما يصورها الخيال الشعبي نصف سمكة ونصف امرأة، ولكنها حيوان بحري من الثدييات، يشبه في الكثير من صفاته الإنسان.
في ليلة الأحد الماضية، وجد الغواصون حيوان عروس البحر النادر وهي ميتة، على شواطئ البحر الأحمر في مصر.
ووفق لما ذكرته صحيفة "مصر اليوم" بأنّ هذا الحيوان الذي عثر عليه هو حيوان بحري مهدداً بالانقراض.
حيث وجده الغواصون الذين كانوا على شاطئ البحر الأحمر في خليج أبو سومة شمالي مدينة "سفاجة".
كما أفادت الصحيفة، بأن عروس البحر هي من العناصر الجذابة الرئيسية التي يهتم بها الغطاسين بشكل كبير بهدف الاحتفاظ على صور معها في الأعماق البحرية.
ما هو حيوان عروس البحر وإلى أي فصيلة ينتمي؟ وما هي بنيته الجسدية وعلى ماذا يتغذى؟
في هذا الصدد أوضحت مُرشدة الغوص "شيماء محسن"، قائلةً: "أثناء العودة من رحلة غوص فوجئنا بالعثور على عروس بحر نافقة على المياه، حيث يبلغ طولها ثلاثة أمتار."
في وقت تواجد فيه السائحون على لنش سياحي بالقرب من الحادثة، إذ أبدوا حزنهم الشديد بسبب نفوق واحدة من أهم العوامل التي يقصدها السياح.
واعتقدت "شيماء" بأنّ سبب النفوق نتج عن تصادم مركبة سريعة مع عروس البحر، مما أدى إلى موتها منذ أيام مضت، فجرفتها الأمواج البحرية إلى الشواطئ.
واعتبرت أنّ موت مثل هذا الحيوان من الثديات البحرية في البحر الأحمر هو من الخسارات الكبيرة التي تتعرض لها البيئة.
وتعيش عروس البحر في الكثير من مناطق العالم، حيث نجدها في شمال أستراليا وجنوب شرق آسيا وغرب الهند، وفي الخليج العربي ومنطقة البحر الأحمر، وفي شرق أفريقيا.
وتعتبر منطقة الخليج العربي ثاني أكبر تجمع لعروس البحر في العالم بحوالي 8 آلاف عروس، وهي تنتشر في مياه قطر والبحرين والإمارات.
والملاحظ، حسب خبراء البيئة البحرية، أن عرائس البحر تسير في أفواج إلا في الخليج العربي فهي غالبا ما توجد منفردة.
وفي مصر تنتشر عروس البحر في حوالي 95 موقعا بساحل البحر الأحمر، وهي كلها تحتاج إلى تحديث ومسح بحري باستمرار، كما يقول أحمد شوقي.
كما يُعرف أيضاً عن عروس البحر أنّها من أصناف الثدييات النباتية التي يتراوح طولها ما بين 2,5 - 3,2 متر أو أربعة أمتار.
بينما يتراوح وزنها ما بين 230 إلى 900 كيلو جرام.
هذا النوع من الحيوانات البحرية "عروس البحر"، تستمد غذائها الأعشاب البحرية، كما أنّها تصعد إلى سطح البحر للتنفس.
ويكون صعودها متتالي وفقاً لفترات محددة كل ثلاث إلى خمس دقائق، وتعيش حياتها إما بشكل منفرد أو مع قطيع صغير يصل إلى ستة أفراد.
ولها ذيل قوي، ويدان تساعدانها على السباحة والخروج إلى سطح الماء، ولها فم مزود بمصفاة يساعد على التخلص من العوالق أثناء تناولها العشب.
أما الأنف فهو محمي بمغاليق لا تفتح إلا عند الصعود إلى السطح للتزود بالأكسجين خلال عملية لا تتجاوز ثانيتين أو ثلاث ثوان ليتم غلقها بعد ذلك.
ويمكن لعروس البحر أيضا أن تسافر لمسافة ألف كلم، وهي تعيش حتى عمر 73 عاما، وهو متوسط عمر الإنسان، لكنها بطيئة التكاثر حيث لا يمكن للأنثى أن تلد إلا مولودا واحدا كل 7 سنوات علما أن فترة الحمل تتراوح ما بين 13 و15 شهرا.
ويبلغ طول الرضيع عند الولادة حوالي مترا، في حين تصل فترة الرضاعة إلى عام ونصف العام.
وتلعب عرائس البحر دورا كبيرا في الحفاظ على توازن البيئة البحرية.
وذلك من خلال تقليبها للتربة في القاع أثناء تناولها الغذاء، كما أن فضلاتها تساعد على تخصيبها، وتساهم في عملية التلقيح أثناء تنقلها، وهي بذلك تتحكم في نمو أنواع من الحشائش البحرية.
يقول الدكتور أحمد شوقي، وهو خبير في علم الأحياء البحرية، إن الصيادين القدماء على ما يبدو هم من كانوا وراء هذه التسمية لأنهم كانوا يرون في هذا الحيوان تشابها كبيرا في الكثير من الصفات مع الإنسان.
ويضيف "تعتبر عروس البحر من الحيوانات البحرية التي تصعد كثيرا إلى سطح الماء للتزود بالهواء.
وعند طفوها على سطح الماء ترشق الصيادين بنظرات تشبه نظرات الإنسان، وهو ما دفعهم على الأرجح لتسميتها بالعروس".
وبالإضافة إلى ذلك، فقد كانوا يشاهدونها وهي إلى جانب طفلها الصغير، تضمه كما يفعل الإنسان، فضلا عن أن لها ذقنا وملامح وجه تشبه كثيرا ملامح وجه إنسان، وهو ما جعلهم يطلقون عليها هذا الاسم.
المصادر: الجزيرة نت + المصري اليوم.
تساعدك أداة محول العملات على تحويل قيمة أي عملة إلى أي عملة أخرى.