انقلبت حياتها رأساً على عقب.. أول سيدة يسقط عليها نيزك في التاريخ
منوعاتقد يبدو أمراً غريبا وغير متوقع، وفق قوانين الاحتملات، لكنه حدث بالفعل.
ومن بين ملايين الشهب والنجوم والنيازك التي تسقط حول الكرة الأرضية، سقط نيزك على سيدة أمريكية تدعى "آن إليزابيث هودجز".
تفاصيل الحادث
بداية الأمر، في ظهر30 تشرين الثاني من عام 1954، وفي مدينة "سيلاكوجا" الواقعة في ولاية "ألاباما" في أمريكا، كان هناك سيدة ريفية تدعى "آن هودجز".
كانت نائمة على فراشها الموجودة في غرفتها تحت غطاء سميك وثقيل، ربما من الوارد أن يكون هو المنقذ لحياتها نوعاً ما.
سقط النيزك مخترقاً سقف منزلها وارتدت من الراديو إلى فخذها مشكلة ثمرة أناناس.
وسرعان ما اتجهت والدتها لمساعدته عند سماع صراخها، فكلاهما لم يعرفان ما الذي يجري، وكل الذي يعلمانه بأنها مصابة.
كرة نارية قادمة من السماء
في لقاء أجرته مديرة المجموعات في متحف "ألاباما"، "ماري بيث بروندزينسكي" مع الموقع الشهير "إنسايدر".
قالت "ماري"، هناك بلاغ من سكان منطقة "سيلاكوجا" عن وجود كرة من النار هابطة من السماء، وسمعوا أصوات انفجار كبير، وشاهدوا تصاعد أدخنة بيضاء.
كما قالت أيضاً، إنه عند دخول هذا النيزك غلاف الأرض الجوي تناثرت شظاياه وأصيبت "آن" بإحداهما.
عثر مزارع على قطعة من هذه الكرة وعلى بعد مسافة قليلة، وقام ببيعها ببعضٍ من المال.
عند قدوم الإسعاف إلى المنزل التي تمكث به "آن"، قام الطبيب بتشخيصها، ووجد بأنّها مصابة في اليد والفخذ مجرد إصابات طفيفة.
ومن ثم تم نقلها إلى المشفى ليس بسبب ألامها؛ بل نتيجة الصدمة التي أصابتها من هذه الحادثة.
النزاع على ملكية النيزك
بعد ما أصاب الجميع الفضول حول معرفة ما الذي حدث، وما هو الجسم الذي سقط على سقف "آن" وأصابها.
قدم العالم الجيولوجي الحكومي العامل في مكان قريب من الحادث، فحدد وزن النيزك 8,5 أرطال، وقال أنّ طوله يبلغ 7 بوصات، الأمر الذي جعل من "آن" أن تدخل الكتب التاريخية.
ووفق مصادر أدلت بها "هيستوري ديلي"، أنّ النيزك تم تسليمه إلى الشرطة في سيلاجوكا، وقامت الشرطة بدورها بتسليمه إلى السلاح الجوي الأمريكي.
بعد ذلك بدأت "آن" وصاحبة المنزل "بيردي جاي"، المطالبة بمليكة النيزك مدعيّة أنّه من حقها لسقوطه على عقارها، وإنها أحق من "آن" به.
بينما "آن" اعتقدت بأنّها الأحق في الملكية معتبرة، بأنّه أرسل من الله لها، وقالت: "فهو أصابني أنا لذا هو ملكٌ لي".
وفقاً للقانون الأمريكي، تم إعطاء الملكية لصاحبة العقار، وبعد العديد من المفاوضات تنازلت المالكة عن النيزك إلى "آن" في مقابل 500 دولار، ومنحت "آن" النيزك.
وفاة آن
نظراً لأنّ "آن" تكره الشهرة ولأنّه فُرضَ عليها بشكل يومي تلقي الرسائل من الصحف والأطفال والكنائس والمعلمين حول النيزك، فهي أصرت على عدم الإجابة وتركها إلى المحامي.
لم تتأثر "آن" من النيزك جسدياً ولكنها تأثرت نفسياً، ووفق ما جاء عن موقع "إنسايدر"، أنّ زوج "آن" كان ينوي أن يجني الأموال ويأمن مشترياً للنيزك، الأمر الذي زاد التوتر بينهما.
بعد ذلك أصيبت "آن" بانهيار عصبي وانفصلا عن بعضهما عام 1964.
بعد أن يئست "آن" من كل تلك الأشياء، فما كان عليها إلا أن تتبرع بالنيزك إلى للمتحف التاريخي الموجود في "ألاباما" مقابل أن يقوم المتحف بتسديد تكاليف المحامي.
بعد ما كانت تقيم "آن" في دار لرعاية المسنين، أصيبت بمرض الفشل الكلوي، أدى إلى وفاتها، في عمر 52 سنة عام 1972.