لم يكتف القمر بكونه أجمل الأجرام السماوية، له دور في تقليل وضبط تذبذب الأرض حول محورها، والمساهمة بحدوث ظاهرة المد والجزر التي تعمل على تحفيز الحياة المائية للكائنات.
فقد كان بالرغم من ذلك كان في يوم من الأيام هدفاً لهمجية الإنسان الحديث، يعبث به ويجعله أحد حقول تجاربه.
مشروع مانهاتن: (هدفه أن يرى أهل الأرض صورة عيش الغراب على سطح القمر)
بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية عام 1945 وانتصار الحلفاء، انتهى حلم النازيين باحتلال أوروبا بعد أن استنزفت تلك الحرب القارة على مدار 6 سنوات.
حيث استخدمت القوى المتصارعة أحدث الأسلحة وأكثرها فتكاً، فكان أول استخدام لأسلحة الدمار الشامل حينها، وتم استخدام القوى النووية رغم العلم المسبق بعواقب ذلك.
وقد تم إطلاق أول قنبلتين نوويتين بإشراف العالم الأمريكي "روبرت أوبنهايمر" رئيس "مشروع مانهاتن" على مدينتي هيروشيما وناغاساكي.
وقال: "الآن أصبحت أنا الموت، مدمّر العالم".
ويشير من خلال قوله إلى بدء عهد القنابل النووية، إذ أن إلقاء القنبلة النووية على اليابان قتل حوالي 146 ألف مواطن في ليلة واحدة.
هذه القنبلة حملت رسالة تحذير شديدة اللهجة من الولايات المتحدة الأمريكية إلى كافة دول العام.
إلا أن الاتحاد السوفياتي لم يهتم لذلك وكان يعمل على برنامجه النووي سراً حينها.
وكان الأمر أشبه بحرب باردة بين قوتين عظيمتين، دون حدوث أي مواجهة حقيقية.
لقد كشف الفيزيائي "ريفل" رئيس مشروع "استخدام القوات الجوية الأمريكية السلاح على سطح القمر" في مقابلة حصرية مع صحيفة الغارديان البريطانية عن معلومات بقيت سرية لمدة 45 عاما.
إذ قال: "كان واضحا أن هدف القوات الجوية من التفجير المقترح هو إظهار التفوق الفردي، لقد أرادوا أن يشاهد العالم سحابة عيش الغراب التي تحدث بسبب الانفجار.
بحيث يمكن رؤيتها من على الأرض، لا سيما أن الولايات المتحدة كانت متخلفة في سباق الفضاء أمام نظيرتها روسيا في أثناء الحرب الباردة، وأنّ أمرا ما كان ينبغي حدوثه لكي تتكافأ موازين القوة".
وقد قام "ريفل" بتكليف العالم الشهير "كارل ساغان" بمهمة وضع نموذج رياضي لانفجار نووي يسبب سحابة غبارية في الفضاء، من أجل معرفة مدى إمكانية رؤية السحابة من الأرض.
لكن ألغي ذلك المشروع لسبب لا يعرفه "ريفل" حسب قوله، وجميع الملفات المتعلقة به ما زالت في التصنيف السري.
تقول هذه النظرية: أنّ نيزكا بحجم كوكب المريخ اصطدم بالأرض في بداية عهدها مما نتج عنه ولادة القمر، وتُعرف هذه الفرضية باسم "فرضية الاصطدام العملاق".
ويوجد تشابه كبير بين الارض والقمر في التركيب ماعدا وجود غلاف جوي ومغناطيسي فللقمر مثل الأرض أربع طبقات داخلية.
يرتكز الانفجار النووي على مبدأ شطر نواة ثقيلة كاليورانيوم إلى عدة أنوية ذرات أخف منها مع تحرير طاقة هائلة من الحرارة.
عام 1938، استطاع العلماء الألمان القيام بتجربة مخبرية تركت دهشة على وجوههم، حيث أطلقوا جسيمات النيترونات التي تمتلك قدرة عالية على النفاذ في المواد على نواة عنصر اليورانيوم الثقيل.
وكانت النتيجة هي اصطدام نظائر عنصر الباريوم ضمن نتائج الاضمحلال النووي (Radioactive Decay).
لم يكن ذلك مهم بداية، فلم يتخيلوا أن بإمكان جسيم النيوترون الصغير شطر نواة اليورانيوم، وتحويلها إلى أنوية عناصر ذرية أخف.
وبسبب فعل قوة التنافر الكهربائي بين هذين الشطرين تنتج طاقات عالية تعادل 200 ميغا إلكترون فولت.
إن كتلة الشطرين تساوي خُمس كتلة البروتون الموجود في ذرة اليورانيوم، وباستخدام معادلة "آينشتاين" الشهيرة للنسبية الخاصة (الطاقة تساوي الكتلة مضروبة في مربع سرعة الضوء) وجدوا قيمة الكتلة المفقودة التي تحولت إلى طاقة تساوي 200 ميغا إلكترون فولت.
فلو طبق ذلك على 1 غرام من اليورانيوم سنحصل على طاقة هائلة جداً.
بحسب دراسة "مركز الأسلحة النووية للقوات الجوية" (Air Force Nuclear Weapons Center).
قرب سطح القمر، وفي لحظة تفعيل الانفجار داخل الرأس النووي، ستنطلق موجة صدمية ناتجة عن متفجرات شديدة إلى أسطوانة معدنية مشعة.
فينضغط ما بداخلها بشدة حتى يصل الضغط إلى نقطة حرجة، وبعدها تبدأ سلسلة الانشطار النووي إلى أن تتكون بلازما تصل إلى 100 مليون درجة مئوية.
عندها تبدأ المرحلة الثانية من التفاعل وهي الاندماج.
الذي سيبدأ بوميض ثمّ تنشأ كرة نارية صغيرة تكبر تدريجياً دون توقف، لكن لا نرى سحابة عيش الغراب (Mushroom Cloud) التي نراها بعد الانفجارات على سطح الأرض لعدم وجود غلاف جوي للقمر.
فالهواء يضغط على الكرة الساخنة الملتهبة حينما تكبر، ويدفعها إلى الأعلى فيتشكل دخان على هيئة الفطر أو عيش الغراب.
ولعدم وجود ذرات هواء على سطح القمر، سيحدث الانفجار القوي في صمت.
والأشعة النووية التي لا نراها ستنطلق في كلّ الأرجاء، ثم ستفتك بكل كائن يدور حول القمر أو الأرض من رواد فضاء، وستتلف جميع الأقمار الاصطناعية.
وستحدث هزات زلزالية (Seismic Waves) شديدة على سطحه، وبعد ساعات نلاحظ هبوط الشهب والنيازك بعد تحطم جميع الأجسام الهندسية التي وضعها الإنسان خارج الغلاف الجوي.
وأخيراً أصدر مكتب الأمم المتحدة لشؤون الفضاء الخارجي معاهدة عام 1967، ومن ضمن بنودها تجريم وضع أي سلاح نووي في مدار حول الأرض، أو على أي جرم سماوي آخر، وينطبق الأمر على بقية أسلحة الدمار الشامل.
ولا ينبغي إلحاق الضرر بالقمر بأي شكل من الأشكال، وينبغي أن يكون العمل فيما يصب في مصلحة البشرية جمعاء.
لتفاعلات النووية قسمين: الانشطار والاندماج.
عملية الاندماج النووي تحدث بعكس عملية الانشطار، إذ تندمج ذرات العناصر، في العادة ذرات الهيدروجين أو نظائره لتنتج ذرّات أثقل وهي ذرات نظائر الهيليوم.
وهذا النمط يحرر طاقة أعلى بكثير، وهذه طريقة عمل النجوم لتوليد هذا الكم الهائل من الطاقة في الكون.
وقد تمكن الإنسان في المختبرات من الوصول إلى هاتين العمليتين، واستخدمه كأداة تدميرية أكثر من السلاح النووي التقليدي،
أعلن الاتحاد السوفياتي عام 1961 عن قنبلته "قيصر" (Tsar) التي تعتمد على عمليتي الانشطار والاندماج. حيث بلغت قوتها التقديرية إلى 1570.
المصدر: الجزيرة الوثائقية + الغارديان
تساعدك أداة محول العملات على تحويل قيمة أي عملة إلى أي عملة أخرى.