الليرة التركية بين الاقتصاد والرئاسة.. حاضر مؤرق ومستقبل مخيف

أخبار اقتصادية
أخبار الليرة

تمحور الحديث الاقتصادي مؤخراً عن وصول الليرة التركية إلى قاع جديد خلال السنوات الثلاث الأخيرة، وقد كسرت العملة المحلية التوقعات ولامست قاعاً جديداً في ظل فشل راسمي السياسات النقديّة في البلاد.

وتتأثر الليرة التركية بشكل سلبي بتصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان المالية، مما يدل على ضعف ثقة الأسواق بالرئيس.

وفي هذا الأسبوع تمر الليرة التركية بأسوأ أيامها منذ الهبوط الكبير الذي حصل لها في تاريخ أغسطس/آب عام 2018، إذ بلغ سعر الدولار حوالي 14.15 في التعاملات التي تمت صباح اليوم الثلاثاء.

وفيما يلي تقرير نوضح فيه أهم تطورات أسعار صرف الليرة التركية خلال الشهور الماضية وحتى الوقت الحالي.

تدخّل عاجل من المركزي التركي

أدى تراجع الليرة التركية إلى أقل من 14 ليرة لكل دولار لأول مرة، إلى تدخّل البنك المركزي التركي في أسواق الصرف للمرة الرابعة خلال الشهر الحالي.

وأشارت وكالة بلومبرج للأنباء إلى أنّ التراجع الجديد للعملة التركية جاء بعد تخفيض مؤسسة إس أند بي جلوبال ريتنجس النظرة المستقبلية للديون السيادية التركية يوم الجمعة الماضي إلى سلبية.

مشيرة إلى المخاطر الشديدة الناجمة عن "التقلبات الحادة في سعر العملة".

جاء ذلك في الوقت الذي تراجعت فيه قيمة الليرة بنسبة 6% قبل أن تقلّص خسائرها في أعقاب تدخل البنك المركزي التركي بطرح كميات من العملات الأجنبية للبيع في سوق الصرف.

وأشار البنك المركزي إلى أنّ صيغ الأسعار "غير الصحية" في السوق هي ما دفعه للتدخل.

وبحلول ظهيرة اليوم الثلاثاء تراجع سعر الليرة بنسبة 2.6% إلى 14.25 ليرة لكل دولار.

 في المقابل ارتفع العائد على سندات الخزانة التركية العشرية بنحو 31 نقطة أساس ليصل إلى أعلى مستوى له منذ ثلاث سنوات.

قبل أن تقلّص السندات خسائرها ويتقلص الارتفاع إلى 28 نقطة أساس إلى 21.9%

يأتي هذا قبل أيام قليلة من الاجتماع المقرر الخميس القادم للجنة السياسة النقدية بالبنك المركزي التركي بشأن أسعار الفائدة.

الليرة التركية تخسر 29% من قيمتها

ووفقاً لمتوسط استطلاع أجرته بلومبرج وشمل 19 محللاً، فمن المتوقع أن يخفض البنك سعر الفائدة الرئيسي بـ 100 نقطة أساس إلى 14%

وفقدت الليرة التركية 29% من قيمتها مقابل الدولار في تشرين ثان/نوفمبر، عندما خفض البنك المركزي الفائدة للشهر الثالث على التوالي.

وواصلت الليرة أداءها السيئ خلال الأيام الماضية رغم تدخل البنك المركزي ثلاث مرات في سوق الصرف في كانون أول/ديسمبر.

ويتبنى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان نظرية غير تقليدية مفادها أن أسعار الفائدة المرتفعة تؤدي إلى ارتفاع التضخم، وعادة ما يشير إلى تحريم الربا في الإسلام للدفاع عن نظريته.

ورغم أن ضغطه على المركزي لخفض الفائدة أدى إلى تدهور سعر الليرة وارتفاع التضخم، فإنه يؤكد أن معدلات الفائدة المنخفضة ستساعد في النهاية على تحفيز النمو الاقتصادي وخلق فرص عمل.

بداية أزمة الليرة التركيّة

في بداية أغسطس/آب عام 2018 وكان ذلك الحين قبل النزاعات بين تركيا والولايات المتحدة الأمريكية، وصل سعر صرف الليرة إلى 4.72 ليرة/دولار واحد بحسب البنك المركزي.

الليرة التركية في العام 2018

وفي 10 أغسطس /آب  2018، هبطت لأقل مستوى تشهده منذ 17 عاماً، فسجلت 7.24 ليرة/دولار واحد.

وكان ذلك بسبب الخلافات الدبلوماسية التي حصلت بين أنقرة وواشنطن، بعد قيام أنقرة باحتجاز "قساً أمريكياً" متهمة إياه بالتجسس.

في سبتمبر/ أيلول  2018استمرت الخلافات السياسية بين تركيا والولايات المتحدة الأمريكية، مؤثرة على أسواق الصرف، رغم صعود صغير لليرة مقابل الدولار الأمريكي، حيث بلغت 6.75 ليرة/دولار.

فقد شهد سعر صرف الليرة التركيّة تحسناً بعد أن نفذ البنك المركزي التركي قيوداً على أسواق الصرف، وشدد سياسته النقدية، كما زاد ضخ النقد الأجنبي في الأسواق المحلية، لسد احتياجات السوق المتنامية من الدولار.

في أكتوبر /تشرين أول 2018 تم حل الخلافات الدبلوماسية بين تركيا والولايات المتحدة، وأفرج عن القس الأمريكي.

وبالتالي تحسنت الليرة التركية قليلاُ إلى متوسط 5.7 ليرة/دولار واحد، لكنها بقيت أقل من سعرها قبل الأزمة.

في نوفمبر/تشرين الثاني 2018لا زالت الليرة متأثرة بتبعات أزمة الهبوط الحاد الذي حصل منذ أغسطس/آب.

وبلغ سعر الصرف حينها 5.2 ليرة/دولار؛ ومن تلك التبعات نسب التضخم الكبيرة اذ سجلت نسبة 25% وهي أعلى نسبة منذ 15 عامًا.

في ديسمبر/ كانون الأول استمرت الليرة التركية بالتراجع وقد بلغ سعر الصرف 5.37 ليرة/دولار واحد.

نتيجة بيانات إحصائية عن تراجع ثقة المستهلك، وتراجع الإنتاج الصناعي، وأخرى تتعلق بتراجع نسب النمو في الربع الثالث إلى أقل من 2% سنوياً.

الليرة التركية في عام 2019

في يناير/ كانون الثاني 2019 أيضاً استمرت الليرة بالتراجع لتصل إلى متوسط 5.4 ليرة/دولار واحد.

وذلك بسبب بعض التقارير الإعلامية التي بينت استمرار تدخل أردوغان في أسواق الصرف، وعدم وجود ثقة في الاقتصاد المحلي.

وقد استمر سعر صرف الدولار خلال عام 2019 ، في السوق التركية متراوحا بين 5.2 - 5.9 ليرات.

مع وجود تذبذب يتعلق كثيراً بمحاولات البنك المركزي ضخ النقد الأجنبي في الأسواق لسد حاجة السوق المتزايدة.

الليرة التركية في عام 2020

وفي بداية عام  2020، هبطت الليرة التركية بشكل متسارع حيث بلغ سعر الصرف أكثر من 6 ليرات لكل دولار مرة أخرى

ولأول مرة منذ أغسطس 2018 عند 6.1 ثم إلى 6.97 ليرات في أواخر النصف الأول من عام 2020.

شارك المقال!