كل شيء في حياتنا موجود بسبب معين، فإذا نظرنا إلى أكمام جاكيت البدلة الرسمية نجد مجموعة من الأزرار وعددها أربعة تتموضع عند منطقة الرسغ.
ربما وُضعت تلك الأزرار لهدف ذو فائدة معينة، أو بهدف الزينة فقط، فما قصتها، وما هو الغرض منها؟
هناك عدة قصص وروايات متنوعة تتحدث عن سبب وجود هذه الأزرار الأربعة في أكمام جاكيت البدلة الرسمية سوف نستعرض في المقال التالي عنها.
كانت الإمبراطورية البريطانية متسعة شرقاً، وغربا، وكانت في أوج ازدهارها، وكان ملك إنجلترا وقتها راضياً عما تحقق في عهده.
ولكن ما كان يزعجه، هو أنه بالرغم من إتساع إمبراطوريته بالنسبة لبقية الإمبراطوريات، إلا أن ملابس جنوده لم تكن لائقة، وكان يراها متسخة دائماً.
طلب الملك وزراءه بشكل جدي ليتناقش معهم حول هذا الموضوع، فقد كان الهولنديون، وغيرهم يتميزون بملابس فاخرة، ونظيفة على الدوام.
و سأل الملك عن سبب المظهر السئ لجنوده، فأخبروه بأن ذلك يرجع إلى العادات السيئة للجنود، فهم يمسحون أنوفهم، وشعرهم بملابسهم.
فقرر الملك أن يضع مراقبين، ويضع عقوبة لذلك ولكنه إكتشف بأن هذا الحل ليس عملياً.
فمن غير المعقول أن يعين رقيباً على كل جندي، ولابد من طريقة أٌخرى لمنع هذه العادة المقرفة.
وبعد طول تفكير توصل أحد المستشارين إلى حل ،وهو وضع ما يشبه الشوك أو الدبابيس على الأكمام، وعلى عدة أماكن في الملابس بحيث لا يستطيع الجندي أن يمسح أنفه، أو وجهه خوفاً أن تجرحه تلك الأشياء.
وهكذا صنعت أزرار مدببة، ووضعت على ملابس الجنود في عدة أماكن ، لتلافي تلك العادة السيئة ، لكنها في نفس الوقت أعطت مظهراً جميلاً زادت من أناقة تلك الملابس.
بعد ذلك قام صانعوا الموضات بصنع تلك الأزرار، وتطويرها، كي تصبح وسيلة لإقفال، وفتح الملابس.
فضلاً عن إعطائها شكلاً جميلاً يضفي عليها كثيراً من الأناقة، والجمال،ثم بدأت بالتطور العصري، ووصلت الى ما وصلت عليه الآن.
بعض هذه الروايات له قصة تاريخية، فقد نشر في موقع "lanieri" الذي يختص في عالم الموضة أنّ هذه الأزرار ترتبط بالجنود.
فتقول واحدة من تلك الروايات أنّ بداية هذه القصة كانت في أوائل القرن الثامن عشر، فقد كانت حينها أكمام البدلات الرسمية ضيقة جداً.
وكان من الضروري جداً أن يتم وضع أزرار في أطرافها، من أجل مساعدة الشخص أن يقوم بتمرير يده من خلالها كي يتمكن من إغلاقها.
هناك رواية ثانية تتحدث عن سبب وضع الأزرار في أكمام الجاكيت قائلة أنه تم استيحاء تلك الفكرة من وضع الأزرار على الزي العسكري للجنود في أرض المعارك.
حيث كانت توضع بهدف تسهيل عملية رفع الكم في حال تمت إصابة الجندي في يده كي يتم تضميد جراحه.
وترجع قصة هذا الاختراع إلى ملك بروسيا فريدريك الكبير في الفترة بين عامي (1712-1786) وهي في الوقت الحالي جزء من ألمانيا.
حيث قام بإصدار أوامر تنص على وضع الأزرار على أكمام بدلات الجنود كي يمنعهم من مسح أفواههم وأنوفهم بكم الجاكيت في المعركة.
هناك مصادر تقول إن الرواية السابقة نسبة إلى الجنرال نابليون، حيث اعترض على عادة أن يقوم الجنود بمسح أنوفهم وأفواههم بأطراف أكمام البدل العسكرية.
فقام بإصدار أمر يقضي بوضع الأزرار على أطراف البدلة بهدف إيقاف تلك العادة.
أما في الوقت الحالي، فتوضع الأزرار على أكمام البدلات كنوع من الأناقة.
أو ربما كي تدل على أنّ الماركة التي يلبسها الشخص ذات نوع فاخر، وبشكل خاص في حال كانت هذه الأزرار ذهبية أو فضية.
في القرن الثالث عشر بدأ استخدام الأزرار لربط الثوب ببعضه البعض، وقد ظهر الاختلاف في أماكن الأزرار لقمصان الرجال والنساء، فما السبب؟
كتبت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية أن أزرار قمصان الرجال على جهة اليمين، وفتحات القميص على جهة اليسار، وهذا غير موجود في عالم "الملابس النسائية".
حيث تكون أزرار قمصان النساء مصفوفة على اليسار، وفتحات الأزرار على اليمين.
يعود ذلك لمئات السنين، حيث كان الرجال في القرن السادس عشر يذهبون للقتال في الحروب، بينما تبقى النساء للعمل في المنزل.
وباعتبار أنه يجب أن يكون مستعداً بشكل دائم لإخراج سيفه أو خنجره بسرعة من تحت ثوبه فقد وضع الخياطون أزرار القميص جهة اليمين، إذ أن اعتماد الناس على يدها اليمنى.
وهكذا يستطيع الرجل إدخال يده في الفراغات بين الأزرار وإخراج السلاح بسهولة، وباستطاعته أيضًا إدخال يده اليمنى بسهولة بين أزرار القميص إذا انخفضت درجة الحرارة فيحميها من البرودة.
حيث أن وجود أزرار القمصان الرجالية على اليمين تسهل المبارزة، وتسهل عملية الوصول للسلاح، إذ أن استخدام اليد اليسرى لفك الأزرار في تلك الحالات مناسب أكثر.
ومعظم الرجال قاموا بحمل سيوفهم في أيديهم اليمنى، لذلك اضطروا إلى فتح قمصانهم باليد اليسرى وبسرعة، من أجل المبارزة والدفاع عن أنفسهم.
هناك ثلاث نظريات عن سبب توضع أزرار قمصان النساء على صف اليسار:
حيث تحمل النساء أطفالهن على ذراعهّن اليسرى، لكي يتمكنّ من القيام بأشياء أخرى في اليد اليمنى، كون أن الاعتماد لدى معظم الناس على اليمنى.
فمثلاً تحمل طفلها على ذراعها الأيمن عندما تريد إرضاعه وبالتالي سيكون أسهل عليها أن تفتح أزرار الثوب عندما يكون في اليسار.
وقد صُممت القمصان النسائية بحيث تفتح وتُغلق باليد الوحيدة التي بقيت حرة، وهي اليمنى، لذلك وضعت الأزرار على اليسار.
هناك نظرية أخرى تقول أنّ النساء الثريات في القدم اللواتي كان عندهن خادمات هنّ القادرات على ارتداء البلوز فقط.
لذاك وضعت الأزرار على اليسار فيسهل على الخادمة، أن تعقد ثوب مخدومتها مستخدمة يدها اليمنى.
النظرية الأخيرة
أما النظرية الأخيرة فترتبط بسرج الخيل الذي كانت تجلس عليه النساء والمصنوع بطريقة تصعد المرأة على ظهر الحصان وتدير جذعها ناحية اليمين.
ووجود الأزرار على اليسار يمنع دخول الهواء البارد عبر الفراغات إلى داخل الثوب.
وقد نهج صانعوا الثياب هذا الأسلوب في وضع الأزرار حتى الوقت الحالي، وبذلك فقد أثرت الحقب التاريخية بالأزياء الحديثة بشكل غير مباشر.
ولكن مع ظهور موديلات الملابس التي تصلح لكلا الجنسين في نهاية القرن العشرين، استغنى المصممون والمصنعون عن وضع الأزرار بطريقة مختلفة.
وأخيراً يمكن اختصار السبب الرئيسي لوجود الأزرار على الملابس هو لإحكام غلقها، سواء كانت تلك الملابس مخصصة للرجال أو للنساء.
تساعدك أداة محول العملات على تحويل قيمة أي عملة إلى أي عملة أخرى.