توجد مادة التيفلون بالأواني وتمنع إلتصاق الطعام فيها، لكنّها ذات خطورة فعندما يخدش السطح بآلة حادة أو ملعقة معدنية تذوب مع الطعام لتسبب كوارث خطيرة في الجانب الصحي، إليك التفاصيل.
إنّ الطبخ وسوء الاستخدام للأواني التالفة الذي يدخل التيفلون في تصنيعها يسبب مشاكل تدمر صحة الإنسان.
وقد أكدت التجارب والنتائج العلمية التي تم إجراؤها عليها مدى خطورة وتأثير التيفلون في صحة الإنسان.
واستخدام ربات البيوت لأواني الطهي التي لا يلصق بها الطعام، والتي يدخل التيفلون في تصنيعها، ينشر ضررها بشكل واسع.
ونتيجة تكرر استعمال الوعاء وعند استعمال ملاعق معدنية لتحريك الطعام، تتآكل طبقة التيفلون، ويتلوث الطعام بمكوناته.
إذ تكون تلك المادة آمنة إذ سلمت من أي خدوش، فيجب عدم التنظيف بشكل قاسٍ.
وينصح باستخدام قطعة قماش ناعمة وملاعق خشبية بسطح ناعم، ويجب وضع قليل من الزيت أو السمن عند وضعها على اللهب تلافياً لحدوث ظاهرة التحلل الحراري "للتفلون" وعدم رفع درجة الحرارة كثيراَ.
تحفظت مصانع "دوبونيت" التي تنتج مادة التيفلون التي يطلى بها أواني المطبخ "تيفال" على تركيبتها الكيميائية التي تضر بصحة الإنسان والبيئة لعدة عقود.
وخبأت أضرارها المدمرة عن المستخدمين والمتعاملين معها بشكل مباشر بما فيهم عُمالها وأهالي المناطق القريبة، كما امتد ضررها إلى كل العالم نتيجة توسع استخدامها.
في هذا الشأن صنعت "ستيفاني سوتشيغ" الفيلم الوثائقي الأمريكي "الشيطان الذي نعرفه" الذي جمع الجانبين العلمي والإنساني.
ليركز على آلام المتضررين كي يجعل المتلقين يشعرون بخطورة ما قام به أصحاب المصانع على الرغم من العلم بأخطارها الجسيمة، وفيما يلي قصص متنوعة ممن تعرضوا لهذه المخاطر.
قابلت سوتشيغ عدة ضحايا أحدهم فلاحاً من منطقة "غربي فرجينيا" الأمريكية يدعى "ويلبور تينت"، يعرف بعناده، وتقع مزارعه قرب مصنع "دوبونيت".
ظهرت أعراض مرضية غريبة على مواشي تينت وتشوهات خَلقية على حديثة الولادة مما سبب وفاتها، فسجل تلك التفاصيل بكاميرته الفيديو الشخصية، معلقاً أنه سيلاحق المتسببين ويفضحهم بعد أن أخفوا أفعالهم لعقود.
وقد ظهر الفلاح في مشهد صورته المخرجة عام 1997 وهو يدخل صيدلية ليشتري أدوية مرض السرطان فقد أصيب به هو ومواشيه.
كما عرض الوثائقي قصصاً جانبية متعلقة بالموضوع، مثل قصة الشاب الذي وُلد بوجه مشوه نتيجة عمل والدته عندما كانت في فترة حملها في مصنع "دوبونيت" في منطقة بلومونت غرب فرجينيا.
كانت الأم تشك أنّ هناك علاقة بين مولودها المشوه ومادة التيفلون، حيث عزلها أصحاب المصنع مع النساء عن الرجال.
كما سجل المسؤولين الطبيون في المصنع في الستينيات والسبعينيات تأكدهم من وجود أخطار مباشرة على النساء والأجنّة، في حين أنكروها على الذكور.
لكن الوثائقي يؤكد وجودها على الذكور والأطفال، فقد توصل الوثائقي من خلال بحثه الفعلي في ثنايا العمليات الكيميائية للتيفلون
أنّ 99% من المواطنين الأمريكيين تجري في عروقهم نسبة من مادة "8 سي" الداخلة في مركب "التيفلون"، والطفل المشوه في شبابه قد أجري له ثلاثون عملية جراحية ليبقى حياً.
ثم ذهبت المخرجة "سوتشيغ" إلى مدينة باركرسبورغ في غرب فرجينيا، التي عمل كل سكانها تقريباً في مصنع "دوبونيت" لذلك سميت أرض التيفلون.
وقد ظهرت على غالبيتهم أعراض مرضيّة نتيجة تلوث الهواء والماء في مدينتهم بفضلات المصنع التي تحتوي على مادة "8 سي".
كانت تلك الزيارة أول شكاوى جماعية ضد أصحاب المصنع، تحولت فيما بعد إلى بؤرة لنشاط عام يعمل على توعية الناس في كل مكان بخطر تركيبة مادة التيفلون الكيميائية
ويطالب بمحاسبة أصحاب المصانع التي تنتجها بسبب استهتارهم بحياة الناس.
وقد اجتمع الناس على هذه الشكوى الموحدة بسبب عدم معرفتهم بوجود تسريبات كيميائية إلى مياه شربهم.
فكانوا يشربونها لعقود طويلة، كما تسربت هذه المياه إلى الأنهار، فانتشرت الأمراض في أجساد سكان المناطق القريبة.
حولت قصة أرض التيفلون مسار الفيلم الوثائقي إلى مسار ذو طابع تحقيقي، عندما حصل محامي المشتكين على وثائق داخلية ومراسلات بين موظفي المصنع.
قررت سوتشيغ الاعتماد عليها في ملاحقتهم واعتبارها مصدر للحصول على المزيد من الأدلة لإدانتهم.
بينت التحقيقات أنّ أصحاب الشركات والمصانع الكيميائية لمادتي "8 سي" و"فلوربناتيد" على علم بتأثيراتها الجانبية.
فمن خلال تجارب علمائهم على الفئران في الخمسينيات تبيّن لهم أنها مادة مسرطنة، وتسبب تشويه الأجنة، وتبقى مدة طويلة في الجسم إذا دخلته، وقد لا يمكن التخلص منها.
كلما تقدم المشتكون بأدلة حاول مسؤولوا المصانع ورؤساء الأقسام تكذيبها بأخرى ليس لها صلة بالشكوى.
وما يزيد الالم حسرة هو مؤسستي حماية البيئة وحماية المستهلك الأمريكيتين اللتان تعاونتا مع أصحاب الشركات ولم تقم أي منهما ببعض واجباتها.
حتى أسس المشتكون معهداً لأبحاث المواد السمية الخطيرة مثل "8 سي" وغيرها.
وأعلنت بعض الشركات وقف إنتاجها للمادة، في حين لا تزال بعض الشركات تستمر بالتحايل.
فقد أعلنت شركة "دوبوينت" التزامها باستخدام مواد ذات ضرر أخف.
لكنها أصرت على إنتاج المادة الاكثر خطورة تحت شعار "8 أس.. الشيطان الذي نعرفه" ملمحة أنه أفضل من مركبات أخرى لا نعرفها قد تفتك بالأجساد.
واعلنت نيتها باستبدال بمادة ذات أثر أخف على البشر، كـ "جينكس" التي أثبت الوثائقي أنّها لا تقل فتكا عن سابقاتها.
كما ظهر في المشهد الختامي من الوثائقي مسؤولو شركة "تشيمورس" التي أسست كبديل لشركة "دوبونيت"، ويريدونها أن تظهر بوجه ناصع أمام المستهلك إذ أنّ وجه الأم لم يعد يصلح أبدا للتضليل.
المصدر: الجزيرة الوثائقية + مواقع
تساعدك أداة محول العملات على تحويل قيمة أي عملة إلى أي عملة أخرى.