يزرع صاحب المنزل في لعبة Plants vs.Zombies أزهار عباد الشمس كـ حماية من هجوم الزومبي، لكن ذلك لا يستخدم فقط من أجل مواجهة الزومبي وإنّما لحماية آثار الكوارث النووية أيضاً!
أصبحت أوكرانيا عام 1996 دولة غير نووية، وبدأت زراعة نباتات عباد الشمس في قاعدة صواريخ في البلاد بهذه المناسبة التاريخية.
ومنذ حينها أصبح عباد الشمس يرمز إلى عالم يخلو من الأسلحة النووية.
كما أنّ زراعته بعد وقوع حادث نووي تلعب دوراً في تنظيف المناطق الملوثة بالإشعاعات.
أيضاً، بعد أن إنهارت محطة تشيرنوبيل للطاقة في أوكرانيا، إذ أطلقت في البيئة أكثر من مئة عنصر مشع.
زُرعَت أعداد كبيرة من أزهار عباد الشمس كي تمتص النظائر المشعة من المواقع التي تأثرت بالتساقط، وهذا يعتمد على مبدأ المعالجة النباتية، إذ يطهر البيئة باستخدام النباتات.
وفي عام 1994 أقامت شركة مقرها نيوجيرسي مشروع عباد الشمس في تشيرنوبيل، إذ قامت بزرعه على طوف عائم ليسحب النظائر المشعة من الماء.
أُجريَ الاختبار في بركة بمساحة خمسة وسبعون مترًا مربعًا تقع على مسافة كيلومتر واحد من مفاعل تشيرنوبيل.
كما تمت الملاحظة أن النباتات تسحب إشعاعيًا النظائر المشعة (137Cs) و (90Sr) من الماء بطريقة انتقائية، وتدل النتائج أنه تم إزالة 95 ٪ من النويدات المشعة خلال عشرة أيام.
بقي معظم 137C في الجذور، في حين انتقل معظم 90Sr إلى البراعم.
ولم يستقلب عباد الشمس النويدات المشعة، وإنما حرقها وتخلص من النفايات المشعة بشكل آمن.
كانت مستويات الإشعاع في بداية الحياة على الأرض أعلى مما هي عليه في الوقت الحالي بكثير.
لذلك، تطورت النباتات بطرق استطاعت من خلالها أن تبقى في ظروف معاكسة، لهذا فإن بعض النباتات التي طورت أنظمة معقدة ستسمح بامتصاص وإزالة المواد السامة والمشعة.
وأزهار عباد الشمس لديها قدرة على سحب كميات كبيرة جدًا من العناصر السامة في أنسجتها، مثل 137Cs و 90Sr التي وجدت في المواقع الملوثة بالإشعاع (التربة والبرك) حول محطة الطاقة.
لهذا يسمى عباد الشمس بالمُراكم المفرط Hyperaccumulators.
ليس بإمكان كل النباتات أن تبقى حية بعد أن تمتص السموم، فـ كثيراً منها لا يستطيع التصدي للتسمم والموت.
ورغم ذلك كتلة عباد الشمس الحيوية الضخمة، وقدرته على النمو بشكل سريع تمكنه من عزل الملوثات واستمرار النمو.
بعض النظائر النووية تحاكي العناصر الغذائية التي يمتصها عباد الشمس عادة من التربة.
فمثلاً السيزيوم يحاكي البوتاسيوم اللازم في عملية التمثيل الضوئي بينما يوازي السترونتيوم كيمياء الكالسيوم التي تلزم للنمو والتطور الهيكلي للنبات.
وخلال البحث عن العناصر الغذائية، يمتص النبات بسهولة السيزيوم والسترونشيوم.
كما ينقل عباد الشمس الملوثات من الجذر إلى الجذع، فالملوثات المشعة الممتصة تتركز في الكتلة الحيوية للنبات، وتحول إلى أشكال قائمة على الكربون.
نستطيع التخلص من هذه الكتلة الناضجة والتي يمكن حصادها من خلال الانحلال الحراري، إذ يتم حرق الكربون العضوي في النبات مخلفاً نفايات مشعة.
تُحوَّل إلى زجاج عن طريق التزجيج فتخزَّن تحت الأرض بشكل آمن.
خوفا من التهام الحيوانات أو الطيور النباتات المفرطة التراكم وانتشار التلوث عبر السلسلة الغذائية لذلك يقطف عباد الشمس بالعادة قبل أن يحمل البذور، فالهدف هو حصاد الكتلة الحيوية حيث توجد الملوثات.
عند بدء مرحلة الإزهار وإنتاج البذور، تتوقف النباتات عن النمو بشكل نباتي، فعملية إنتاج الأنسجة القابلة للحصاد لتخزين هذا الملوث أقل بكثير.
أعطى تطهير الماء عن طريق عباد الشمس نتائج إيجابية، لكن تنظيف التربة لم يكن بنفس الفعالية.
فبعد عدة سنوات من تنفيذ طرق المعالجة في محيط فوكشيما، ارتبطت العناصر المشعة بجزيئات التربة مما أعاق استخلاصها.
زُرِعَ عباد الشمس في فوكوشيما باليابان بعد حدوث زلزال قوي أدى إلى حدوث تسونامي ممّا سبب كارثة نووية في محطة فوكوشيما دايتشي للطاقة النووية عام 2013.
رغم ذلك لم تعد الجهود التي بذلت بهدف تنفيذ المعالجة النباتية عن طريق عباد الشمس ناجحة.
واختلفت بشكل ملحوظ، تقول تشيرنوبيل أن فوكوشيما قد استعملت نوعاً من عباد الشمس ليس بإمكانه امتصاص المواد الإشعاعية.
ولهذا الفشل آثار كبيرة فقد ركز على أهمية غربلة أنواع النباتات التي تستخدم في المعالجة النباتية كي تكون فعالة.
فالنباتات العلاجية يجب أن تتحمل تركيزات عالية من الملوث بينما تتراكم كمية كبيرة من الملوث المستهدف في أنسجتها.
يقع الإشعاع بعد الكوارث النووية على البوصات العلوية من التربة، لذاك قامت اليابان بحفر النفايات النووية من التربة بهدف التخلص من الطبقات العليا.
وعبئوا التربة السامة في أكياس بلاستيكية وخزّنوها بهدف التخلص منها خارج الموقع.
كانت تلك المهمة باهظة الثمن وشديدة الخطورة لأنها اعتمدت على نقل المواد الملوثة إلى موقع آخر، مما زاد خطر التلوث الثانوي.
إنّ معالجة مواقع الكوارث النووية باستخدام عباد الشمس طريقة جيدة، لكن يوجد عدة عوامل تؤثر على استخراج الملوثات باستخدام النبات منها:
ليس لأزهار عباد الشمس تقاربًا متساويًا لكل المعادن، لهذا ليس بإمكانه تنظيف المواقع الملوثة بمفرده، وينبغي أن يزرع باستخدام مدخرات مفرطة أخرى لها تفضيلات معدنية مختلفة.
كما تحقق المعالجة النباتية نتائج أفضل في الأماكن ذات عمق تلوث قليل.
ويوجد عوامل أخرى تتعلق بخصائص النفايات المشعة، والتركيز المستهدف النويدات المشعة في النفايات.
ومن النتائج الإيجابية للتحقيق في المعالجة النباتية عن طريق عباد الشمس هو أنّ المواد التي يتم حصادها تُستخدَم لإنتاج الطاقة فيما بعد.
تأخذ المعالجة النباتية وقتًا طويلاً، ورغم ذلك يمكن جعله منتجًا اقتصاديًا باستخدام الكتلة الحيوية الملوثة من عباد الشمس لإنتاج الوقود الحيوي الذي يقلل كلفة العلاج.
تساعدك أداة محول العملات على تحويل قيمة أي عملة إلى أي عملة أخرى.