أين ستصل إذا حفرت للناحية المقابلة من الأرض؟ موقع يقدم لك الأجابة

هل سالت نفسك يوماً أين تقع نهاية العالم؟ وما الذي قد يحدث إذا قمنا بحفر حفرة لنصل إلى الجانب الثاني من الأرض، وأين سينتهي بنا المطاف، وهل سيوصلنا إلى نهاية العالم؟

تلك الأسئلة الصعبة قد تراود تفكيرنا كثيراً في طفولتنا، إلا أنّ العلم تمكن من أن يُجيب على عدة أسئلة صعبة معللاً إجاباته بالأدلة والبراهين العلمية.

ومن تلك الأسئلة "إلى أين ستصل إذا حفرت للناحية المقابلة من الأرض؟" هذا ما سوف نتحدث عنه في المقال اليوم.

خريطة Antipodes

لست بحاجة أن تحفر حتى تصل إلى الناحية المقابلة للأرض كي تعرف أين وصلت، فـ من خلال خريطة antipodes تستطيع تحديد موقعك وتقوم الخريطة بإخبارك بالجهة التي تقابلك من العالم.

يظهر في جهة اليسار المكان الذي أنت توجد فيه أو تريده، ويظهر في جهة اليمين النقطة المعاكسة لموقعك.

فإذا حفرت نفق أسفلك تماماً ماراً في مركز الأرض سيؤدي بك من الجهة الأخرى المقابلة في النقطة المعاكسة لموقعك.

ولكن بسبب أن المحيطات تغطي غالبية كوكب الأرض، فيوجد احتمال كبير أن يُقابلك المحيط على الجانب الآخر بصرف النظر عن المكان الذي سوف تبدأ تحفر فيه.

مثلاً لو قمت بالحفر في مكان ما في أمريكا الشمالية بجانب خطوط العرض في أقصى الشمال سوف تلقى نفسك في آخر الأمر في منتصف المحيط الهندي.

استثناءات الخريطة

لكن يوجد بعض الاستثناءات، فإذا كان هدفك هو أن تصل إلى الصين فعليك أن تبدأ الحفر من الأرجنتين، وإسبانيا تقابل نيوزيلاندا.

وفي حال كان الحفر من مدينة الإحساء في السعودية فسينتهي بك الأمر في جزيرة بيتكيرن في المحيط الهادي.

وفي حال كان حفرك من إندونيسيا فستلقى نفسك في غابات الأمازون، وسينتهي بك الأمر في القارة القطبية الجنوبية إذا حفرت من جرينلاند، وغالبية الأماكن الأخرى في العالم يقابلها المحيط في الجانب الآخر. 

هل حقاً يمكن حفر الأرض واختراق مركزها؟

هنالك العديد من الفرضيات في هذا الشأن، ومنها:

إذا حُفرَ نفق يمر بمركز الأرض، فالسقوط عبره يحتاج أربعين دقيقة تقريباً في المتوسط، بالاعتماد على قوة الجاذبية الأرضية ومقاومة الهواء وعجلة الجاذبية التي تختلف بين القشرة الأرضية ومركز الأرض.

إذا سقطت في هذا النفق وبفرض تحييد مقاومة الهواء (بتفريغ النفق من الهواء)، يجب عليك التشبث بحافة النفق من الجهة الأخرى.

فلو لم تقم بذلك ستسقط مرة ثانية عائداً إلى الجهة الأصلية، وتسقط مجدداً وتعود إلى اللانهاية إذا لم تتشبث بقوة مقاوماً الجاذبية.

وعندما تصل إلى مركز الأرض يجب أن تتمتع بالكثير من الحذر لأن اتجاه الجاذبية سوف ينعكس بسرعة وتبدل الجاذبية الاتجاهات.

يعد اختبار هذه الفرضيات صعباً بسبب أن قطر الأرض الذي يراد حفره يصل إلى 12742 كم.

وحتى الوقت الحالي ليس لدينا تكنولوجيا كافية لحفر تلك المسافة الهائلة بالإضافة إلى حرارة باطن الأرض الشديدة والتي قد تصهر المعادن.

قطار الجاذبية الذي يخرق الأرض!

يطلق على تلك الرحلة اسم قطار الجاذبية، وربما هذه الفكرة متاحة مستقبلاً كـ مشروعات لنقل البشر بسرعة فائقة من خلال مركز الأرض.

لكن هذا يحتاج تكنولوجيا حفر متطورة جداً ويجب أن يفرغ النفق من الهواء، إلا أن السفر عبر قطر الأرض يقلل المسافة والوقت وربما يعود ذلك إلى قوة الجاذبية نفسها. 

وحقاً حفر البشر بئر كولا العميق الذي يقع في شمال غرب روسيا الذي يصل عمقه إلى 7.5 ميل، ورغم هذا لم يصبحوا قريبين من كسر القشرة الأرضية القارية الرقيقة للأرض، ولا يمكننا إنكار حجم الجهد الذي بذلوه.

وختاماً، ليس هناك أي سبب يجعلك تحفر لتصل إلى الناحية المقابلة للأرض فتلقى ذاتك في وسط المحيط، فلا داعي لهذا أساساً وإذا دفعك فضولك استعن بخريطة antipodes.