ما سر ترتيب حروف لوحة المفاتيح بالشكل المعروف؟

QWERTY هو الترتيب العالمي الذي يعود إلى زمن بعيد، وقد استخدم في البداية الآلة الكاتبة، بعد أن قام المخترعون بتجربة عدة تصاميم لم تنجح، أبرزها ترتيب الحروف اعتماداً على الترتيب الأبجدي.

وقد كان ذلك الأمر بديهياً بالنسبة للمخترعين في البداية، فما قصته؟!

تشير التقارير العالمية، إلى أنّ أول من وزع الأحرف على لوحة مفاتيح الآلة الكتابة هو كريستوفر شولز وهو صحفي ومخترع أميركي، إذ قام بتوزيعها بحسب الترتيب الأبجدية تماماً.

هذا الترتيب لم يسمح لمستخدمي الآلة الكاتبة أن تحقق سرعة جيدة في طباعة المستندات، وذلك لأن الترتيب الأبجدي قد يسبب تشابك الأيدي أحياناً، مما يسبب تشويش في عملية الكتابة التي كان من غير الممكن تصحيح أخطائها إذا حصلت.

حلول المشكلة

ولحل تلك المشكلة التي ولّدها ترتيب المفاتيح اعتماداً على ترتيب الأبجدية، قام المخترعون بإعادة ترتيب المفاتيح بشكل عشوائي لكن مدروس، وبأشكال متعددة ويعد أفضلها ما توصل إليه المخترع شولز.

والذي يطلق عليه حاليا اسم ترتيب QWERTY المعروف.

يعتمد تصميم QWERTY على ترتيب الحروف بشكل عشوائي مدروس، وبمعيار ثابت، إذ يقوم بإبعاد الحروف ذات الاستخدام الشائع عن بعضها بقدر المستطاع،  فتتكون اللوحة من ثلاثة صفوف للحروف.

كل صف منها يضم عدة حروف ذات الاستخدام الشائع، بسبب صعوبة الكتابة عندما تكون الحروف الشائعة مجمعة في نفس المكان.

أهداف QWERTY

تهدف هذه الآلية التي أصبحت معتمدة بشكل عالمي، كي تمكن لوحة المفاتيح لمستخدميها من استخدام يديهما كلتيهما في الكتابة، مما زاد من سرعة الطباعة على الآلة الكاتبة، وبعدها الحواسيب، والعديد من الأجهزة الحديثة.

كل ما سبق ذكره يتمحور حول اللغة الإنكليزية، لكن الأمر يشبه بشكل تام اعتمد بالنسبة للغات الأخرى، فهل الأمر ذاته ينطبق على اللغة العربية؟!

نعم، حيث أن لوحة مفاتيح للغة العربية تعتمد على توزيع الحروف التي تستخدم بكثرة بشكل متباعد؛ شرط أن تكون قريبة من المنتصف، بسبب أن الأطراف بالاعتماد على نمط QWERTY.

يجب أن يتم تخصيصها للحروف التي تستخدم بشكل أقل، كما ينطبق ذلك على الأزرار التي تكتب الهمزات وعلامات الترقيم والتشكيل، إذ تم توزيعها بشكل يصبح من السهل الوصول إليها مع الضغط على مفتاح Shift في آنٍ واحد.

إن الشكل الرئيسي الذي تعتمد عليه لوحة المفاتيح بشكلها الحالي في توزيعه للحروف، على سهولة استخدام هذه اللوحات في الكتابة، مما يسرع عملية إنجاز المهام الإلكترونية التي تتطلب الكتابة.

وهذا الأمر أهم بكثير من أن تقوم بالحفاظ على لوحات المفاتيح بالترتيب الأبجدي الذي لم ولن يكون مناسباً يوماً ما.