ظهور جزيرة "قمامة" في المحيط الهادئ أكبر من فرنسا بـ"سكان جدد"
منوعاتظاهرة فريدة من نوعها نتيجة تحرك كميات كبيرة من القمامة البلاستيكية في العالم، وتحرك التيارات المائية البحرية في المحيط، التي قام العلماء بتصنيفها ك "شريان الحياة" بالنسبة للمحيطات وكوكب الأرض.
لتؤدي إلى ظهور جزيرة "قمامة" في المحيط الهادئ أكبر من فرنسا بـ"سكان جدد"!!
التيار المحيطي شريان الحياة البحريّة
يشكل هذا الشريان مصدراً أساسياً للغذاء بالنسبة للأرض وكثيراً من المخلوقات البحرية، فهو يحمل كميات هائلة من العوالق والمخلوقات البحرية وله دور في نقلها حول كوكب الأرض.
عبر مجموعة تيارات محيطية تقوم بتأمين الغذاء للمخلوقات البحرية من أعلى مخلوق في الهرم الغذائي إلى أصغر مخلوق، فهو يماثل شرايين الإنسان التي تقوم بنقل الأوكسجين الغذاء إلى كل أرجاء الجسم.
أفادت التقارير أنّ تلك الكميات الكبيرة من القمامة أو النفايات البلاستيكية التي تنتج عن الإنسان وتدخل إلى المحيطات تبلغ تقريبا 14 مليون طن، تسبّب هذه الكميات مشكلة كبيرة جداً على الحياة البحرية التي قد تعلق بها.
كشباك الصيد التالفة فهذه تشكل فخ يودي بحياة عشرات أو آلاف الأسماك خلال تحركها في المحيط.
أفادت مصادر أخرى أنّ تلك النفايات أو القمامة شكلت جزيرة من القمامة ذات حجم كبير جداً، سميّت "دوامة نفايات" المحيط الهادئ، فهي تمتد من الساحل الغربي لأمريكا الشمالية إلى اليابان.
ويتجاوز وزنها 7 مليون طن، وهي بحجم ضعف حجم ولاية تكساس، وعمقها في البحر حوالي تسعة أقدام، وتظهر في المحيط وكأنها جزيرة ضخمة.
جبل من النفايات بحجم فرنسا
وقامت مصادر أخرى بالتحذير من توسع تلك البقعة المستمر فقد وصل حجمهما إلى حجم أكبر أو يساوي حجم فرنسا أو ألمانيا أو إسبانيا، ويعتبر ذلك أمر خطير جداً، فينتج عنه مخاطر كبيرة على التيار المحيطي. الذي يعد بمثابة شريان حياة كوكب الأرض.
رغم خطورة تلك المشكلة التي تعتري كوكب الأرض، فقد اكتشف الباحثون في الفترات الأخيرة أن هناك مجموعة حيوانات بحرية قد استطاعت التأقلم مع تلك الحالة الجديدة وشكلت نظاما بيئيا جديدا ضمن تلك الرقعة.
وقد نُشر تقرير في مجلة "nationalgeographic"، ذكر فيه أن الباحثون قد وجدوا النباتات والحيوانات الساحلية قامت بالتنقل والطوف على الحطام البلاستيكي مئات الأميال من الشاطئ.
مخلوقات جديدة تغزو المحيطات
وقامت بإنشاء نوع جديد من النظام البيئي، إذ رصدوا عدة مخلوقات مثل شقائق النعمان وغيرها التي تعيش في القمامة، ذلك الأمر لعب دوراً في ازدهار تلك المخلوقات وكونها ستشكل نظاماً بيئياً جديدًا، في بيئة غريبة "غير مضيافة" فهي تتنقل من خلال البحر عبر فتغزو سواحل جديدة.
كما تم نشر دراسة جديدة في المجلة العلمية "Popular Science" ، أشارات إلى تراكم كميات كبيرة من البلاستيك منذ منتصف القرن العشرين، نتج على إثرها حادثة "تخمة في المحيطات"، إلا أن بعض المخلوقات "المغامرة" اتخذت منها فرصة جديدة لاستعمار المحيطات.
وأشارت مصادر أخرى أن الزلزال الذي حدث في شرق اليابان الكبير وتسونامي عام 2011 يعد أكبر مثال على طريقة حدوث ذلك، فقد قامت مئات الأنواع البحرية اليابانية الساحلية بركوب الحطام الذي نجم عن الدمار لمسافة تتجاوز 6000 كيلومتر نحو ساحل أميركا الشمالية الغربي وجزر هاواي.
سكان جدد في التيارات المائية
تشكل تلك المواد البلاستيكية حطاماً عائماً عمره طويل وقد انتهى به الأمر بكميات كبيرة بعضها في منطقة شمال المحيط الهادي شبه الاستوائية، اسمها "رقعة القمامة الكبرى" وأصبحا فيما بعد أكبر خزان للقمامة في العالم.
وفي الوقت الحالي توجد أسئلة كثيرة عن ماهية التأثيرات البيئية، ففي حال كانت هذه الظاهرة شائعة عبر المحيطات، فإننا نبحث عن وسيلة لنقل الأنواع الغازية من الصعب إدارتها.
أقوال الباحثين في هذا الشأن
عثر الباحثون على أنواع ساحلية ترتبط أو معلقة بأكثر من نصف القطع البلاستيكية التي فُحصَت من خلال الدراسة، البعض منها يزدهر فقط في مناطق شرق آسيا، مثل "شقائق النعمان، والنجوم الهشة، والبرنقيل.
والقشريات التي تشبه الروبيان ويطلق عليها اسم متساوية الأرجل، والأعشاب البحرية، وأيضا الأسماك الساحلية التي كانت تلتف حول أو فوق هذه المواد البلاستيكية العائمة.
تطور الكائنات الحيّة
كما أشار الباحثون أنه يوجد كائنات حية قد تطورت واستقرت على الحطام البحري العائم، جزء من تلك الكائنات هو حيوانات مثل البرنقيل المعقوف، وسرطان البحر، وحيوانات أخرى تتغذى بالترشيح "bryozoans".
كما نوه الباحثون أن تلك "المجتمعات" ربما تنتشر وتتوسع بتزايد سماكة طبقات البلاستيك وبشكل خاص مع ظهور العواصف التي تنجم عن التغير المناخي.