يقع وادي الجن في منتزه بري، يسمى منتزه البيضاء، ويمتلئ بالجبال والأودية الأخرى، التي يهتم بها السياح لسببين، أحدهما هو كمية المناظر الطبيعية التي توجد في المنطقة الصحراوية.
والثاني هو الحكايات المشوقة التي تروى عن وادي الجن، والتي تدفع الناس ليروه في الواقع.
فيقال أنّ قوانين الفيزياء الشهيرة، لا تنطبق على ذلك الوادي، فالسيارات تمشي إلى الخلف والأعلى دون أن يتحكم بها قائدها، كما تتطاير قطرات المياه عندما تسكب إلى الأعلى كذلك وليس الأسفل!
انتشرت العديد من الروايات والقصص التي أكدت على أن هناك ترابط قوي بين سيرة النبي وهذا الوادي الغامض؛ لهذا فمن المتوقع تزايد تدفق السياح المسلمين إلى تلك المنطقة، لزيارة هذا الموقع القديم.
لكن ما مدى صحة هذه الروايات؟ وما هو التفسير العلمي لهذه الحوادث؟
يتهافت الكثير من السياح ليزوروا ذلك الموقع، وقد تبيّن أنّ ادعاءات الصلة بين النبي وذلك الموقع المثير، ليست إلا وسيلة جذب، لجأ إليها العديد من العاملين في السياحة، ليقوموا بجذب السياح إلى الوادي.
وقد تبين أن تلك الطريقة أتت بنتائج مثمرة عبر سنوات طويلة، فقد شهدت كم كبير من الزيارات، بهدف التبارك بهذا الموقع الذي يتعرض حقاً إلى ظواهر عجيبة، لكنها في نهاية المطاف تخضع لتفسيرات علميّة واضحة.
صرح العلماء والمسؤولين المختصين في المملكة أنّ تحرك المياه والأشياء بشكل عام، من الأسفل إلى الأعلى، ظاهرة حقيقية لكن حدوثها يعود إلى أسباب شديدة المنطقية، تتعلق تلك الظاهرة بوجود تلال في الوادي، تسمى التلال المغناطيسية، تتوزع في أماكن متفرقة من العالم، وأماكن أخرى داخل أراضي المملكة نفسها.
تؤدي صخورها لـ حدوث تحركات عكسية للأشياء، تدفعها للتوجه إلى الأعلى بدلاً من الأسفل، مثلما يحصل مع المياه.
كما يشير الباحث السعودي، تركي بن إبراهيم، أن رجوع السيارات الذي يحدث نحو الأعلى، يرجع إلى خداع بصري تضاريسي في تلك المنطقة بشكل خاص، وهو يشبه ظاهرة السراب التي تتعرض لها الصحاري عامةً.
عندها يتخيل الزائر أن الأمور التي تحدث لها علاقة وثيقة بظواهر خارقة، أو بأمور دينية، تؤدي في النهاية لزيادة شعبية الوادي، الذي لا يشهد في الواقع أي أمور غير واقعية.
لكن تعد زيارة المدينة المنورة والأماكن المحيطة تجربة مميزة.
يقصد السياح والزوار والحجاج منتزه البيضاء في المدينة المنورة، لأن المنتزه يقع في منطقة حوضية جبلية جميلة التكوين، إذ أنه يقع ضمن السلسلة الجبلية التي تتبع لجبال الحجاز التي تعرف بصخورها النارية والجرانيتية.
وهو على بعد 20 كلم من المدينة شمال غرب المسجد النبوي الشريف، ويمكن اعتباره بمثابة رئة للمنطقة.
لكن لا ترتبط شهرة متنزه البيضاء بموقعه المميز فقط، لكن وادي الجن على الطريق العام للمنتزه أكسبه شهرة كبيرة وذاع صيته بين المواطنين والزوار والسياح؛ فبمجرد أن تسأل عن وادي الجن؟!
تتهافت قصص رجوع السيارات عكس الاتجاه، وتحرك الماء المسكوب إلى المستوى الأعلى وليس المنخفض.
وهذا يشكك في قوانين الفيزياء التي تقول أنّ حركة الجسم الحرة من أعلى لأسفل ومن المكان المرتفع إلى المنخفض وليس العكس!
تناقل الناس عدة تفسيرات حول الظواهر الغريبة في وادي الجن بمتنزه البيضاء في المدينة المنورة، أغلبها غير منطقي يهدف إلى الترويج لزيارة المكان لأهداف مادية بحتة.
يقول بعض السماسرة وسائقي السيارات والباصات أنّ المكان يرتبط بسيرة النبي محمد؛ كي يخدعوا السياح والحجاج ويشجعونهم على زيارة المكان مقابل قيمة مالية محددة.
ويظن آخرون أن هناك قوى خارقة فوق طبيعية مسؤولة عن تلك الظاهرة مدّعين أنهم يسمعون أصواتاً في الليل تدفعهم للرحيل من المكان!
إلا أن الرأي العلمي الصريح حول معاكسة الجاذبية الأرضية لقوانين الفيزياء في منطقة وادي الجن يتعلق بالتلال المغناطيسية.
فهي عبارة عن تشكلات طبيعية توجد في بعض أماكن العالم يختلف فيها سلوك الجاذبية الأرضية عن المعهود، إذ أنّ السيارات تمشي وتتجه المياه من المكان المنخفض للمرتفع، وما يحدث ليس منطقياً!
وأشار الخبراء أنّ تلك الظاهرة لا تقتصر فقط على وادي الجن في المدينة المنورة، وإنّما تتواجد ببعض المناطق الجنوبية من عسير ونجران.
تساعدك أداة محول العملات على تحويل قيمة أي عملة إلى أي عملة أخرى.