بطل عربي يتذكره اليابانيون جيداً.. فعل ما لم يكن متوقعاً

مشاهير
أخبار الليرة

اكتفى الرياضي أسطورة الجودو المصري محمد رشوان بالميدالية الفضيّة بروحه الرياضية في أولمبياد لوس أنجلوس 1984، وحصل على ألقاب فخريّة عالميّة ومحليّة

ونال إعجاب وشعبيّة في اليابان التي استضافت الأولمبياد عام 2020، فما هي قصة محمد رشوان؟ وما الذي فعله ليُبهر العالم؟

أولمبياد 2020 في طوكيو

لم يتمكن ممثلو مصر في مسابقة الجودو ضمن فعاليات دورة الألعاب الأولمبية الصيفية التي أقيمت في العاصمة اليابانية طوكيو 2020، ترك أي أثر أو تحقيق أي نتائج تذكر.

فقد مثل منتخب "الفراعنة" للجودو في أولمبياد "طوكيو 2020" الثلاثي: محمد عبد الموجود، ومحمد عبدالعال، ورمضان درويش.

وأوقعت قرعة منافسات وزن ما دون 66 كغم للجودو، محمد عبد الموجود في مواجهة البرازيلي دانييل كارجينين، وانتهى النزال بخسارة اللاعب المصري.

بينما تمكن محمد عبد العال من الفوز في الدور الأول للمسابقة على الهنغاري أتتيلا أنجيفاري، في منافسات وزن تحت 81 كغم، لكنه خسر في النزال الثاني له.

كما بلغ رمضان درويش، الدور الثاني، بعد فوزه على الباكستاني شاه حسين شاه، ضمن منافسات وزن تحت 100 كغم، وخرج على يد الجورجي فارلام ليبارتيلياني.

وإذا ودعت الجماهير اليابانية الثلاثي المصري للجودو في أولمبياد "طوكيو 2020" المقامة على أرضها إلّا أنّها تتذكر وبشكل جيد اللاعب المصري

محمد رشوان الذي واجه في أولمبياد "لوس أنجلوس 1984" الياباني ياماشيتا بطل العالم في الجودو وقتها، في النزال النهائي للدورة.

فالجماهير اليابانيّة تتذكر جيداً كيف رفض المصري استغلال نقطة ضعف منافسه الياباني الذي أصيب بقطع في الوتر الداخلي لقدمه اليمنى.

وذلك خلال التدريبات التي سبقت النزال، وفضّل خسارة حلمه الكبير بالتتويج بالميدالية الذهبية عن استغلال نقطة ضعف الخصم وعدم ضرب قدمه اليمنى رغم إلحاح مدربه.

قصة بطل من ذلك الزمان.. بداية مشوار محمد رشوان

وُلد محمد رشوان في 16 يناير عام 1956 بمدينة الإسكندرية، وبدأ مشواره الرياضي في لعبة التنس، ولكنه غير مسيرته لاحقاً فقرر ترك التنس والاتجاه إلى ممارسة الجودو.

وفي الـ 16 من عمره انضم رشوان إلى نادي الشبان المسيحيين، وكان عبدالمنعم الوحش هو مدرب الجودو في النادي آنذاك، وقد نجح رشوان في لفت انتباه الجميع بعدما أظهر براعته وتألقه في ممارسة الجودو.

وقد تمكن رشوان من حصد عدة ألقاب محليّة، إذ تم تتويجه ببطولة الإسكندريّة بعد انضمامه لنادي الشبان المسحيين بستة أشهر.

بعد ذلك انضم رشوان إلى صفوف المنتخب المصري، لينجح في قيادته إلى التتويج بالميدالية الذهبية في بطولة إفريقيا للوزن المفتوح لعامي (1982 و1983).

هذه الإنجازات الهامة رشحت رشوان لبعثة منتخب "الفراعنة" المشاركة في أولمبياد لوس أنجلوس 1984، وتمكن من التأهل إلى النزال النهائي ليضرب موعد مع ياماشيتا بطل العالم في الجودو وقتها.

وهنا فاجئ المصري محمد رشوان العالم أجم، عندما بدأ النزال ولم يقم باستغلال إصابة ياماشيتا في قدمه اليمنى، في موقف إنساني أحدث صدى واسع في العالم.

وخسر رشوان الميداليّة الذهبيّة المقدمة على طبق من ذهب، بسبب إصابة منافسه، واكتفى بالميدالية الفضية.

رد فعل الاتحادات العالمية لموقف رشوان

تناولت معظم الصحف العالميّة موقف محمد رشوان الإنساني في نهائي الجودو لأولمبياد لوس أنجلوس 1984، ليرد رشوان عن سبب موقفه ذلك، قائلاً:"منعني ديني من استغلال إصابة ياماشيتا في مباراة النهائي وفضلت الخسارة عن إلحاق الضرر به".

وقامت منظمة اليونسكو، بإصدار بياناً تشيد به بموقف رشوان، ومنحته ميدالية الروح الرياضية وجائزة اللعب النظيف عام 1985، وقام اتحاد الجودو في اليابان

بتكريمه، عن طريق منحه وسام "الشمس المشرقة"، والذي يعد هو أهم الأوسمة اليابانية، وأدرجت مجلة "ليكيب" الفرنسية الشهيرة اسم رشوان ضمن قائمة

أفضل 6 رياضيين في عام 1984، حصل رشوان على جائزة أفضل روح رياضية في العالم، وكرمه الرئيس المصري الراحل محمد حسني مبارك.

محمد رشوان بعد أولمبياد لوس أنجلوس

لم يتوقف محمد رشوان عند ذلك وحسب، بل استكمل مشواره في بطولات الجودو، وتمكّن من التتويج ببطولة العالم للوزن المفتوح بعد عام واحد من أولمبياد لوس أنجلوس.

كما حصل على 3 ميداليات ذهبية في دورة ألعاب البحر الأبيض المتوسط، بالإضافة إلى ذهبيتين في بطولة العالم العسكرية، وذهبيّة أخرى في بطولة سويسرا وميدالية فضيّة في بطولة العالم للوزن الثقيل عام 1987.

قرّر محمد رشوان الاعتزال في عام 1992، وعمل كحكم للعبة الجودو وانضم كعضو في اتحاد الجودو، اختاره أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة سفيرا للرياضة والأخلاق.

المصادر: RT+ tahiamasr.com

شارك المقال!