"نحن نقوم بنزع سلاح الاتحاد السوفيتي أسرع منك" هذا ما قاله رئيس شركة بيبسي، دونالد كيندال، لمستشار الأمن القومي للولايات المتحدة.
جميعنا يعلم بالصراع والمنافسة الشرسة ما بين قطبي صناعة المشروبات الغازية كوكاكولا وبيبسي، ولا شكّ أنّ كلّ شخص في العالم يفضل نوعاً معيناً من المشروبات الغازية فيستمتع بشربه.
ولكن هل يستحق هذا المشروب أن تقوم دولة عظمى في العالم بالتخلي عن ترسانة عسكرية تكفي بلداً بأكمله من أجل الحصول عليه؟
نعم هذا ما رآه الروس في حقبة من حقب التاريخ.
عندما انزلقت الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي في الحرب الباردة، كافحا للتغلب على بعضهما البعض، فبات كل جانب يطور جيوشه ومقاتليه وقاذفاته ليصبح القوة العالمية.
ولكن بعد وفاة جوزيف ستالين، كان هناك بعض التراخي للبلدين، تخلله أيضاً فتح تبادل تجري بينهما، وفقاً لما ذكره موقع World Warwings.
وفي عام 1959 استضاف الاتحاد السوفيتي حدثاً يسمى المعرض الوطني الأمريكي، عَرض مجموعة متنوعة من المنتجات الأمريكية للتجارة فقد أراد الرئيس الأمريكي الرابع والثلاثون، دوايت ديفيد أيزنهاور، إظهار مزايا الرأسمالية على النظام السوفيتي.
وهكذا، نظمت الحكومة الأمريكية ذلك المعرض في موسكو في يوليو/ تموز 1959 ، حيث مثل الولايات المتحدة نائب الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون والاتحاد السوفيتي رئيس الحكومة السوفيتية نيكيتا خروشوف.
وكانت شركة بيبسي من بين الشركات الأمريكية الحاضرة في ذلك المعرض، إذ كان رئيسها دونالد كيندال مصمماً على أن يدخل منتجه إلى السوق السوفييتية.
وخلال المعرض شارك نائب الرئيس الأمريكي "ريتشارد نيكسون" ورئيس الوزراء السوفييتي ن"يكيتا خروتشوف" في نقاش ودي حول الرأسمالية ضد الشيوعية.
وعندما احتدم الجدال بينهما، تدخل نائب رئيس شركة بيبسي وقدم للزعيم السوفيتي كوباً من مشروبه الحلو اللذيذ، فشربه، وذلك وفقاً لـ"عربي بوست".
السوفيت أعجبوا بمشروب البيبسي ولكن لم يكن بإمكانهم شراؤه! وخلال السنوات التالية ارتفعت شعبية مشروب البيبسي في الاتحاد السوفيتي، وأصبح في النهاية مشروبهم الغازي المهيمن، فأرادت الحكومة السوفيتية إبرام صفقة لجلب مشروب البيبسي إلى بلادهم بشكل دائم.
ولكن الأمر لم يكن سهلاً؛ إذ واجهتهم مشكلة طريقة الدفع للحصول على هذا المشروب؛ إذ لم تكن العملة السوفيتية تُقبل في أي بلد في العالم وفقاً لما ذكره موقع Business Insider الأمريكي، ولذا، قررت الدولة الذكية شراء البيبسي باستخدام عملة عالمية: الفودكا!
في أواخر الثمانينيات، كانت الاتفاقية المبدئية التي أبرمتها روسيا لاستقبال مشروب البيبسي في بلادها على وشك الانتهاء، والفودكا لن تكون كافية لتغطية تكلفته هذه المرة لاسيما أنّ الاتحاد السوفيتي بدأ في الانهيار، لذلك تم التوصل في النهاية إلى اتفاق لبيع بيبسي بقيمة 3 مليارات دولار مقابل أسطول حربي بحري.
وبالفعل منح الروس شركة بيبسي أسطولاً من الغواصات والقوارب كما شمل الاتفاق الجديد 17 غواصة وطراداً وفرقاطة ومدمرة، لتصبح شركة بيبسي حينها سادس أكبر قوة بحرية على الأرض.
وهذه الصفقة التاريخية جعلت من شركة بيبسي سادس أقوى جيش في العالم لفترة قصيرة من الزمن، قبل أن تبيع بيبسي أسطولها لشركة سويدية من أجل إعادة تدويرها.
ولحسن الحظ أنّهم لم يوجهوا هذه الأسلحة نحو الشركة الغازية المنافسة لهم كوكاكولا، وقد قال رئيس شركة بيبسي، دونالد كيندال، لمستشار الأمن القومي للولايات المتحدة: "نحن نقوم بنزع سلاح الاتحاد السوفيتي أسرع منك".
اليوم تُعدّ شركة بيبسيكو إنك من أكبر الشركات والعلامات التجاريّة في العالم أجمع، وتُباع مُنتجاتها فيما يزيد عن 200 دولة تقريبًا، وقد سُميت باسم بيبسي في عام 1965 بعد دمج شركتي فريتو لاي مع شركة بيبسي كولا، ويقع مقر الشركة الرئيسي في ولاية نيويورك، وفي بداية القرن الواحد والعشرين بدأت شركة بيبسي تتوسع في بلدان أخرى
مثل روسيا؛ والتي شكّلت ثاني أكبر سوق لها وذلك في عام 2008، ثم اشترت حصة من أكبر شركة تصنيع للعصائر المعروفة باسم (Lebedyansky) في روسيا.
وبعد مرور 3 سنوات استحوذت على شركة (wimm-bill-Dann Foods)، وهذا ما جعلها أكبر شركة للمشروبات والأغذية في روسيا.
عمل الرئيس التنفيذي دونالد كيندال لشركة بيبسي كولا والرئيس التنفيذي لشركة فريتو لاي على إنشاء شركة تُقدّم وجبات مالحة خفيفة تُناسب مشروب البيبسي، ثم ما فتئت أن أصبحت أشهر الشركات العالمية في مجال الأغذية.
ويشرب الملايين من الأشخاص يوميًّا مشروب البيبسي في كافة أنحاء العالم، والتي يتجاوز عددها المليار عبوة يوميًّا، وقد حقّقت الشركة أرباحًا تُقدّر بما يزيد عن 70 مليار دولار في عام 2020.
ومن الجدير بالذكر أنّ الشركة تنتج العديد من الأطعمة التكميلية من خلال شركاتها؛ تروبيكانا، وكويكر، ومجموعة تصل إلى 23 علامة تجارية تدر سنويًّا ما يزيد عن مليار دولار.
المصادر: عربي بوست – رويترز – سبوتنيك عربي
تساعدك أداة محول العملات على تحويل قيمة أي عملة إلى أي عملة أخرى.