عندما تم افتتاح برج إيفل في فرنسا عام 1889، لم يكن هناك أحد يتوقع أن المهندس غوستاف إيفل سيُخلِّف لنفسه ذكرى ثانية ستخلده من جديد بعد هذا البرج.
حيث قام غوستاف بتصميم شقة سرية في الجزء العلوي من البرج على ارتفاع 300 متر، وتقريباً لم يسمح لأي أحد آخر من دخولها، فما قصتها؟
كان الهدف الأول لإنشاء برج إيفل هو عرضه في المعرض العالمي لعام 1889م في باريس، احتفالاً بالذكرى الـ 100 للثورة الفرنسية، التي أنهت الحكم الملكي في البلاد.
استمر بناء برج إيفل لأكثر من عامين بقليل، في 26 يناير 1887، وتم الانتهاء منه في 31 مارس 1889 بارتفاع يبلغ 324 متراً، وسبعة آلاف طن من الفولاذ، تم تجميع البرج باستخدام السقالات الخشبية والرافعات الصغيرة المثبتة على البرج نفسه.
ولا يعلم الكثيرون أن هناك شقة سرية في الجزء العلوي من برج إيفل، حيث بنى رجل الأعمال والمهندس غوستاف إيفل، هذا المخبأ الملحمي لنفسه فقط.
بعد افتتاح البرج في عام 1889م، تم الكشف عن أنّ المهندس غوستاف إيفل، أسس شقة صغيرة لنفسه، مختلفة ومريحة وبسيطة.
وتقع تلك الشقة في الطابق الثالث من البرج، بمساحة صغيرة وتتميز بالراحة، وكانت الجدران مغطاة بورق الجدران بألوان دافئة، وقطع الأثاث الناعمة وبيانو كبير.
وما يميز هذه الشقة الباريسية أنها لا تحتوي على كل وسائل الراحة والرفاهية التي تتوقعها من الذوق الفرنسي، بل تعمّد غوستاف بإحاطتها بالبساطة على عكس تصميم البرج، لكنها تطل بالتأكيد على أفضل منظر قد تراه في مدينة باريس، ساحة “دي مارس” الخضراء التي تمتد أمام برج إيفل.
في كتابه “لاتور ايفل دي تروا سنت متريس” أي بمعنى (برج إيفل من 300 متر) للمؤلف هنري جيرار، يقول غوستاف أنه تلقى عروضًا لاستئجار الشقة ولو لليلة واحدة، ولكنه كان يرفضها باستمرار، مع ذلك فإنه كان يستقبل بها ضيوفه المعروفين بالمكانة المرموقة مثل توماس أديسون.
حافظ القائمون على البرج على هذا التقليد، ولم يتم فتح الغرفة أمام الزوار، إلا مؤخراً فقد تم فتحها رسمياً للجمهور، بعد طول انتظار، أصبح بإمكان الزوار لهذه الغرفة إلقاء نظرة على أجمل مكان في مدينة الجمال والنور.
كما يقع مكتب بريد صغير في الطابق الأول من البرج بجوار متاجر الهدايا والتقط طابعًا بريديًا وختمًا وأرسله بالبريد من مكتب بريد برج إيفل وسيتم تسليمه مع ختم بريدي فريد.
هاجم عدد كبير من الكتاب والفنانين، بناء البرج بشدة وانتقدوا التصميم، وبحسب الموقع الرسمي للبرج العالمي، فإنهم أعلنوا احتجاجهم بقولهم:
"لقد جئنا، نحن الكتاب والرسامين والنحاتين والمهندسين المعماريين وعشاق جمال باريس التي كانت حتى الآن سليمة، للاحتجاج بكل قوتنا وبكل سخطنا... الفن والتاريخ الفرنسيين المعرضين للخطر، ضد تشييد برج إيفل في قلب عاصمتنا، وبرج إيفل الفادح الذي لا طائل من ورائه".
وفي مقابلة في جريدة Le Temps 14 فبراير 1887، أجاب إيفل على احتجاج الفنانين، لخص بدقة مذهبه الفني: "من ناحيتي، أعتقد أن البرج سيمتلك جماله الخاص، هل علينا أن نصدق ذلك لأن أحد المهندسين لا يهتم بالجمال في الإنشاءات، أو أن هذا الشخص لا يسعى إلى خلق الأناقة والصلابة والمتانة؟
أليس صحيحًا أن الظروف ذاتها التي تعطي القوة تتوافق أيضًا مع قواعد التناغم الخفية؟ (...) الآن ما هي الظاهرة التي كان عليّ أن أهتم بها بشكل رئيسي عند تصميم البرج؟ كانت مقاومة الرياح.
حسنا إذن! أظن أن انحناء الحواف الخارجية الأربعة للنصب، وهو حساب رياضي (...) سيعطي انطباعًا كبيرًا بالقوة والجمال، لأنه سيكشف لعين المراقب عن جرأة تصميم ككل".
المصادر: مصراوي – عربي بوست - Swissinfo
تساعدك أداة محول العملات على تحويل قيمة أي عملة إلى أي عملة أخرى.