مخترع مجهول قدم للبشرية أهم 3 اختراعات في القرن العشرين.. إليك قصته

مشاهير
أخبار الليرة

عندما أرتجت المباني، وانفجرت شبكة المياه، وانطلق أهالي "منهاتن" إلى الشوارع خوفاً من الزلزال، كان رجال الشرطة وحدهم هم الذين يعلمون الحقيقة.

فلم تكن سوى أن "نيكولا تيسلا" المخترع العبقري غريب الأطوار قد عاد إلى ممارسة حيله وألاعيبه الغامضة، وبالفعل فلقد كانوا على حق.. فعندما اقتحموا مختبر أبحاث "تيسلا" وجدوه وسط حطام آلة غريبة معقدة.

كان ما يزال يدمرها بقسوة مستعملاً مطرقة ثقيلة.. تطلع الرجل إليهم قائلاً: "لقد فات الأوان أيها السادة... انتهت التجربة، وحطمت جهاز ارسال الذبذبات الديناميكية بعيد المدى الذي صنعته.. لم يكن كبيراً جداً، ولكنه كان قوياً بما يكفي لتحويل ناطحة سحاب "امبايرستيت" إلى كومة من الحجارة خلال دقائق لو استعملته هنالك".

الرجل الذي اخترع القرن العشرين

الفيزيائي والمخترع والمهندس الميكانيكي Nikola Tesla "نيكولا تيسلا" مُبتكر التيار الكهربائي المتناوب والتي تعتمد عليه معظم المحركات الكهربائية في عصرنا الحالي.

كما أنه هو الذي اخترع الدينامو لتوليد الكهرباء من الحركة الميكانيكية والذي لا غنى للسيارات عنه، تيسلا صاحب المساهمات الثورية في مجال الكهرومغناطيسية في أواخر القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين، يعتبره العلماء بالفعل أنه "أبو الفيزياء" وأطلق عليه لقب "الرجل الذي اخترع القرن العشرين".

والمؤرخون يعتبرون التقدم العلمي قد مر بثلاث مراحل، المرحلة الأولى هي ظهور الآلات البخارية، والمرحلة الثانية هي اكتشاف الكهرباء، والمرحلة الثالثة هي ظهور النظرية الالكترونية المادية.

ولهذا تجاوزت سمعة تيسلا سمعة أي مخترع أو عالم آخر في تاريخ أمريكا، لكن أفكاره غير القابلة للتصديق في ذلك الوقت أدّت إلى نبذه واتهامه بالجنون، وعدم حصوله على حقوقه الكاملة في تاريخ الابتكار والاختراع.

ولكن مؤخراً أنصف التاريخ "تسيلا"، وحملت أسرع سيارة كهربائية في العالم اسمه، وغيرت شركة جوجل شعارها في يوم ميلاده تقديراً لجهوده في مجال الابتكار والاختراع.

روح الدعابة في أرض الأحلام!

ولد "نيكولا تيسلا" لأبوين صربيين في قرية سميلجان في كرواتيا في العاشر من يوليو عام 1856، ويعد من أهم المخترعين والفيزيائيين والمهندسين على مدار التاريخ الحديث.

وتعلم "تيسلا" في مدرسة "البوليتيكنيك" في "غراز" ثم في جامعة "براغ" ثم عمل كمهندس هواتف في "براغ" و"باريس".

وفي بداية حياته العملية ابتكر "تيسلا" نوعاً جديداً من المحركات بدون عاكس للتيار كتيار مباشر، وقد كانت المحركات تعمل على مبدأ دوران حقل مغناطيسي تنتجه تيارات تناوب ذات مراحل متعددة، وهو الطراز أو النموذج الأصلي للمحرك الكهربائي الذي يعمل على التيار المتناوب.

وكان هذا الشاب المبدع عالماً لامعاً وباحثاً لا يكلّ ولا يملّ، وفي عام 1883 تقدم للعمل بالفرع الأوروبي التابع لشركة "أديسون"، وتدخل "شارلس باشيلور" لإقناع الشاب بالسفر والتقاء "توماس أديسون" شخصياً، وهو ما حصل بالفعل، وقام بالهجرة إلى الولايات المتحدة الأمريكية في عام 1884م.

كان أديسون مقتنعاً بالكهرباء المتصلة، أما هذا الشاب فكان ينتقد المولدات الكهربية الموجودة، وزعم أنه يمكن بناء مولدات للطاقة الكهربية تنتج التوتر المتناوب للكهرباء.

وذهب إلى "أديسون" يوماً يشرح له الفكرة، ففرح بها، وقال له: ابدأ مشروعك ولك مني مكافأة 50 ألف دولار؟!  وللأسف صدق "تيسلا" الوعد، وكان يعمل يوميا 18 ساعة سبعة أيام في الأسبوع.

وبعد مرور سنة جاءه فرحاً وقد وصل لهدفه وطلب المكافأة الموعودة؟ ضحك أديسون وقال له: أنتم لم تفهموا بعد المجتمع الرأسمالي وروح الدعابة؟ ولم يعطه شيئاً، بل زاد له راتبه زيادة طفيفة، وقال "أديسون":

"في عالم التجارة والمال والصناعة الكل يسرق الكل، وأنا شخصياً سرقت الكثير، وأعرف كيف يسرق المرء جيداً".

مواجهة شرسة بين إديسون وتيسلا

ترك "تيسلا" عمله محبطاً عند "أديسون"، وأسس مختبره الخاص ثم توالت ابتكاراته التي حصل بها على براءات اختراعات للمبتكرات التالية: موتورات متعددة المراحل، مولدات كهرباء، محولات كهرباء لأنظمة التيار المتناوب.

ومن ثمّ تعرف على "جورج ويستينجهاوس" الذي اشترى منه براءات اختراع الموتور متعدد المراحل مقابل مليون دولار إضافة إلى حقوق الاختراع.

ودخل "تيسلا" في مواجهة مباشرة مع "توماس أديسون" حيث كان كل منهما يدافع بشراسة عن ابتكاره في مجال الكهرباء فبينما كان "أديسون" يحاول اقناع الناس بجدارة وكفاية التيار الكهربي المباشر كان تيسلا يبرز أوجه التفوق في التيار الذي ابتكره واسماه التيار المتناوب.

وقد نجح "تيسلا" في النهاية في جعل التيار المتناوب مقبولاً ومعتمداً كنظام للطاقة الكهربائية على مستوى العالم.

ثم قام "تيسلا" بالتعاون مع "ويستنجهاوس" بإنارة معرض "شيكاغو" الدولي، وبنى مولّد شلالات "نياجرا" للطاقة الهيدروكهربائية، وشيد أنظمة تيار متناوب في مناجم "كولورادو" للفضة وغيرها من الصناعات.

ومع نهاية القرن التاسع عشر وبداية العشرين ارتفع "تيسلا" إلى مقام المشاهير بالمقارنة مع انتشار "أديسون"، وقد استطاع اختراع وتطوير أدوات كهربائية بناء على الإمكانيات الهائلة للتيار المتناوب والتيار العالي التردد، فابتكر الراديو، الإنارة عالية التردد، الأشعة السينية، بالإضافة إلى وسائل العلاج بالكهرباء.

كما أجرى التجارب في مجال الطاقة الكهربائية اللاسلكية، والراديو والرنين الأرضي ثم درس البرق واستطاع بعدها صنع البرق الصناعي.

ولما وصل إلى اختراع التيار المتناوب، تقدم إلى براءة الاختراع؛ و أقنعه "بيربونت مورجان" بعد نيله براءة الاختراع، بالتخلي عنها له، مقابل 216 ألف دولار، و بالرغم من أنه مبلغ كبير في تلك الأيام، لكنه لا يعتد بما قبض بيربونت من 12 مليون دولار!

 ثم عاد إلى نيويورك بتشجيع من "بيربونت" وقام بتطوير نظام عالمي للبث الإذاعي للطاقة الكهربائية باستخدام أجهزة إرسال مكبرة وبنى برجاً ضخماً لتقوية الإرسال في "واردينكليف لونج آيلند" باعتبارها أول محطة في النظام الكهربائي العالمي الجديد.

وقد تنبأ تيسلا بالمايكروويف، وتقنيات حزمة الأشعة، والتلفزيون ومحرك يعمل على الأشعة الكونية، والاتصالات بين الكواكب، وأدوات التداخل الموجي والتي دعيت باسمه منذ ذلك الوقت.

 وبعيداً عن أعماله في الكهرومغناطيسية والهندسة ساهم تيسلا في تقدم الانسان الآلي والتحكم عن بعد والرادار وحتى علوم الكمبيوتر والتمدد البالستي والفيزياء النووية والفيزياء النظرية، وفي عام 1943 صدقت المحكمة العليا في أمريكا على أن تسيلا هو مخترع الراديو.

رفض جائزة نوبل!

قررت الأكاديمية السويدية للعلوم عام 1916 منح "توماس أديسون" و"نيكولا تيسلا" جائزة نوبل للفيزياء مناصفةً لجهودهما في مجال الفيزياء التجريبية لكن "أديسون" رفض تقاسم الجائزة مع "تيسلا"، كما ورفض "تيسلا" مشاطرة الجائزة مع أديسون فحجبت عنهما معاً.

وقد كان آخر حضور له في مؤتمر صحفي في عام 1940 بعدها أغلقت وسائل الإعلام أبوابها في وجهه باستثناء المؤتمرات الصحفية التي كانت تجرى في عيد ميلاده، عاش بعدها تيسلا محبطاً ومات فقيراً في شيخوخته، وهو يقول:

"إن عالم القوة محكوم بديناميكية الغابة، فالغربان والضباع تنتظر من يأتي بالفريسة، فلا تتعب نفسها كثيراً، ولا تبذل طاقة، ولا تضيع وقتاً في مطاردة الفريسة، مع ذلك فهي موجودة وتستفيد من تعب الآخرين، فهكذا هي الحياة في جانب منها".

لم يكن تيسلا يهتم بالمال، وتوفي فقيراً عن عمر ناهز 87 عاماً في غرفة في فندق في "نيويورك"، والباحثون المعاصرون لتيسلا عدّوه "مخترع القرن العشرين"والقديس شفيع الكهرباء الحديثة.

وخلّد اسم "تيسلا" الى جانب اسم "اديسون" حيث أطلق اسم العالمين الكبيرين على معلمين مهمين من معالم جغرافية القمر.

من أقوال تيسلا الشهيرة

- " آخر 29 يوما من الشهر هي الأصعب!".

- " فضائلنا وعيوبنا لا ينفصلان، مثل القوة والضعف ".

- "نيكولا تيسلا" المخترع العبقري غريب الأطوار.

 

المصدر: منظمة المجتمع العلمي العربي

شارك المقال!