لا شكَّ في أنّ مُعظم الناس بالوطن العربي لا يعرفون اسمه، ولكنهم في حال رؤية صورته يتعرفون عليه في الحال، إنه كوكسال بابا الذي أدخل البسمة على وجوه كثيرين من خلال نشره مواقفه "العصبية" المضحكة على مواقع التواصل الاجتماعي.
فمن هو كوكسال بابا؟ وكيف أوصلته حياته البائسة إلى هذه الشهرة، ولماذا أحبه الناس؟
وُلد كوكسال بابا واسمه الحقيقي كوكسال بكتاش أوغلو في 10 فبراير/شباط 1972، بقرية أرسين الساحلية في مدينة طرابزون شمال تركيا، وعاش كوكسال حياة بائسة منذ طفولته، عندما وُلد وهو يعاني اضطراباً في النمو جعله قصير الطول وخفيف الوزن وذا صوت ناعم.
وخلال تلك الفترة البائسة عاش كوكسال بابا قصة حب من طرف واحد مع فتاة من حيّه، لكنّ هذا الحب لم يكتمل، لأن الفتاة لم تبادله المشاعر نفسها، لأنها كانت تخجل من كونه قصير القامة ويعاني من إعاقة جسدية، وهو الأمر الذي شكّل خيبة أمل جديدة في حياته.
ولكن تلك المشاكل الجسدية لم تمنعه من تحقيق بعض أحلامه، إذ أصبح مهتماً برياضة الملاكمة منذ صغره، فشارك بدءاً من عام 1990، في بطولة الملاكمة للشباب على مستوى الجمهورية التركية.
وبفضل عزيمته القوية فاز بلقب بطل تركيا للشباب في 4 مناسبات متتالية في 1995، 1996، 1997، 1998، وفقاً لما ذكره موقع 61 التركي.
بعد نحو 10 سنوات، حدث ما كان بمثابة مفترق طرق في حياة كوكسال بابا، وهو وفاة والديه، فقرر اعتزال الملاكمة، وعاش حياة تعيسة وبائسة من دونهما.
ظهر في حياته شخص يدعى "سليمان كوسا"، كان يعيش في منطقة كوكسال نفسها، فتبناه بشكل شبه كامل، وأخذه ليعيش لديه في المنزل، وتكفل بكافة أموره الشخصية.
حتى إنه قام بشراء شاحنة بيك أب حمراء، كانت ملكاً لوالد كوكسال وباعها إخوته بعد وفاته، بسبب المشاكل بينهما، والتي كانت ذا قيمة معنوية كبيرة لكوكسال.
كان كوكسال بابا يقضي معظم أوقاته وهو جالس في مقهى لبيع "الشاي" يدعى "بيدانيم" بمنطقة جوملكجي في طرابزون.
وهناك شاهد صديقه سليمان المواقف المضحكة والعصبية التي يتعامل بها كوكسال بابا مع أحد رواد المقهى والذي يدعى "نجاتي كيكيش".
فقرر "كوسا" تصويره ونشر الفيديوهات على مواقع التواصل، وهو ما جلب تفاعلاً كبيراً بعد أن رسمت حركاته الضحكة على وجوه الكثيرين.
كما أصبح كوكسال بابا أحد الوجوه الشعبية على مواقع التواصل، لاسيما على تطبيق WhatsApp الذي تداول الناس كثيراً من الملصقات التي تحمل صوراً وفيديوهات مضحكة له، فيما يجني كوكسال بابا، وفقاً لمجلة Cemre التركية، نحو 150 ألف دولار شهرياً من فيديوهاته.
إضافة إلى أنّ شهرته تعدت حدود تركيا ووصلت إلى حدود العالمية، حتى إن صحيفة Primato Nazionale الإيطالية أكدت أن آلاف الطليان تابعوه على Facebook حتى إنهم أنشأوا صفحة لنشر فيديوهاته المضحكة أطلقوا عليها اسم il nano ottomano، أي "القزم العثماني".
كما أنّ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، عندما زار ولاية طرابزون، قابل كوكسال بابا وأهداه سيارة حمراء صغيرة؛ لعلمه بحبه للسيارات، في حين أنه يمتلك أكثر من 2.7 مليون متابع على إنستغرام ونحو 1.5 مليون شخص على يوتيوب.
وفي العام 2020 أصدرت شركة Siber Multimedya فيلماً وثائقياً قصيراً يحكي قصة كوكسال بابا، التي وصفته بأنه وُلد بمرض نادر، لكنه لم يثبط من عزيمته وجعله نجماً يحلّق في سماء الشهرة، الفيلم الذي تبلغ مدته 18 دقيقة، من كتابة وإخراج كوراي سوجوت وإنتاج سميح إيغون.
وعلى الرغم من عصبيته، فإنه مُحب للخير ولمساعدة المحتاجين، وقد قام بنفسه بجمع أحذية وقرطاسية وألعاب أطفال وعبّأها بأكياس ووزّعها على أطفال في مدارس ابتدائية، تقع كل مدرسة بمنطقة نائية في ولاية طرابزون، وفقاً لما ذكره موقع Turk Press باللغة العربية.
وفوجئ اﻷطفال بزيارته لمدارسهم وأعربوا عن سعادتهم، والتقط كوكسال معهم كثيراً من الصور وتحدث معهم عن مشاريعهم المستقبلية.
بعد حصوله على ملايين المشاهدات على منصات التواصل الاجتماعي، أصبح من أكثر المشاهير الذي يساهمون في نشر الضحك على المشاهدين.
على الرغم من تعاطف البعض بسبب مرضه الوراثي، إلا أن الجانب الفكاهي مسيطر بشكل كبير.يتواجد حساب شخصي لكوكسال على تطبيق تيك توك، الذي استطاع في وقت قصير أن يحصل على ملايين المشاهدات.
حصل على الدراع الذهبي من منصة اليوتيوب، بعد تخطي قناته الخاصة مليون مشترك، فهو يعتمد على نشر مقاطع فيديو عن حياته ويومياته، كما أطلق عليه متابعيه لقب الفكاهي سريع الغضب.
وظهر كوكسال مع الكثير من المشاهير حول العالم، الذي كان على رأسهم الشيف التركي بوراك، الذي زاره في المطعم الخاص به في إسطنبول، ثم نشر فيديو سوياً والذي حصل على كثير من المشاهدات في وقت قصير
المصادر: صدى البلد – عربي بوست
تساعدك أداة محول العملات على تحويل قيمة أي عملة إلى أي عملة أخرى.