السعر عالخاص .. ما سر تلك الجملة الشهيرة وما الهدف منها؟
ثقافة ماليةالإعلان والتسويق اختصاص يتميز بخدع وألاعيب متعددة، ينتهجها البائع في تعامله مع المشتري، لإقناعه بشراء سلعة أو مادة ما.
وتكمن أبرز تلك الخدع، في إخفاء البائع سعر سلعته عن المشتري بداية، وذلك من خلال العبارة الشهيرة “السعر عالخاص”، في هذا التقرير، نستعرض سر تلك العبارة، وهدف البائع منها.
الامتثال دون ضغط
إن أبرز وسيلة ينجزها البائع، هي إقناعك على تنفيذ الخطوة الأولى، وهي سؤالك عن سعر السلعة التي تزمع شراؤها، فبمجرد أنك سألت عن السعر، باتت هناك فرصة أكبر أمام البائع، لإقدامك على الخطوة الثانية، المتمثلة بشرائك لسلعته أو منتجه.
عندما يعلن صاحب المنتج أن “السعر عالخاص”، سيتولد عند الزبون الفضول لمعرفة سعر السلعة، الأمر الذي يدفعه للتساؤل والاستفسار، وبعد ذلك سيتولد عنده اندفاعاً لا إرادياً، يجعله يفكر بشراء المنتج بشكل جدي، لا سيما بعد، دخوله في الحديث عنها وعن سعرها.
بينما لو أن البائع عرض السعر بشكل مباشر دون تمهيد، فالزبون سيكون أمام خيارين: إما أن يشتري أو يرفض.
جعلك أنت من تحدد إذا كان السعر سيناسبك أو لا
يعرض صاحب المتجر بضائعه على وسائل التواصل الاجتماعي، من خلال صفحة شخصية، أو إعلان تجاري في موقع ما، أو غير ذلك، ولعلك تلاحظ أن معظم أصحاب الإعلانات يعرضون سلعهم بدون ذكر سعرها، ويرفقون إعلانهم بالعبارة الشهيرة التي نتحدث عنها “السعر عالخاص”.
والهدف من ذلك، لجعلك أنت من تقرر فيما إذا كان السعر يناسبك، بمنعزل عن غيرك، الذي سيضطر أيضاً للاستفسار عن السعر، فلو كان السعر معروضاً بشكل مباشر، ربما يرى أحدهم تعليقاً لغيره يقول فيه إن السعر مرتفع، فيرفض الشراء ولن يبادر حتى للتفاوض.
جذب الزبائن ولفت الأنظار
عندما يعرض البائع سلعته على الإنترنت، ويفصح عن كافة التفاصيل من جودة ونوعية وغيرها، بينما يترك السعر في محل غموض، ولا شك أن ذلك سيجذبك للاستفسار عن سعرها، وربما يساهم في تولد انطباع عندك يتمثل بأن تلك السلعة جيدة حتى يلفها الغموض.
هل تعتبر هذه الطريقة ناجحة دائماً؟
يجب أن تعرف هذه الشركات أن إخفاء المعلومات عن السلعة أو الخدمة سيدفع المستهلك في حالات عديدة إلى مزيد من النفور، كما يشكك في نوايا أصحابها، وقد يصفها مباشرة بالنصب والاحتيال.
خاصة إن كان يتعامل معها بدون سابق خبرة، وعلينا أن نتعلم من تجارب التسوق الإلكتروني، التي تقوم بها الشركات العالمية، وتتيح خلالها السلعة وألوانها وأشكالها والمعروض منها وكل التفاصيل الممكنة، التي تساعد في اتخاذ القرار الشرائي بشأنها.
ولم نسمع يوماً أن نشاهد منصة تسوق كبيرة تقول " ادخل على الخاص"، كأحد الأساليب الفجة والرخيصة في التسوق.
المصادر: الجزيرة نت - اليوم السابع