تُعد شركة جوجل من أكبر الإمبراطوريات التكنولوجية في العالم، التي امتدت جذورها منذ بداية عهد الإنترنت وحافظت على هيمنتها وتوسعها حتى الآن.
لكن اللافت في الأمر أن الخدمات العديدة التي تطرحها جوجل والتي يستخدمها عشرات ملايين الناس هي غالباً مجانية بالكامل؛ مما يطرح سؤالاً مهمًا حول الكيفية التي تجني بها الشركة أرباحها، إذا كانت تقدم خدماتها المعروفة مجانًا.
ووفقًا للبيانات التي أصدرتها "ألفابت" الشركة الأم لـ "جوجل"، فقد حققت الشركة إيرادات بلغت 46.1 مليار دولار في الربع الرابع من عام 2019.
نحن نعيش حالياً في عصر يعتمد على الإعلانات، حيث أصبح من غير المجدي غالباً أن يُطلب من العميل دفع مبلغ مالي مقابل الحصول على الخدمة، فالتوجه السائد حالياً يتمحور حول جعل الخدمة مجانية لجمع أكبر عدد ممكن من الناس ومن ثم تحقيق أرباح مجزية من عرض الإعلانات الممولة عليهم.
حيث سجلت "جوجل" إيرادات بلغت 162 مليار دولار في عام 2019، وحققت الشركة الجزء الأكبر من هذه الإيرادات من خلال خدمة الإعلانات المملوكة لها "إعلانات جوجل"، فعندما يستعمل المستخدمون محرك البحث الشهير "جوجل" للبحث عن أي شيء، تظهر أمامهم قائمة من نتائج تم إنشاؤها بواسطة خوارزميات "جوجل".
تحاول هذه الخوارزميات تقديم أكثر النتائج صلة بما استعلم عنه المستخدمون، وبالإضافة إلى هذه النتائج، قد يجد المستخدمون صفحات مقترحة من جانب خدمة "إعلانات جوجل" التي يعتمد عليها المعلنون للوصول إلى الجمهور المستهدف.
ويتوقف ظهور الإعلانات في أعلى نتائج بحث "جوجل" على عدة عوامل، من بينها عرض السعر، حيث يدفع المعلنون لشركة "جوجل" في كل مرة ينقر فيها الزائر على رابط الإعلان.
ويتفاوت سعر هذه النقرة من بضعة سنتات لأكثر من 50 دولاراً، ويزيد سعر النقرة عندما يكون البحث خاصًا بمجالات تتسم بالتنافسية الشديدة، بما في ذلك التأمين والقروض، والخدمات المالية الأخرى.
يمكّن برنامج "جوجل أدسنس" أصحاب المواقع الأخرى غير التابعة للشركة، من عرض إعلانات "جوجل" على مواقعهم، في كل مرة ينقر فيها الزائر على إعلان على أحد المواقع، يُدفع جزء من الإيرادات لمالك الموقع بينما تحصل شركة "جوجل" على جزء من الرسوم، وهناك شركات تعتمد على "جوجل أدسنس" كمصدر أساسي للدخل.
جاءت باقي إيرادات شركة "جوجل" لعام 2019 من مجموعة متنوعة من الأنشطة التجارية بما في ذلك الحوسبة السحابية، من خلال خدمة التخزين السحابي "جوجل كلاود"، وإلى جانب خدمات التخزين السحابي، تحقق "جوجل" إيرادات من بيع الألعاب والتطبيقات من متجر "جوجل بلاي".
هذا بالإضافة إلى بيع جهاز "كروم بوكس" المخصص لتسهيل استضافة وإدارة الاجتماعات عبر الإنترنت، وجهاز "كروم كاست" المخصص لبث محتوى الوسائط المتعددة، وعلى الرغم من أن شركة "جوجل" تجني أرباحًا تُقدر بالمليارات سنويًا من قطاعات الأعمال المتنوعة، إلا أن الجزء الأكبر من أرباحها تجنيه من الإعلانات عبر الإنترنت.
يعود الفضل في تأسيس شركة جوجل إلى لاري بايج وسيرجي برين طُلاب الدراسات العليا لعلم الحاسوب في جامعة ستانفورد الأمريكية؛ حيث التقى كلّ منهما بالآخر في صيف عام 1995م.
إذ كان لاري موجوداً في أحد البرامج الترحيبية بالطلاب الجُدد في كلية الدراسات العليا في جامعة ستانفورد بصفته أحد أولئك الطلاب، وقد كان البرنامج الترحيبي جولةً سياحيةً في مدينة سان فرانسيسكو، ثمّ انضم لاري في رحلته إلى مجموعة كان مُرشدها سيرجي الذي كان آنذاك طالب في السنة الثانية.
بدأت قصة تأسيس جوجل بعد لقاء لاري وسيرجي بعام واحد، حيث أنشأ الاثنان تقنية بحث جديدة عبر شبكة الإنترنت، نتج عنها إطلاق محرّك بحث قائم على استخدام الروابط لتحديد أهمية ظهور صفحة معينة موجودة على شبكة الإنترنت العالمية في نتائج البحث.
وتمّ تسمية محرك البحث الجديد باسم (Backrub) الذي تم تغييره لاحقاً لاسم Google، وتمّ تسجيل جوجل كشركة رسمية في الرابع من شهر أيلول للعام 1998م.
المصدر: موقع أرقام – موقع موضوع
تساعدك أداة محول العملات على تحويل قيمة أي عملة إلى أي عملة أخرى.