ينجذب بعض الناس لرائحة البنزين، وهناك تفسيران مختلفان لهذه الظاهرة من وجهة نظر علمية، وفي تقرير نشرته صحيفة "الكونفدنسيال" (Elconfidencial) الإسبانية، يقول الكاتب أوسكار رودريغيز إن رائحة البنزين تُزعج كثيراً من الناس، لكن آخرين يستمتعون بتلك الرائحة عند ملء خزان السيارة، رغم أنها مادة كيميائية بحتة.
ويُستخرج البنزين من البترول عن طريق التقطير، وهو خليط كيميائي يتألف من عدة مكونات؛ مثل مواد التشحيم ومزيلات الجليد والمواد المضادة للصدأ، والهيدروكربونات -مثل البيوتان والبنتان والإيزوبنتان وإيثيل البنزين والتولوين والزيلين- والمكون الرئيسي للبنزين هو البنزول.
ويُستخدم البنزول لزيادة مستويات الأوكتان في البنزين، مما يحسن أداء المحرك وكفاءة الوقود، ورائحته هي السبب الذي قد يُفسّر انجذاب البعض إلى رائحة البنزين.
لفهم حب بعض الناس لرائحة البنزين نحتاج لفهم مكوناته أولًا، والبنزين عبارة عن كوكتيل كيميائي يتكون من مزيل الروائح، ومواد التشحيم، والعوامل المضادة للصدأ، ومئات المركبات الكيميائية المعروفة باسم الهيدروكربونات، وغيرها من المركبات.
وللبنزين رائحة حساسة للأنف بشكل خاص، إنها نفاذة لدرجة أنّ الأنف البشري يمكن أن يكتشفها إذا كان هناك جزء واحد فقط لكل مليون جزء في الهواء الذي نتنفسه، والبنزين يتبخر أيضًا بسرعة
وفي الواقع، ليس غريبًا أن تحب رائحة البنزين فطوال القرن الـ 19 وأوائل القرن الـ 20، تمت إضافة البنزين إلى عطور ما بعد الحلاقة وشاور الاستحمام، لإعطاء هذه المنتجات رائحة حلوة، كما تم استخدامه كمحلول لإزالة الكافيين من القهوة.
لكن هذه الاستخدامات لم تستمر لفترة طويلة، بسبب أن البنزين مادة مسرطنة، وخطير عند استنشاقه بتركيزات عالية أو التعرض الطويل له، رغم أنك قد تعجبك الرائحة، إلا أنه يجب عليك تجنبها، وهناك نظريتان حول أسباب إعجاب الناس برائحة البنزين، وهي كالآتي:
يمكن لرائحة البنزين أن تثير ذكرياتنا عن شيء ما، وتسمى هذه العلاقة القوية بين الرائحة والذاكرة أحيانًا ظاهرة بروست، وهي إشارة إلى الكاتب الفرنسي مارسيل بروست، الذي وصف ببلاغة الذكريات قوية عن الطفولة التي أثارتها رائحة البسكويت الغارق في الشاي.
فالشم هي الحاسة الوحيدة التي لا تمر عبر المهاد قبل الوصول إلى الدماغ الأمامي، حيث يعمل المهاد بمثابة لوحة مفاتيح تربط المدخلات الحسية للعيون والآذان واللسان، ولمس الأجزاء الصحيحة من الدماغ حتى نتمكن من تسجيلها وإدراكها.
لكن الرائحة تتجاوز المهاد بالكامل، والأهم من ذلك، أن حزمة الأعصاب التي تكتشف جزيئات رائحة البنزين، تحتوي على كثافة عالية من الوصلات والتي تشارك في الاستجابة العاطفية وتكوين الذكريات.
وهناك نظرية أخرى تركز بشكل أكبر على التأثير الجسماني للبنزين على مستقبلات الأعصاب التي تكشف الرائحة، وتقول إنّ للبنزين والمواد الهيدروكربونية الأخرى عند استنشاقها، تأثير قمعي على الجهاز العصبي، ما ينتج عنه شعور نشيط مؤقت، إنه ينتج إحساسًا ممتعًا لا يختلف عن الكحول أو المواد المخـ.ـدرة.
وذلك لأن العملية البيولوجية لتخدير الأعصاب تعمل على تنشيط المسار الوسطي في المخ، فكلما حصلت الأعصاب المرتبطة بحاسة الشم على هذه الكمية من البنزين، يوفر هذا شحنة من الدوبامين، التي تجعلك تريد استنشاق المزيد من هذه الرائحة.
وربما هذه الأسباب توضح أيضاً سبب انجذاب بعض الناس لرائحة أقلام السبورة والكتب وغيرها من الروائح، ربما قمنا بربط بعض الذكريات القوية والممتعة بالرائحة بشكل لا شعوري، أو أن هذه الروائح تؤدي ميكانيكيًا إلى إطلاق شحنة من الدوبامين.
المصدر: الكونفدنسيال الإسبانية
تساعدك أداة محول العملات على تحويل قيمة أي عملة إلى أي عملة أخرى.