منذ الأزل والحروب الطاحنة تدور رحاها بين الدول للسيطرة على المناطق التي تحوي الثروات الطبيعية والموارد الطبيعية الوفيرة, والمجد فيها للدول الأقوى التي تفرض هيمنتها ونفوذها من خلال تركيع الدول لسلب خيراتها وتحقيق مصالحها الخاصة عبرها.
والحرب الروسية التي شنتها ضد أوكرانيا اليوم واحدة من الحروب الحديثة القديمة في نفس الوقت فالنزاع الدولي عليها قائما منذ فترة ليست بالقصيرة.
وقد اعلنت روسيا الحرب عليها كونها فرصة ومكسب تستحق المخاطرة وترصد أرباحًا هي أضعافٌ مضاعفة لخسائر الحرب القائمة لسبب اقتصادي وجيه، مع عدم إنكارنا للأسباب الجيوسياسية الهامة أيضًا.
بدايةً يكفي القول إن أوكرانيا لطالما كانت تعتبر الثانية من حيث الأهمية الاقتصادية بعد روسيا في دول الاتحاد السوفييتي السابق، حيث شكل الناتج القومي لها أربعة أضعاف ما تنتجه الجمهوريات السوفييتية دون أخذ روسيا بالحسبان. وكانت تسمى "سلة خبز السوفييت".
ولدى أوكرانيا مجموعة واسعة من الموارد الطبيعية، يمكن تقسيمها إلى ثلاث مجموعات رئيسية: مورد طاقة، خامات معدنية، وخامات غير معدنية.
على الرغم من أن أوكرانيا لا تمثل سوى 0.4 ٪ من سطح الأرض، و0.8 ٪ من سكان العالم، لكن البلاد تمتلك ما يقرب من 5 ٪ من الموارد المعدنية في العالم أجمع!
ويعد الفحم من أبرز مواردها الطبيعية، حيث تمتلك سابع أكبر احتياطي في العالم وثاني أكبر احتياطي للفحم في أوروبا بحوالي 34 مليار طن. وقدرت مصادر أخرى الاحتياطيات بحوالي 115 مليار طن.
قوة زراعية كبرى.. يصفها البعض بسلة غذاء العالم:
تمتلك أوكرانيا قدرات زراعية كبرى تمثل أهمية على المستوى العالمي في عدد من المنتجات، حيث تمثل صادرات القطاع الزراعي نحو 45% من إجمالي الصادرات الأوكرانية، بينما تصل مساحة الأراضي الصالحة للزراعة إلى حوالي 50 مليون هكتار (أي أن 80% من أراضي البلد صالحة للزراعة).
بلغ إنتاج الحبوب إجمالا نحو 50 مليون طن، من بينها 28 مليون طن من القمح وصادرات بلغت نحو 18.1 مليون طن جعلتها تحتل المركز السادس عالميا في صادرات القمح والرابع في صادرات الذرة، بينما احتلت المرتبة الثالثة من حيث كمية الإنتاج، والمركز الثاني عالميا في إنتاج الشعير والرابع في صادراته.
وتعد أوكرانيا أكبر مصدر لزيت عباد الشمس، والثالثة عالميا في إنتاج وتصدير العسل بنحو 81 ألف طن سنويا. وتصل منتجاتها إلى مختلف دول العالم، من المغرب مرورا ببنغلاديش وصولا إلى إندونيسيا.
بينما بلغت صادرات الفواكه نحو 55 ألف طن، واللحوم 450 ألف طن، والدواجن 431 ألف طن.
وفي قطاع التعدين أنتجت نحو 60 مليون طن من الحديد تحتل بها المرتبة السادسة عالميا والثانية عالميا من حيث الاحتياطي بنحو 30 مليار دولار. كما تحتل المرتبة الثانية أوروبيا في الاحتياطي من الزئبق، والأولى في الكبريت والعاشرة عالميا في احتياطيات خام التيتانيوم.
صناعيا، تحتل أوكرانيا المرتبة الرابعة عالميا في تصدير توربينات محطات الطاقة النووية والـ 12 في مجال صادرات السلاح بنحو مليار دولار، حيث ورثت عن الاتحاد السوفييتي السابق نحو 30% من مصانعه توظف فيها نحو 700 ألف شخص.
يسعى الكثير من المستثمرين والتجار بشكل دائم إلى البحث عن بعض السلع الرخيصة والتي ربما تكون بمثابة فرصة لتحقيق الربح السريع والمضمون, وربما من أكثر تلك السلع هي الاستثمار في بعض عملات الدول التي تعرضت لأزمات اقتصادية مفاجأة نتيجة بعض الأحداث الداخلية.
حيث يسعى المستثمرين إلى اقتناء تلك العملات بأرقام ضخمة بهدف تحقيق الربح بعد انقضاء فترة معينة وربما تأتي فترة أخرى تبشر بزوال الأزمة التي عصفت بتلك الدولة مما يجعلهم يحققون عوائد ضخمة وبزمن قياسي.
وفي السطور التالية سنستعرض عليكم أرخص وأضعف عملات الدول الموجودة في العالم، علمًا أنه لم يتم احتساب الليرة اللبنانية ضمن الترتيب لشدة التذبذب في سعر صرفها، ولوجود الكثير من الأسعار التي تقدمها جهات عديدة رسمية وغير رسمية في البلد.
1 – البوليفار الفنزوليعند التحدث عن أرخص عملة في العالم لا بد من ذكر عمله فنزويلا وهي العملة الأقل قيمة في العالم، وذلك بسبب التضخم الشديد الذي تشهده البلد، حيث تعد العملة الفنزويلية واحدة من أكثر العملات تضخمًا حول العالم منذ عام 2018.
سعر الدولار الواحد يساوي تقريبًا 4.4 مليون بوليفار.
وقد حذفت فنزويلا في وقتٍ سابق من العام الماضي 6 أصفار من عملتها واستبدلتها بعملة رقمية حملت اسم البوليفار الرقمي، لكن ذلك لم يغير من واقع التضخم في البلد وانعدام قيمة العملة.
2 – التومان الإيرانيأصبحت العملة الإيرانية مضربًا للمثل حين يتعلق الأمر بالأزمات الاقتصادية والتضخم وانهيار العملات، ورغم اعتماد التومان بدل الريال الإيراني إلا أن ذلك لم يغير كثيرًا من معطيات الواقع الاقتصادي في البلد واستمر التومان هو الآخر بالانهيار.
سعر الدولار الواحد يساوي تقريبًا 270,000 تومان.
3 – الدونغ الفيتنامييحتل الدونغ الفيتنامي المرتبة الثالثة في قائمة أرخص عملة في العالم حيث ما تزال الفيتنام تصارع لشق طريقها من اقتصاد مركزي إلى اقتصاد السوق، أي أن قيمة العملة لا تزال منخفضة بشدة اليوم.
سعر الدولار الواحد يساوي تقريبًا 22,700 دونغ.
4 – الروبية الإندونيسيةالدولار الأمريكي الواحد يساوي تقريبًا 14,786 روبية، وقد كان سبب انخفاض الروبية هو مرسوم رئاسي كان في الخامس من سبتمبر/ أيلول عام 2016 والذي أصدر فئة جديدة من العملة كانت من بينها فئة مئة ألف روبية.
وبالرغم من الاستقرار الاقتصادي الإندونيسي إلا أن الدولة تبذل مجهودًا شديدًا للغاية لتحسين قيمة العملة الوطنية والتي لم تأتي بثمارها.
5 – السوم الأوزباكستانيالدولار الأمريكي الواحد يساوي 10,134 سوم، وقد كانت بداية العملة بشكلها الحالي في عام 1994، والتي جاءت بدلاً من الكوبونات التي كانت متداولة في السوق المحلية، ويعرف السوم على أنه 1000 وحدة من تلك الكوبونات السابقة، ولكن تراجع السوم بشكل كبير منذ عام 2017 مقابل الدولار مما جعله من أرخص العملات في العالم.
6 – الليون السيراليونيتعد سيراليون من أفقر البلدان الأفريقية التي مرت بعدة تجارب أدت إلى انخفاض قيمة الأموال المحلية مثل الحرب المندلعة باستمرار وفيروس الإيبولا.
اتخذ بنك سيراليون قرارًا بإعادة تسمية ليون السيراليوني في أغسطس/ آب 2021، وسيتم استبدال الأوراق النقدية القديمة بأخرى جديدة تسمى New Leone بعد حذف 3 أصفار.
الدولار الأمريكي الواحد يساوي 10,000 ليون.
7 – الفرنك الغينيإن الدولار الأمريكي الواحد يساوي 9700 فرنك، وقد شهدت العملة تضخمًا شديدًا للغاية بعد ارتفاع ملحوظ في نسبة الفقر بالبلاد، وذلك بسبب انتشار العصابات المسلحة.
8 – كيب لاوس أو لاوسالعملة اللاوسية هي العملة الوحيدة في قائمة أرخص عملة في العالم التي لم تنخفض قيمتها ولكن تم إصدارها في الأصل بسعر منخفض للغاية منذ عام 1952.
الدولار الأمريكي الواحد يساوي 9570 من هذه العملة.
9 – غواراني باراغوايباراغواي هي ثاني أفقر دولة في أمريكا الجنوبية فقد عانت من تباطؤ اقتصادي كارثي وتجمع بين التضخم والفساد وتدني جودة التعليم وعدد الفقراء الهائل وارتفاع معدلات البطالة، وما إلى ذلك. تصدر باراغواي القطن وفول الصويا، لكن هذا لا يكفي لتغطية احتياجاتها الاقتصادية.
الدولار الأمريكي الواحد يساوي 6900 من هذه العملة.
10 – الريال الكمبودييأتي الريال الكمبودي بالمرتبة العاشرة في قائمة أرخص عملات العالم. صدرت هذه الوحدة النقدية في عام 1995 لتحل محل قرش الهند الصينية، وكان سعر صرف الريال منخفضًا جدا حيث قرر السكان المحليون استخدام العملات الأجنبية بدلا عنه
الدولار الأمريكي الواحد يساوي 4075 من هذه العملة.
تساعدك أداة محول العملات على تحويل قيمة أي عملة إلى أي عملة أخرى.