لم يكن المواطن السعودي إبراهيم مشرقي يتوقع أن رحلته إلى منطقة جازان الواقعة في جنوب غرب المملكة العربية السعودية ستثمر عن اكتشاف طبيعي يعود تاريخه إلى ملايين السنين.
وفي يناير/ كانون الثاني الماضي، نجح مشرقي في رصد كنز طبيعي بمنطقة جازان عبارة عن أحافير وأصداف بحرية يعود عمرها لملايين السنين.
ونقل موقع “CNN بالعربية” عن إبراهيم قوله: إن هذا الاكتشاف الجيولوجي جاء خلال نزهة برفقة صديقه في جنوب شرق المنطقة، عندما تواصل معه أحد ملاك الإبل ليخبره بأنه صادف أصدافًا بحرية ملتصقة بالصخور أثناء رعيه الإبل عند أحد المنحدرات الجبلية بمحافظة الحرث، ما دفعه للذهاب إلى الموقع ليكتشف المفاجأة، أي وجود العشرات من الأصداف البحرية.
وأثار وجود كائنات بحرية متحجرة في منطقة جبلية تبعد عن البحر أكثر من 50 كيلومترًا مشاعر الحيرة لدى مشرقي، ما جعله يتواصل مع هيئة المساحة الجيولوجية السعودية، والتي حضرت إلى الموقع لإجراء البحث والدراسة.
وبحسب دراسة قسم الأحافير بهيئة المساحة الجيولوجية السعودية، يقدر عمر الموقع المكتشف ما بين 160 إلى 180 مليون عام، وتتمثل أهمية هذا الاكتشاف في أنه يعود للعصر الجوارسي، وهو أحد العصور الذي عاشت به الديناصورات منذ ملايين السنين، بحسب ما ذكره مشرقي.
وأشار مشرقي إلى أن الموقع يتمتع بأهمية علمية، إذ يمكن أن يستفيد منه علماء الجيولوجيا، إلى جانب الاستفادة منه سياحيًا، إذ يمكن أن يتحول إلى متحف طبيعي مفتوح أو متحف للأصداف البحرية المتحجرة.
والجدير بالذكر، أن هذا الاكتشاف الجيولوجي حقق صدى واسع النطاق، وتساءل الكثيرون عن إمكانية وجود مثل هذا التاريخ الطبيعي المهم بالمنطقة.
تعود منحوتات صخرية للإبل وغيرها من الجمليات اكتُشفت في شمال السعودية إلى 7 آلاف سنة على الأقلّ، أي أنها أقدم بكثير مما قُدّر لها وقت كشف النقاب عنها قبل بضع سنوات، بحسب ما أفادت دراسة دولية.
وقالت دراسة حديثة إن مجموعة من الأعمال المنحوتة في الصخر التي تجسد شكل إبل في صحراء السعودية قد تكون أقدم النقوش العملاقة لحيوانات على مستوى العالم، واكتشفت هذه الأعمال النحتية للمرة الأولى في 2018، وقدر باحثون عمرها بحوالي ألفي سنة في ذلك الوقت.
واعتمد برنامج بحثي أطلق في سياق تعاون بين وزارة الثقافة السعودية ومعهد ماكس بلانك الألماني للعلوم والتاريخ البشري والمعهد الوطني للأبحاث العلمية في فرنسا، على مجموعة من التقنيات لتأريخ هذه الأعمال بدقّة، لا سيّما أن حالتها تدهورت بشدّة على مرّ السنين، وفق ما جاء في بيان صادر عن معهد ماكس بلانك.
وتمثّل هذه المنحوتات البارزة البالغ مجموعها 21 والتي نُقشت في ثلاثة نتوءات صخرية في صحراء الجوف جمالا بالحجم الحقيقي. وفي العام 2018، قدّر علماء آثار أن تكون عائدة إلى بداية عصرنا، نظرا لأوجه الشبه مع منحوتات أخرى في موقع البتراء المجاور في الأردن العائد إلى حضارة الانباط، وفق فرانس برس.
وينطوي تقدير عمر الأعمال النحتية في الصخور على تحدي كبير للباحثين. فعلى النقيض من الجداريات داخل الكهوف، لا توجد أية عناصر عضوية يمكن الاستعانة بها كعينات. كما أن هذه الأعمال النحتية الصخرية الضخمة يندر وجودها في المنطقة.
وقام العلماء، الذين نشروا نتائج دراستهم في مجلة “أركيولوجيكال ساينس” (علم الآثار)، بتقدير نماذج التآكل، وتحليل العلامات التي خلفتها أدوات النحت، واختبار عظام الحيوانات التي تم العثور عليها في الموقع الأثري لتحديد تاريخ جديد لنحت تلك النقوش.
ووفقاً للتقدير الجديد لعمر تلك الآثار، يرجح أن هذه الأعمال العملاقة المنحوتة في الصخور أقدم من أثر ستونهينج البريطاني الذي يقدر عمره بحوالي 5000 سنة، كما يشير هذا التقدير الجديد إلى أن تلك النقوش العملاقة أقدم من أهرامات الجيزة في مصر التي يرجع تاريخ بنائها إلى 4500 سنة،
حتى أنها، وفقا للتقدير الجديد، قد تكون نقشت قبل استئناس الإبل التي تُعد المحرك الأساسي للتنمية الاقتصادية في المنطقة.
وذكرت الدراسة أنه وقت إنشاء تلك الأعمال النحتية كانت السعودية تبدو مختلفة تماماً عما هي عليه في الوقت الراهن، فكانت هناك سهول ينبت فيها العشب وتنتشر فيها البحيرات بدلاً من الصحاري التي نراها الآن.
ولم يتضح بعد لماذا نقشت تلك الإبل في الصخور، لكن الباحثين يرجحون أن الإبل كانت تمثل نقطة التقاء بين القبائل البدوية.
كما رجحوا أنَّ إقامة مثل هذه الأعمال بهذا الحجم كانت تنطوي على صعوبة بالغة قبل آلاف السنوات، فالكثير من تلك النقوش وجد على ارتفاع كبير عن الأرض، مما يرجح أن من قاموا على نحتها استخدموا سقالات للانتهاء منها.
المصدر: آ.ف.ب + BBC
تساعدك أداة محول العملات على تحويل قيمة أي عملة إلى أي عملة أخرى.