اضحك الملايين و لكنهم طردوه ومنعوه من الظهور.. هذا ما حدث لأشهر ممثل في التاريخ وكيف كانت نهايته تشارلي شابلن

رغم انه رسم الضحكة على وجوه الملايين من المشاهدين لكنهم طردوه ومنعوه من الظهور، توسل اليهم لكي يعود الى منزله لكنهم رفضوا، ماذا حدث لأهم ممثل في التاريخ وكيف كانت نهايته ؟

ولد تشارلى شابلن فى لندن عام 1889، ومنذ طفولته فقد كان يعاني تشارلي من الفقر والجوع الشديد، توفي والده قبل عامه العاشر، لذلك أصبحت والدته هي المسؤولة عن الأسرة،ولم تستطع والدته من تحمل ذلك الفقر وتعرضت للجنون وأرسلت الى مصحة نفسية.

لذلك قامت الحكومة بوضع الطفل تشارلي في ملجىء للايتام، فاضطر تشارلي للبحث عن اي طريقة ممكنة للنجاة من تلك الحياة القاسية، حيث بدآ بالعمل كبائع جرائد، ومساعد طبيب وصانع للالعاب الخشبية.

ولكن المهنة التي غيرت حياته للابد كانت التمثيل على المسرح، فقد جعل الجمهور يضحك بشكل جنوني بسبب خفة ظله ورشاقته وحركاته المضحكة، وبفضل تلك الموهبة تعاقدت معه شركة "فريد كارنو"  وارسلته الى التعاقد مع شركة أمريكية.

ثروة تشارلي 

ومن هنا انطلق مشاور تشارلي الفني حيث ابتكر  شخصية ( الصعلوك الصغير)، وفي عام 1914 بدأ نجمه بالظهور مع "استوديوهات كيستون".

واستطاعت شخصية الصعلوك الصغير من إضحاك الملايين من الناس رغم انها لم تتحدث إطلاقاً، وبسبب حب الجميع لتلك الشخصية فقد ظهرت في أكثر من 35 فيلم، فقد تمكن تشارلي خلال عشرين عاما فقط من ان يصبح أشهر ممثل في العالم، فبعد ان كان فقيرا يتيما اصبحت ثروته تساوي 100 مليون دولارا.

وكانت الأمور تسير بشكل جيد حتى وقعت الحرب العالمية الثانية، وبعد انتهاء الحرب العالمية الثانية بدأت الحكومة الامريكية بإتهام العديد من الفنانين بالخيانة، وللاسف كان تشارلي من أحد المتهمين بتلك الخيانة رغم عدم إرتكابه اي شيء إطلاقاً.

طرد تشارلي 

وكانت من أبرز التهم الموجهة إليه هو عدم محاولته الحصول على الجنسية الامريكية، وذلك رغم هجرته ومكوثه في امريكا أكثر من 40 عاما، لذلك بدأ مكتب التحقيقات الفيدرالية بمراقبة جميع تحركات تشارلي.

فطالب البرلمان الامريكي حينها بطرد تشارلي من الولايات المتحدة الامريكية ونفيه خارج البلاد وللأبد، حيث كان حينها تشارلي في أنكلترا  ويؤدي عمله في احد الافلام، وحين عودته الى مقره في  الولايات المتحدة الامريكية،  تفاجئ تشارلي بمنعه من دخول البلاد.

المشكلة في الأمر أن جميع أمواله و ممتلكاته  كانت داخل الاراضي الامريكية، لذلك أقسم للحكومة بأنه ليس خائنا، وتوسل إليهم لكي يسمحوا له بالعودة، لكنهم رفضوا ذلك ولم يسمحوا له بالدخول وتم تشويه صورته في الصحافة والإعلام.

شعر تشارلي بالصدمة ولم يصدق من أن الكل انقلبوا ضده رغم كل ما فعله لهم، فقد افنى حياته لإسعادهم ورسم البهجة على وجوههم،أدرك تشارلي ان عودته لأمريكا قد أصبحت شبه مستحيل.

حياة المنفى 

لذلك قرر أخذ عائلته والإنتقال للعيش في منزل في سويسرا، وبقي في هذا المنفى لمدة عشرين عاما كاملا، ولكن مع مرور الأعوام إكتشف الحكومة الامريكية من أنه كان بالفعل بريئا من التهم الموجهة إليه،لذلك سمحوا له بالدخول الى البلاد لمرة واحدة فقط وأخيرة.

وكانت تلك المرة عندما استلم جائزة الأوسكار الفخرية عام 1973 م، ولم تكن إطلالة تشارلى على المسرح كأى نجم آخر فرغم تقدمه فى السن إلا أن حضوره وسحره ظلا ملازمين له.

وبمجرد ظهوره على المسرح ضج المكان بالتصفيق الحاد ووقف الجميع احترامًا وتبجيلاً لهذا النجم الذى يعد أسطورة حقيقية في سماء الفن ووصلت مدة تحية الجمهور له إلى 12 دقيقة متواصلة وهى تعد أطول مدة تصفيق في تاريخ الأوسكار.

فقد كانت تلك الجاىزة بمثابة إعتذار له وتكريما لجهوده في إسعاد الملايين من الناس، عاد بعدها تشارلي مع أسرته الى سويسرا وعاش  فيها ايأمه الأخيرة بسلام وهدوء،‏وبعد اربعة أعوام تفاجئ العالم بأكمله بخبر وفاة  ( الصعلوك الصغير ).

‏شعر الجميع بالحزن الشديد وأدركوا أنهم قد فقدوا أسطورة لن تتكرر مجدداً.

‏من أقوال تشارلي شابلن :  ‏لا شيء يبقى على حاله في هذا العالم الشرير، حتى مشاكلنا البائسة سيكون لها نهاية .