شهدت ملاعب كرة القدم الكويتية حادثة تتكرر كل فترة في الملاعب ولا سيما بالدوريات العربية، وهي سقوط أو إصابة الحكام خلال المباريات، وتداول ناشطون مقطع فيديو يظهر لحظة تعثر حكم الراية أحمد صادق وسقوطه خلال مباراة جمعت فريق العربي بضيفه القادسية في الدور نصف النهائي لمسابقة كأس الأمير الكويتي.
ويظهر الفيديو سقوط حكم الراية خلال هجمة مرتدة للقادسية منعته من الاستمرار في التحكيم، وتم إجراء عملية تبديل بينه وبين حكم الفيديو ليتحوّل عبد الهادي العنزي من حكم تقنية الفيديو إلى حكم مساعد.
والحكم مثل اللاعبين معرض للإصابة خلال المباريات وإن كان بنسبة أقل لأنه لا يشارك في الالتحامات العنيفة، كما أنه يتحكم في سرعته وتحركه في الملعب، لذلك فتح قانون كرة القدم الباب أمام استبدال الحكم أو مساعده في حالة الإصابة أو عدم القدرة على الاستمرار لأي سبب بالحكم الرابع،
أو بحكم الفيديو المساعد "فار" (VAR) لوجود 3 في غرفة الفار إذا توفر، كما حدث في الكويت، وعادة ما تحدث الإصابة بسبب عدم جاهزية العضلات أو عدم كفاية الإحماء أو الحمل الزائد والإرهاق خاصة في حالة عدم حصول الحكم على فترة الاستشفاء بعد المجهود البدني.
وأكثر ما يعرض الحكام للإصابات الاختبارات البدنية التي أصبحت صعبة حتى على اللاعبين خاصة وأنها تجمع بين السرعة القصوى والتحمل، وسنتناول شرحها بالتفصيل في تقارير قادمة.
وشهدت اختبارات اللياقة البدنية للحكام إصابات كادت تقتل أصحابها، بل غيرت مجرى التحكيم العالمي، ففي بداية التسعينيات من القرن الماضي أصيب الحكم الدولي الفرنسي ميشيل فوترو -الذي أدار المباراة الافتتاحية لكاس العالم في إيطاليا 1990- بأزمة قلبية خلال أحد الاختبارات البدنية.
وتسببت هذه الواقعة في تغيير جذري على مستوى التحكيم في العالم، حيث قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" (FIFA) تخفيض سن التقاعد الدولي لحكام كرة القدم من 50 إلى 45 عاما، كما شدد على ضرورة إجراء فحوص طبية شاملة بشكل سنوي وقبل البطولات الكبرى.
ونجا فوترو من الموت، لكن في إحدى مباريات الدوري المصري الممتاز لكرة القدم لم ينجو الحكم المساعد من الموت عندما أصيب بأزمة قلبية خلال مباراة بملعب نادي الترسانة في السبعينيات، وعوضه الحكم الدولي الراحل محمد حسام الدين الذي تصادف وجوده بالمدرجات لمشاهدة المباراة.
كما أصيب عدة حكام بتمزقات عضلية خلال اختبارات كأس العالم 2010، أبرزهم الحكم الدولي الإيطالي روبرتو روزيتي الذي يشرف حاليا على تقنية الفار في الفيفا.
ومن أطرف وقائع إصابة وسقوط الحكام ما حدث مع الحكم المساعد الدولي المصري السابق وجيه أحمد، عندما سقط في بلاّعة (بالوعة) ملعب الإسماعيلية خلال مباراة بين الإسماعيلي والزمالك بالدوري الممتاز أيضا قبل نحو 20 عاما.
وحالف الحظ أحمد بعدم إصابته بكسر في ساقه، وأكمل المباراة ببعض الكدمات التي أصيب بها نتيجة السقوط.
وزاد من طرافة السقوط وصفها من المعلق الراحل محمود بكر، الذي أخذ يبرر سر عدم كسر ساقه بأنه "قصير".
المصدر : الجزيرة + وكالة سند
تساعدك أداة محول العملات على تحويل قيمة أي عملة إلى أي عملة أخرى.