تبذل كل دولة قصارى جهدها للحفاظ على الأمن من خلال تجهيز قوات الشرطة بأحدث المعدات. فبينما كان أفراد الشرطة قديماً يملكون المسدَّس فقط، أصبحوا في هذه الأيام يحملون أدوات متقدمة من ميكروفون، كاميرا جسدية، جهاز لاسلكي، وأسلحة صغيرة أخرى.
وعلى الرغم من تقدُّم بعض البلدان اقتصادياً وعسكرياً، إلا أنها تُحافظ على “شرطة الخيالة” التي يعتلي أفرادها الخيول وسط المُدن، مثل رجال شرطة نيويورك ولندن وبرلين وما إلى ذلك من مدن متطوِّرة.
هل تساءلتَ من قبل عن السبب في أن هذه المدن الكُبرى لديها شرطة على الخيول في الشوارع على الرغم من أنها تبدو طريقة قديمة في الحفاظ على الأمن؟
هناك العديد من الأسباب خلف هذه الظاهرة الأمنية الشائعة في المُدن المُزدحمة. منها:
يُمكن القول أنَّ هذا السبب هو الرئيسي وراء رؤية شرطة الخيَّالة في المُدن الكبرى. فالخيول تُقدِّم منظورًا مرتفعًا للشرطي، ويُمكنه من خلاله التحرك بسهولة بين الحشود، وتفريق التجمعَّات بسهولة كبيرة. وعادةً ما تُستعمل شرطة الخيَّالة في تفريق أعمال الشغب في المباريات والأحداث الرياضية.
الخوف الفطري لدى البشر من الخيول وكل ما هو ضخم وكبير يدفع الناس للابتعاد بسرعة عن طريق الخيول إن جاءت أمامها. لذلك، من السهل تفريق الناس في التجمّعات المزدحمة بوساطة الخيول فقط، على عكس سيارات الشرطة التي قد تتعرض للتدمير خلال أعمال الشغب بسب مستواها المنخفض نسبيًا.
المهمة الأساسية لأي قوة شرطة هي الحفاظ على القانون والنظام في الشوارع، ويكون هدف دوريات الشرطة بمثابة إجراء وقائي لإيقاف المعارك أو المشاجرات في الشوارع قبل أن تصبح خطرة وتهدد حياة الناس.
وعند المقارنة بين الشرطي الذي يمتطي ظهر الحصان والشرطي الذي يقود سيارة، تجد أن الأول يمتلك ميزة أفضل من حيث الرؤية فهو يكون على ارتفاع أكثر وبالتالي يكون لديه مجال رؤية أكبر، وهذه ليست ميزة بالنسبة له فقط، بل للآخرين أيضاً، حيث يساعد هذا الآخرين في الشارع على تحديد موقع الشرطي بسهولة والتعامل معه عند الحاجة.
يمكن للخيول التحرك والمناورة في المناطق الضيقة مثل الشوارع والمتاجر والأرصفة، وما إلى ذلك، فعلى الرغم من أن السيارات تستطيع ذلك أيضاً من الناحية الفنية.
إلا أنه لا ينصح بتنقل السيارات عبر هذه المناطق فقد تكون صاخبة جدًا أو غير عملية للاستخدام في مناطق محددة كما أنها قد تؤدي لازدحام تلك الشوارع، ولا تستطيع الخيول المرور في المناطق الضيقة فحسب بل إنها تستطيع أن تفعل ذلك بسرعة وكفاءة (يميل الناس عادةً إلى الخروج من طريق الحصان).
كما أنه توجد بعض المناطق التي يتعذر فيها استخدام السيارات مطلقاً ويكون الحل الأمثل هنا هو الخيول مثل العبور خلال مدخل ضيق للمتنزه أو في المناطق البرية.
يتم تدريب أفراد شرطة الخيّالة على إجراء عمليات إنقاذ وبحث قد تستمر لفترات طويلة، خاصةً في المناطق التي لا يُمكن أن تصل إليها السيارات.
كما أنه قد يكون للأمر عامل نفسي، حيث يعتقد الكثير من الناس أن الشرطة الذين يمتطون ظهور الخيل يكونوا أكثر ودية بطريقة ما، بل وأكثر أناقة مقارنة بنظائرهم من الشرطيين الذين يركبون في صندوق معدني به نوافذ.
ومن المرجح أن يقترب الكثير من الناس ويتحدثون إلى الشرطي الممتطي الخيل عن الشرطي الذي يركب سيارة، كما أنه يمتلك شعبية كبيرة بين الجماهير فمجرد رؤيتهم يدخل السرور على شعوب هذه الدول.
المصدر : شبكة أبو نواف
تساعدك أداة محول العملات على تحويل قيمة أي عملة إلى أي عملة أخرى.