من عامل بـ 2 دولار إلى ملياردير قصة مؤسس شركة كنتاكي هارلاند ساندرز

منوعات
أخبار الليرة

شركة كنتاكي، قصة مؤسسها الذي تحول من عامل بدولارين الى ملياردير اليوم قصة عجوز صنع ثروة، ويمكن اعتبار قصة هذا الشخص أكثر تحفيز من قصة ماكدونالدز.

وحتى تستطيع أن تتخيل للحظة أن رجلاً عمره 65 سنة أي السن الذي من المفروض أن يتقاعد فيه ويرعى احفاده ويراهم يكبرون، هو السن الذي اشتعلت فيه شرارة فكرة حلم أن يبدأ سلسلة مطاعم تجتاح العالم وتصل إلى أكثر من 92 دولة في العالم.

هارلاند ساندرز العجوز الذي اخترع كنتاكي

الكولونيل ساندرز ولد في 9 سبتمبر من العام 1890، أصبح يتيماً وهو في السادسة من عمره، في تلك الفترة لم يكن هناك أي خيار سوى أن تخرج أمه للعمل، وهنا ستعرف أنه في بعض الأحيان المصيبة التي تراها أنت مصيبة هي نظرة سطحية للحياة وأنت لا ترى الصورة بالكامل،

ربما ستتضح لك الحكمة في ذلك بعد سنين. تخيل معي صديقي أنه عندما توفي والده كان ساندرز من تحمل المسؤولية وبالأخص أنه ما زال صغير، كانت هذه المسؤولية هي الاعتناء بإخوته الصغار. أخوه الذي كان عمره ثلاث سنوات وأخته الصغيرة، ساندرز كان من يحضر الطعام لإخوته لأن أمه تكون غالباً في العمل.

ساندرز العجوز الذي اخترع كنتاكي

ومع مرور الأيام والشهور والسنين ومازال يحضر الطعام لأخوته، هذه الظروف جعلته يتعلم الطبخ رغماً عنه. وهو مازال صغير، وبعد أن وصل لسن السابعة كان ساندرز طباخ ماهر محترف كأنه تخرج من جامعة الطبخ. وهذا ما سيحوله لصاحب إمبراطورية عالمية.

من عامل بدولارين لإمبراطورية كنتاكي

في أحد الأيام عمل في مزرعة مقابل دولارين في الشهر، وفي تلك الفترة كان مجرد طفل عمره عشر سنوات. ثم خاض أعمالا عدة في السنوات اللاحقة وخدم في الجندية في كوبا لمدة 6 أشهر.

وعمل في فرقة الإطفاء للسكك الحديدية، لم يترك أي عمل إلا وعمل فيه منها أنه عمل كسائق مركب في نهر أوهايو وفي بيع الإطارات وفي التأمين، وأيضاً عمل كمسؤول عن محطة لخدمات السيارات.

بالرغم من أن ساندرز كان يمارس هذه الاعمال إلا أنه كان دائماً يفكر بطموح ويقول في نفسه بأن مستقبله سيكون أفضل وأن النجاح قاب قوسين أو أدنى، هذه الأفكار لم تفارقه ولو لثانية واحدة رغم انه كان يقبض فقط 16 سنتا في الساعة يفرغ سيارات الفحم.

في حين أن الناس المحيطين به لم يشجعوه أبداً، ومن هنا يجب أن تأخذ الحكمة وتبتعد عن الأصدقاء المحبطين والمتشائمين الذين يجدون مشكلة لكل حل وليس العكس، وخلال عمله، طور الكولونيل ساندرز مهاراته في الطبخ الذي عشقه لدرجة كبيرة منذ أن كان طفلاً.

كيف لمعت فكرة دجاج كنتكي في رأس ساندرز؟

سنة 1929 أفتتح محطة لخدمات السيارات في ولاية كنتاكي، وبينما كان يعمل قال له أحد الباعة المتجولين” يا أخي لا يوجد في هذه المدينة ولو مطعم جيد لآكل فيه” قال له هذه الكلمات بكل نية ولم يكن البائع يعلم بأنه صاحب الشرارة التي اشعلت أفكار الكولونيل ساندرز ونشوء سلسلة المطاعم التي أحدثت ثورة في صناعة الوجبات السريعة.

حامت الفكرة في رأس ساندرز، ولاحظ أن هذه المشكلة تشكل فرصة ذهبية يغفل عنها الكثير من الناس.

قال ساندرز: “لقد فكرت ملياً، وبالفعل فإن أفضل ما فعلته وقمت به من دون انقطاع طوال السنوات الماضية هو الطبخ، وكلي ثقة بأنني لو بدأت ببيع ما أطبخ فإن طعامي لن يكون بالتأكيد أسوأ مما يصنعه أصحاب المطاعم الموجودون في المدينة”.

بناءً على هذه الفكرة حول ساندرز تلك الغرفة الصغيرة بولاية كنتاكي -التي لم تكن سوى مخزن خلف محطة الخدمة- إلى مطعم صغير يبيع من خلاله الوجبات والأطعمة للناس المارين من هذا المكان.

كان أهم شيء يبيعه في هذا المطعم الصغير هو الدجاج المقلي والخضر الطازجة. بعد مدة قصيرة بدأ مطعمه الصغير يكسب شهرة في المنطقة، وازداد الطلب عليه، فما كان منه إلا أن أغلق محطة الوقود وحولها إلى مطعم اسماه” كافي ساندرز “. وفي أواخر سنة 1930 أصبح مطعمه الصغير يتسع 142 شخصاً وهذا كان تطوراً كبيراً.

كان كولونيل ساندرز مغرماً بالدجاج المقلي، ولكنه كان يعتبر قلي الدجاج بالطريقة الكلاسيكية أمراً بطيئاً وليس عملي بشكل كبير، وحتى أن قلي الدجاج بالزيت لا يعطي الطعم الذي يتخيله والذي يريد الوصول اليه. وفي عام 1939 اكتشف طريقة غريبة لم يسبقه إليها أي أحد، وهي ما اعتبرها الطريقة المثلى لقلي الدجاج وكانت بواسطة طنجرة الضغط.

الخلطة السحرية التي أعطت الدجاج شهرته

وفي نفس تلك السنة تم اختراع طنجرة الضغط، هذه الطريقة الجديدة للطبخ تستغرق أقل من 10 دقائق ليطهي الدجاج لذيذاً وناضجاً، من دون أن يفقد طعمه أو رائحته ومن دون زيت، ومع مرور الايام كان ساندرز يطور طريقة طهي الدجاج إلى أن سقط مجدداً على طريقة زادته لذة، هذه المرة طور خلطة من الأعشاب والتوابل لدمجها مع الدجاج وفعلاً كانت خلطة ناجحة.

حصلت كنتاكي على دفعة قوية بسبب اختراع طنجرة الضغط

وفي العام 1940، عندما أصبح عمر ساندرز 50 عاماً، يعني تخيل عمره خمسين سنة ومازال يحمل طموح وهمة ومازال لديه حلم وهدف في الحياة.

يقول صديقه عنه جون براون، “إنه لم يكن إنساناً حالماً، إنما كان إنساناً يسعى بكل جوارحه أن يكون معروفاً ورجلاً له قامة وقيمة، وعلى الرغم من نجاحه على الصعيد المحلي فإنه لم يكن مرتاحاً، وكان يريد أن يكون أكبر بكثير مما هو عليه”.

في سنة 1935 جائه عرض مغري للغاية من أحد الاشخاص بأن يبيع مطعمه مقابل 164000 دولار، لكن ساندرز رفض وللأسف فقط بعد سنوات قليلة تم تغيير خرائط المنطقة التي يتواجد فيها المطعم وتم تحويل الطريق العام فلم يعد يمر على البلدة التي بها المطعم.

كان ساندرز على موعد مع فشل ذريع

ولم يعد ذلك المكان استراتيجياً وبدأت مبيعات المطعم كنتاكي بالانخفاض والتدهور، فما كان منه إلا أن باع المطعم في مزاد العلني مقابل 75000 دولار وأصبح على الحديد من جديد. خسر كل شيء فقرر أن يتقاعد ويبدأ يعيش من ما كان يدخره في الضمان الاجتماعي.

بعد مصيبة خسارته كل شيء، قرر الكورنيل أن يتقاعد ويصرف من مدخرات الضمان الاجتماعي، وكان أول شيك قدرة 105 دولارات، كان يحس بطعم الهزيمة، لكن الغريب في هذا الشخص أنه لم يستسلم بكل بساطة.

يقول جون براون: “أحلى ما في الكولونيل أنه لم يفكر أبداً في الانسحاب، وعندما حصل على الشيك جلس وقال لنفسه: “هون عليك يا هارلاند، هناك شيء واحد تستطيع أن تفعله أفضل من غيرك في هذه الدنيا، وهو قلي الدجاج، وهذا ما ستفعله بقية حياتك “.

كان ساندرز يخرج بسيارته ويمر على كل صاحب مطعم يراه أمامه، ويدخل إليه ويلتقي بصاحبه وإذا قبل أصحاب هذه المطاعم بفكرته عن الدجاج المقلي على طريقته وبخلطته السحرية” خلطة كنتاكي الاصلية “، كان يتفق معهم على أن يأخذ 4 سنتات لكل دجاجة تطبخ وتباع بطريقته وخلطته.

استمر على هذه الحال يتجول من مطعم لآخر، خلال مدة سنتين استطاع إقناع 5 أصحاب مطاعم فقط ويقول سنادرز:” عندما تقول لصاحب أي مطعم أن دجاجه ليس بالمستوى المطلوب فهو يحس بالإهانة ويرفض الفكرة، قبل عرضها وتجريبها حتى، لكن الخلطة اللذيذة كانت فعلاً تجعل الدجاج أطيب بنظره هو وكان يقول الحقيقة“.

حين تكون الزوجة خير من يسند ظهرك

لم يستطع أي شخص الكذب والقول أن الدجاج طعمه سيء أبداً مزيج من 11 صنفاً من الأعشاب والتوابل، ويقول عن ذلك الكولونيل:” لقد كانت أياماً صعبة، كنت أخلط الأعشاب بالتوابل كما يخلط الأسمنت في

المبنى، كانت زوجتي كلوديا هي ساعدي الأيمن، التي تصنع العلب ومشرفة المخزن، وهي ايضاً التي توصل الطلبيات، وكان الكاراج هو المخزن “.

كانت زوجته تخلط هذه الأعشاب والتوابل وتغلفها وترسلها بالبريد، وهذه الخلطة التي اعطت لشركة كنتاكي ثروة هائلة كانت ومازالت سرية حتى هذه اللحظة ولا يعرفها إلا عدد محدود من الناس، وطبعاً أن تكون عارف لهذه الوصفة السرية فهي لمسؤولية خطيرة جداً،

لأنها إن انكشفت من الممكن أن تتدمر شركة كنتاكي بين ليلة وضحاها، وهؤلاء الاشخاص الذين يعرفون الوصفة السرية قاموا بالتوقيع على اتفاقية تمنعهم من الكشف عنها لأي شخص كان حتى لو كان والده أو ابنه وكل من يكشف عنها يضع نفسه على المحك.

وصلت كنتاكي للعالمية لكن قرر بيع الشركة

عام 1963 وصل عدد المطاعم إلى 600 محل وعندها بلغ ساندرز سن 73، وكان أكبر من أن يتحمل المسؤولية مع زوجته لوحدهما و167 عاملاً لذلك قرر أن يبيع امتياز مطاعم كنتاكي، قرر أن يبيع كل شيء بمبلغ 2 مليون دولار لمجموعة من المستثمرين منهم جون براون جونيور وجاك ماسي،

مع بقاءه كالمتحدث الرسمي باسم الشركة مقابل أجر 75000 دولار مدى الحياة وظهوره بزيه الأبيض المعهود ولمدة عقد من الزمان في دعايات الشركة.

توفي الكولونيل ساندرز العام 1980، ودفن في لويزفيل، وفي العام 1986 قامت شركة بيبسي بشراء كنتاكي مقابل 850 مليون دولار وفي سنة 1995 بلغ عدد المطاعم 9000 مطعم والمطعم رقم 9000 كان في شنغهاي.

ساندرز قطع من عام 1952 وحتى العام 1980 أكثر من 250000 ميل في السنة مسافراً من بلد إلى بلد ليتابع بنفسه شركته، أي لم يبقى له الكثير لكي يكون قد قطع في كل سنة المسافة بين الارض والقمر.

المصدر : موقع مساحة

شارك المقال!