ضروري تكون تذوقت أو شربت شاي ليبتون ولو مرة واحدة في حياتك، وإذا لم تشربه فأنا متأكد أنك تعرف هذه العلامة التجارية وهي لأشهر شاي في العالم، مؤسسها هو توماس ليبتون وقصة هذا الرجل فعلاً مثيرة واليوم ستعرفونها ولن تنسوها.
“السير توماس جونستون ليبتون” ولد في اسكتلندا في العاشر ماي سنة 1848 كان والده بحار يعشق الإبحار في البحر الأيرلندي. وله شقيقين، كان ليبتون يتعلم في مدرسة قريبة من منطقة جلاسكو التي كان يعيش بها من 1853 حتى عام 1863.
وهو ابنٌ لوالدين هاجرا إلى إسكتلندا من مقاطعة فيرماناغ الأيرلندية التي تقع على الضفة الأخرى من البحر الأيرلندي (أي في الجانب الأيرلندي المقابل لإسكتلندا).
لم يولد ليبتون في أسرة غنية اطلاقاً بل ولد في اسرة متوسطة الحال، والده يعمل بحار ولهم محل أو بقالة صغيرة للتجزئة، علمه والده منذ صغره الاعتماد على النفس وعدم انتظار أي شيء من أي أحد، ولهذا السبب تكونت شخصية رجل الأعمال والتاجر العظيم في نفسية ليبتون وهو صغير.
فتخيل أنه في سن 13 عشر يعني في نفس سن ابنك أو أخاك الذي هو الآن يلعب بوبجي او فري فاير في غرفته، اتجه ليبتون للعمل وهو في ذلك السن، قد تسأل ما هي الوظائف التي عمل فيها؟ فقد عمل في إحدى المطابع في الصباح وفي المساء كان يذهب للمدرسة،
وكان يعتاد مرافقة والده إلى الموانئ حيث كان يقوم بحمل الأغراض ونقلها للمراكب، وكان يجمع كل السلع التي تتساقط من السفن، كان العمال والبحارة في الموانئ دائماً ينظرون له باستغراب فقد كان يقوم بأعمال كبيرة لا تتناسب مع عمره.
بدأ تعلُّم فن التجارة حين قرر والده فتج محل بقالة عادي وبسيط جداً لبعض السلع والمنتجات الأساسية اليومية في حي غوربالس جنوبي نهر كلايد بإسكتلندا.
عمل ليبتون حمالاً في الموانئ وعلى السفن لدرجة ارتبط بعالم السفن والأبحار لبقية حياته
مرت السنين وحين بلغ من العمر الخامس عشر انتقل من العمل من الموانئ إلى ظهر السفن حيث كان يعمل فيها حمالاً ينقل البضائع، مجرد ملاحظة ليبتون كان يعمل ويكافح، وفي نفس الوقت كان يدرس، كان يعمل في الفترة الصباحية ويدرس في الفترة المسائية وفي بعض الأحيان العكس.
المهم عندما كان يعمل في الموانئ وعلى ظهر السفن كان دائماً يستمتع بذلك لأنه كان يجلس مع البحارة ويستمع لحديثهم ولقصصهم ومغامرتهم، كان دائماً يسمعهم يتكلمون عن قصص خاضوها في الولايات المتحدة الامريكية، هنا بدأت تتكون فكرة في ذهن توماس ليبتون، وهي شيء واحد يجب أن أسافر أنا أيضاً لأمريكا دريم لاند أرض الاحلام.
بعد سنتين تمكن ليبتون من العمل الجاد وبذل الكثير من الجهد ليكسب مبلغ كبير نسبياً لتحقيق حلمه وهو السفر لأمريكا، وفعلاً سافر الإمبراطور ليبتون إلى أمريكا ليبدأ مباشرة في البحث عن عمل،
لم يكن الأمر بتلك السهولة اطلاقاً فقد وجد عمل في إحدى المزارع بولاية فرجينيا ثم محاسب في إحدى مزارع الأرز بولاية كارولينا الجنوبية، عمل فيها لفترة طويلة لكن قرر المغادرة للبحث عن عمل آخر وهو في مجال التبغ وهو عمل ايضاً لم يستمر فيه لمدرة طويلة.
قرر في أحد الايام السفر الى مدينة نيويورك، وما أن وصل بدأ في البحث عن عمل، وفعلاً تمكن من العمل في أحد المحلات التجارية الكبيرة والمبهرة بالضبط في شارع برودواي بنيويورك، كان المتجر كبير جداً وكأنه قصر فاخر له واجهة رخامية كبيرة ولامعة تجذب أعين الناس لها،
أما من الداخل فكان فارهاً وستحب فقط أن تدخل وتتجول فيه، هذا المتجر العملاق يملكه شخص اسمه ألكسندر تيرني ستيوارت، والذي للمصادفة العجيبة هو أيضاً كان مهاجر أسكتلندي إيرلندي.
يقال بأن ليبتون فيما بعد استلهم طريقة البيع من هذا المتجر، كانت فكرة نجاحه تقوم على خفض السعر وبيع نسبة كبيرة من المنتجات حيث سيصبح لك تفق مستمر من الأرباح وبقي ليبتون في أمريكا لـ خمس سنوات اشتغل العديد من الوظائف وبعدها قرر السفر والعودة لوطنه بريطانيا ليبدأ بتطبيق كل ما تعمله من خبرة في أمريكا.
سنة 1871 قرر توماس إنشاء أول محل تجاري له وهو في اوائل العشرينيات من عمره في حوض ستوبكروس للسفن، وسماه “ليبتون ماركت” حيث قام توماس بكتابة ليبتون على واجهة المتجر وطلاه بألوانٍ زاهية وجذابة للأنظار وكانت رفوف المتجر مليئة بلحم الخنزير والجبن وبعض السلع الأخرى وكان المتجر نظيف جداً وليبتون بنفسه من كان يخدم الزبائن.
تمكن بعد مرور السنين تقريباً 17 سنة من تحقيق أرباح كثيرة قام باستثمارها في افتتاح محلات أخرى بلغ عددها تقريباً 300 محل في الكثير من دول العالم غالبيتها في المملكة المتحدة موطنه وكلها باسم ليبتون طوال تلك الفترة لم يكن هناك اي علاقة بين ليبتون والشاي فقد كان يتاجر في اللحوم والخضروات والأجبان والكثير من المنتجات ،
الأخرى ولم يكلف أي أحد في اتفاقيات الشراء بالجملة للمنتجات فقد كان دائماً يبحث عن افضل المنتجات ويتفق على الثمن مع اصحابها وجهاً لوجه بشكل شخصي بدون أي وسطاء وهذا الامر كان من أهم اسباب نجاحه، بدأت ثروة ليبتون تكبر ومشاريعه ومحلاته تأخذ شهرة كبيرة.
وهنا قرر الدخول لعالم الشاي الذي سيصبح هو إمبراطور هذه النبتة في الأسواق العالمية وبدأ اسم ليبتون يربط بالشاي سنة 1888 في تلك الفترة كانت أسعار الشاي تنخفض بشكل كبير في مقابل تزايد الطلب عليها فقرر الاستثمار بكل ما يملك في تجارة الشاي،
وفعلاً بدأ في بيع الشاي بأسعار منخفضة ليفكر في أحد الأيام باستيراد الشاي من سيريلانكا والتي ستصبح هي أول صفقة لتوماس ليبتون في مجال الشاي وقام ببيع الشاي السيريلانكي للكثير من الدول في أوربا وأمريكا والمملكة المتحدة.
الجميع يعرف أن شاي ليبتون اكتسب شهرته بسبب أنه شاي يباع في أكياس، طبعاً أنت ستسأل كيف جاءته فكرة بيع الشاي في الأكياس.
القصة هي أنه في أحد الأيام شخص اسمه توماس سوليفان قام بإرسال بعض من عينات الشاي الموضوعة في اكياس صغيرة مصنوعة من الحرير لعملاء له لكي يجربوها ويذوقوها، عندما وصلت بالأكياس كانوا يعتقدون في البداية بأنه من المفترض وضع الأكياس كما هي في الكوب،
بينما الحقيقة والمقصود أن الأكياس لم تكن سوى وسيلة لنقل الشاي فقط وهكذا بالصدفة الغريبة كان توماس ليبتون شاهد على هذا الحادث واغتنم الفرصة ولمعت الفكرة الاسطورية في ذهنه وهي بيع الشاي في أكياس وفعلاً لم يتأخر،
بدأ بتطبيق الفكرة وطرحها في محلاته ليصبح هو اول شخص في العالم يبيع الشاي في أكياس لتصبح ليبتون العلامة التجارية الأولى في العالم في بيع الشاي.
ليصبح توماس من أثرياء ومشاهير العالم بعدما كان يعمل حمالاً في الموانئ وعلى السفن الآن علامة ليبتون مملوكة من طرف شركة اونيليفر الهولندية وهي الشركة المالكة لعلامات تجارية مشهورة اخرى مثل فاسلين، كنور، دوف، سيجنال، لوكس، وصانسيلك وكلير.
المصدر : موقع مساحة
تساعدك أداة محول العملات على تحويل قيمة أي عملة إلى أي عملة أخرى.